"دلني على السوق" مبادرة ريادية لدعم ضحايا الحرب على غزة
غزة- يأمل المهندس الشاب محمود المدني الحصول على تمويل يساعده في إعادة إحياء مشروعه الخاص الذي تعرض للتدمير الكلي خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة في مايو/أيار الماضي.
ويتطلع المدني (29 عاما) للفوز بفرصة تمويل بنظام "القرض الحسن" من خلال برنامج "دلني على السوق.. غزة تنهض" الذي ينفذه "صندوق دعم الشباب" التابع للهيئة العامة للشباب والثقافة، وبتمويل من مؤسسة "أحباء غزة ماليزيا" لدعم المشاريع الريادية الصغيرة.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsشلل اقتصادي يصيب إسرائيل جراء الحرب الحالية.. ما حجم الخسائر؟
أسبوع على “حارس الأسوار”.. تراجع عجلة الاقتصاد الإسرائيلي والخسائر بمئات الملايين
بعد تدمير بنيتها التحتية ومبانيها.. من سيعيد إعمار غزة؟
وهذه هي النسخة الثالثة من البرنامج، وتم تخصيصها لضحايا الحرب الإسرائيلية، سواء من تعرضوا لإصابات جسدية، أو أولئك الذين خسروا منازلهم أو ممتلكاتهم ومشاريعهم الخاصة.
ضحايا الحرب
المدني هو أحد ضحايا الحرب، وخسر مشروعه الخاص "شركة النظم الكهربائية الذكية"، ومقرها "عمارة كحيل" التي تحولت إلى كومة من الحجارة والركام بفعل غارات جوية إسرائيلية.
وكانت شركة المدني من المشاريع الريادية الصغيرة الناشئة في غزة، وتختص بحلول الكهرباء والطاقة البديلة في غزة التي تعاني من أزمة كهرباء خانقة منذ عام 2006.
وخلفت الحرب -التي استمرت 11 يوما- خسائر بشرية ومادية جسيمة، فضلا عن استشهاد نحو 250 فلسطينيا وجرح نحو ألفين آخرين، كما لحق دمار هائل بآلاف الوحدات السكنية والمشاريع التجارية والاقتصادية، وقدرت وزارة الإسكان والأشغال العامة قيمة إعادة إعمارها بـ420 مليون دولار.
وقال المدني -للجزيرة نت- إنه أسس شركته في عام 2019 برأس مال صغير يقدر بـ9500 دولار كان حصيلة مدخراته من العمل 4 سنوات بعد تخرجه من الجامعة، وكانت الشركة "مصدر الدخل الرئيسي" لـ4 من الفنيين والعمال أصبحوا بلا عمل بعد الحرب.
والمدني -كما غيره- يعاني من بطء عملية إعادة الإعمار وتعويض المتضررين، وبعدما طال به الانتظار استأنف الشهر الماضي عمله من "مقر مؤقت" بأقل الإمكانيات، لكنه لم يتمكن من إعادة موظفي شركته إلى أعمالهم بسبب "ضيق الحال" بحسب وصفه، وعدم قدرته على تحمل رواتبهم الشهرية.
ويقول إن حصوله على التمويل من برنامج "دلني على السوق" يساعده على إعادة إحياء مشروعه المدمر وإعادة الموظفين إلى أعمالهم.
غزة تنهض
ويستهدف برنامج "دلني على السوق.. غزة تنهض" تمويل 50 مشروعا رياديا صغيرا بقيمة إجمالية تبلغ 150 ألف دولار، ويقول مدير عام "صندوق دعم الشباب" عصام الهبيل -للجزيرة نت- إن تمويل المشروع الواحد يتراوح بين ألف و5 آلاف دولار.
وبحسب الهبيل، يشترط البرنامج أن يكون المتقدم من ضحايا الحرب، سواء كان ذلك جسديا أو ماديا، وألا يكون موظفا، وألا يقل عمره عن 22 عاما ولا يزيد على 35 عاما، إضافة إلى تقديم دراسة جدوى للمشروع.
وتجاوز عدد المسجلين في اليوم الأول عند فتح باب التسجيل -الذي ينتهي مطلع الشهر المقبل- العدد الإجمالي المقرر دعمه من المشاريع.
وحول آلية الاختيار، أشار الهبيل إلى وجود لجنة عليا مؤلفة من وزارات مختصة وممثلين عن القطاع الخاص، إضافة إلى لجنة فرز مهمتها تقييم المشاريع واختيار الريادية والنوعية، والقابلة للتنفيذ منها، ثم تنتقل المشاريع المختارة إلى لجنة تقييم من خبراء في مجالات مختلفة، وبعدها تباشر لجنة البحث الميداني عملها بالتحقق من صحة ودقة البيانات والمعلومات عن صاحب المشروع.
وبناء على نتائج تلك المراحل يخضع أصحاب المشاريع لبرنامج تدريبي مالي وإداري، لمساعدتهم في النجاح قبل الحصول على التمويل.
ويؤكد مدير صندوق دعم الشباب أن الهدف من هذه الإجراءات هو تحقيق العدالة والشفافية واختيار الأفضل.
وقال الهبيل إن سداد القرض يكون عبر دفعات منتظمة (100 دولار شهريا)، ويمنح الصندوق المستفيد فترة سماح 3 أشهر لبدء سداد دفعاته من تاريخ استلام القرض.
وسبق لصندوق دعم الشباب تنفيذ نسختين من برنامج "دلني على السوق"، استفاد من النسخة الأولى 19 مشروعا بقيمة تمويل إجمالية قدرها 51 ألف دولار، واستفاد 30 مشروعا من النسخة الثانية بقيمة تمويل إجمالية بلغت 80 ألف دولار.