أصحاب المليارات يتشاحنون بسبب ألعاب فضائية

المليارديرين جيف بيزوس وإيلون ماسك Elon Musk Jeff Bezos
المليارديران جيف بيزوس (يسار) وإيلون ماسك (الأوروبية)

يمكن للأقمار الصناعية الصغيرة أن تجلب الدخول على الإنترنت إلى عدد أكثر من مواطني العالم، وهذا شيء لطيف.

ولكن هل تعرفون ما الشيء غير اللطيف؟ إنه عراك رجال أغنياء حول من لديه الألعاب الفضائية الأفضل.

دعوني أخبركم عن معركة الأقمار الصناعية بين ألون ماسك وجيف بيزوس، والتكنولوجيا التي يعملان عليها، ومخاطر الاعتماد المفرط على التكنولوجيا في التعامل مع المشاكل المعقدة.

وإليكم الأمر: فشركة ماسك للصواريخ (سبيس إكس) وأمازون مع شركات غنية أخرى تعمل الآن على شبكات من الأقمار الصناعية الصغيرة، التي ستبث الإنترنت إلى الأرض، وهذه الشبكات تدور على مستويات أقل من الأقمار الصناعية التقليدية، وهي أرخص في صناعتها وفي إطلاقها.

المؤيدون لها يقولون إن هذه الشبكات يمكنها توسعة خدمات الإنترنت، خاصة في الأماكن النائية، والسفن في البحار، وكذلك في الأماكن التي يصعب الوصول إليها. إن أقمارا صناعية صغيرة مشابهة لذلك تستخدم بالفعل في مشروعات أخرى، مثل مراقبة الحرائق البرية. وهناك عيوب، لكن يجب أن نتحمس لهذه الاحتمالات.

لكن الخلاف الذي بدأ في يناير/كانون الثاني الماضي بدأ بسبب أن شركة "سبيس إكس" تريد تصريحا من الحكومة الأميركية بنقل بعض أقمارها الصناعية إلى مدار أكثر انخفاضا. وقالت أمازون إن ذلك سيتداخل مع أقمارها الصناعية؛ فغضب ماسك. وقالت أمازون إن "سبيس إكس" تحاول أن "تخنق المنافسة في المهد". (ملاحظة جانبية: ربما كان على أكبر تاجر تجزئة هيمنة على الإنترنت في أميركا ألا يتهم الآخرين بخنق المنافسة)

إعلان

وعادة أحب مشاهدة الأغنياء وهم يتعاركون، مثل أفراد عائلة كاردشيان! ولكن هذه المرة… يا لالاشمئزاز!

إنني أتفهم لماذا تريد "سبيس إكس" وأمازون إقناع هيئة حكومية أميركية، ولكنني أتمنى ألا يشتت السباب المتبادل انتباههما عن أسئلة مهمة، مثل: هل تكنولوجيا الأقمار الصناعية أفضل وسيلة للمساعدة في دخول المزيد من المليارات من الناس على الإنترنت؟ أم أن هذا مجهود آخر سيئ التوجيه يقوم برمي التكنولوجيا المعقدة على مشاكل إنسانية معقدة.

ولتبسيط الأمر: هل هذه فكرة جيدة؟

إننا يجب أن نكون متحمسين للتكنولوجيا الطموحة، ولكن لا نجعلها تعمينا؛ فبالمقارنة حتى بآلاف من الأقمار الصناعية، فإن أفضل أنابيب الإنترنت الحالية يمكنها أن تحمل مرور الإنترنت بشكل أفضل؛ فإنترنت الأقمار الصناعية ما زالت تتطلب إجمالا معدات متخصصة على الأرض، وهي ليست سهلة الصنع أو تم دفع تكلفتها. إن مشاريع الإنترنت الصاعدة هذه ربما تكون عملية تكميلية مساعدة جدا، ولكنها ليست بديلا عن بنية الإنترنت الأساسية الموجودة، وهذه إحدى الحقائق.

والحقيقة الأخرى أنك إذا كنت ترغب في جعل التكنولوجيا تغير حياة مليارات الناس، فعليك أيضا أن تفكر في الكلمة المناسبة؟ نعم، نعم، الناس.

فحتى في بلد غني مثل الولايات المتحدة، لا يفتقر الناس للإنترنت فقط لأن التكنولوجيا ليست على المستوى المرضي؛ فهناك سياسات حكومية بلا توجيه، وعدم مساواة بنيوي، وحاجة الكثيرين لإنفاق المال على متطلبات أكثر إلحاحا، وهناك المزيد.

إن ذلك يعني أن إدخال مزيد من الناس على الإنترنت في أميركا -ناهيك عن بقية العالم- لا يمكن تحقيقه بالتكنولوجيا وحدها؛ فنحن نحتاج أيضا إلى التفكر بصورة شمولية حول العوائق الأخرى للوصول للإنترنت بين الأفراد وفي المجتمع.

انظر، يمكن لأصحاب المليارات أن يقذف بعضهم البعض وتنتابهم الهواجس حول نظم الصواريخ، ويفكرون بشأن السياسات الحكومية والدوافع الإنسانية. ولكن حتى أصحاب المليارات يتعين عليهم أن يضعوا أولويات؛ فإذا كانوا هم وبقيتنا معهم لا نفكر إلا في الفوز "بسباق فضائي"، فإنهم يخاطرون بالفشل في وضع الإنسان أولا (أو أنهم ربما تدفعهم الرغبة في كسب الأموال لا مجرد إيصال العالم بالإنترنت، أعتقد أنهم يمكنهم فعل الشيئين معا)

إعلان

إن ذلك القول والرد عليه حول الأقمار الصناعية جعلني أفكر في مقابلة مع تريسي شو، التي طورت برمجيات للمساعدة في تنقية منشورات التحرش على الإنترنت، حيث قالت إن بعض الشركات تريد الاعتقاد بأن التكنولوجيا الأذكى يمكنها حل كل شيء. إنها لن تستطيع.

وأنا متأكدة من أن بيزوس وماسك وكل من هو منخرط في مشاريع إنترنت الأقمار الصناعية يعرفون ذلك، فقط عليهم أن يتصرفوا وفق هذا.

 © مؤسسة نيويورك تايمز 2021

المصدر : نيويورك تايمز

إعلان