أوبر لكل شيء!
إن واحدًا من أكبر رهانات صناعة التكنولوجيا أنه بمجرد أن تصبح شركة ما بارعة في إيصال شيء ما، فإن عليها تكرار العمل نفسه مع كل شيء.
فشركات -تشمل أوبر وإنستاكارت- بدأت تتفرع من منطقة واحدة، مثل إيصال الناس أو المشتريات إلى جهة الوصول، إلى تسليم وجبات المطاعم، والأدوية، والمنتجات المنزلية، وأكل الحيوانات الأليفة، ومواد المحلات الصغيرة. وفي هذا الاتجاه، قامت مؤخرا أوبر بشراء دريزلي التي تقوم بالتوصيل من محلات المشروبات الترفيهية.
ويمكنك تخيل الفرص لو أن خدمات التوصيل قامت بإيصال أي شيء تحت الشمس، ولكن هل سينجح ذلك؟ وهل هو أمر جيد؟
من المُحال التنبؤ بظهور عمالقة لتوصيل كل شيء من دون أي آثار ستترتب على ذلك، سواء كانت جيدة أو ضارة، ولكن يتعين علينا الانتباه لتحركات هذه الشركات، والتفكير بشكل ناقد في الرهان أمام الأعمال الصغيرة، وأمام مَحافظ أموالنا ومجتمعاتنا، وكذلك أمام قوة العمل الأميركية.
أولا- إليكم فرصة وجود أوبر لكل شيء، ثم بعض مضاعفات ذلك.
ذلك قد يكون رائعًا، حيث سيكون أمام شركات التوصيل أعمال أكثر إذا أتيح لهم تحميل الركاب، وتوصيل شرائح خبز الذرة وإيصال صناديق الجعة، فبيع المزيد من أشياء من نفس النوع قد يؤدي إلى تبديل الخسائر في الشركات المعتمدة على التطبيقات مثل أوبر، ودوور داش. كذلك هو أمر يسير المنال أمام الأشخاص الذين يحبون التسوق وهم على أريكتهم المنزلية. إنه مكسب، ثم مكسب، ثم مكسب.
والأمر قد يكون جيدًا أيضا أمام الأعمال المحلية وأمام مجتمعاتنا؛ فتخيل لو أن متجرًا محليًا أو محلًا للبقالة يمكنه -بشكل أكثر يُسرا- خدمة المتسوقين شخصيًا، وخدمة أولئك القريبين ممن يفضلون التوصيل. إن شركاتنا المفضلة يمكنها أن تحصل على حياة ثانية من دون أن تفلس وهي تنافس أمازون، أو وهي تنقل بالبريد طلبات على بعد مئات الأميال.
قالت لي زميلتي كيت كونغر إن الجائحة أوضحت أن الكثير منا متلهف إلى توصيل كل شيء للمنازل، وهو ما جعل الكثير من مراقبي صناعة التكنولوجيا يعتقدون أن الشركات المعتمدة على التطبيقات يمكنها أن تصبح بنجاح ماكينات توصيل لكل شيء.
ويمكن أيضًا ألا ينجحَ نموذج "أوبر لكل شيء"، لكن إذا فعل فربما يكرس أسوءَ جوانب شركات التوصيل المعتمدة على التطبيقات.
فرغم كل الكلام الجميل من أوبر، حول أعمالها المزدوجة في إيصال وجبات المطاعم ونقل الناس، فإنهما مجالان مختلفان بشكل شاسع؛ فالزبائن قد يتداخلون، لكن جعل المطاعم تسجل في التطبيق، ثم الحفاظ على رضاها، هو لعبة مختلفة كليًّا عن مجرد نقل الناس.
وعلاوة على ذلك، فإن كل نوع جديد من البضائع التي يتم توصيلها -سواء البقالة أو منتجات المحلات الصغيرة أو أغراض تحسين المنازل أو المشروبات الروحية- له عمليات وإمدادات مختلفة. فهل ستكون شركة تمارس الأعمال العامة وتكون جيدة فيها كلها؟
وأيضًا ممّا يستحق الذكر أن العديد من المطاعم قد قالت إن الخدمات المعتمدة على التطبيقات كانت صفقة سيئة. فهل ستشعر مشاريع الأعمال في صناعات أخرى بالشيء نفسه؟
وإذا كانت شركات توصيل كل شيء غير قابلة للنمو، فإنها قد تضر المتسوقين ممن اعتمدوا عليها، وستضر العمّال الذين تراهن مستقبلَها عليهم، خاصة العمّال الذين هم في أسفل التدرج الهرمي لاقتصاد الموظفين غير المعينين.
وأنت إذا ترددت على وادي السيليكون لمدة كافية، فلربما ستسمع تعبيرًا مسروقًا من أرنست همنغواي: إن التغيير يحدث عادة تدريجيا، ثم يحدث فجاءة. فلربما كنا نحن وشركات التطبيقات نعيد صياغة عاداتنا ومجتمعاتنا.
© مؤسسة نيويورك تايمز 2021