انطلاق فعاليات مؤتمر مخططي المدن والأقاليم بالدوحة

مارتن دوبلينج يؤكد أهمية مؤتمر مخططي المدن في فتح قنوات التواصل بين الدول للتوصل لأفضل طرق للتخطيط العمراني المستدام والذكي (الجزيرة)
مارتن دوبلينغ أكد أهمية مؤتمر مخططي المدن في فتح قنوات التواصل بين الدول للتوصل إلى أفضل طرق للتخطيط العمراني المستدام والذكي (الجزيرة)

انطلقت في الدوحة اليوم الاثنين فعاليات المؤتمر الـ57 للجمعية الدولية لمخططي المدن والأقاليم "آيسوكارب" (ISOCARP) تحت شعار "التخطيط المنفتح.. أوقات جديدة وأماكن أفضل ومجتمعات أقوى".

ويهدف المؤتمر -الذي يستمر لمدة 4 أيام- إلى مناقشة العديد من القضايا التخطيطية للمدن والأقاليم، وعرض تجارب عالمية من كل قارات العالم، واستعراض أوراق عمل بحثية وفنية، فضلا عن دراسة المراكز العمرانية وتوافقها مع التنمية المستدامة.

ويحظى المؤتمر بمشاركة أكثر من 500 شخص من الأفراد والعمرانيين والمخططين والخبراء الذين يمثلون كبريات المؤسسات والمنظمات الدولية، ويسعون إلى تحسين المدن وممارسات التخطيط عبر إنشاء شبكة عالمية ونشطة من الممارسين عن طريق تبادل الخبرات والتدريب والتعليم والبحث، وتعزيز مهنة التخطيط والوعي العام وفهم قضايا التخطيط الرئيسية على المستوى العالمي.

وقال وزير البلدية القطري عبد الله بن عبد العزيز بن تركي السبيعي إن مدينة الدوحة قد تمكنت من تحقيق أحد أكثر نماذج التنمية الحضرية إلهاما في الشرق الأوسط بل وعالميا أيضا، وأثبتت المدينة بكل تخطيطها الحضري المستدام ومرونتها وتنميتها المرتكزة على الإنسان وتنويع الاقتصاد استعدادها الكامل لحقبة ما بعد النفط.

تحديات ما بعد كورونا

وأوضح السبيعي -في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر- أن المؤتمر سيناقش القضايا والتحديات الإقليمية والعالمية لتخطيط مدن أفضل في حقبة ما بعد تداعيات جائحة كورونا والتغير المناخي.

ولفت إلى أن محور المؤتمر الرئيسي وهو "انطلاق التخطيط العمراني.. أوقات جديدة، أماكن أفضل، مجتمعات أقوى" تمت صياغته بحكمة لإلهام مخططي المدن في جميع أنحاء العالم للقدوم إلى الدوحة وتبادل الخبرات والأفكار لتحقيق هدفنا المشترك: مستقبل أفضل للمدن الصديقة للناس، داعيا إلى اتباع نهج جديد وأساليب خلاقة للتخطيط من أجل إيجاد أماكن أفضل للمجتمعات المحلية الأقوى.

وأشار السبيعي إلى أن المؤتمر يقام قبل عام واحد فقط من استضافة قطر كأس العالم 2022، ولذلك فهي فرصة للعالم أجمع لرؤية الاستعدادات الرائعة التي قامت بها الدوحة لاستضافة هذا الحدث لتكون تجربة فريدة من نوعها، خاصة من منظور التخطيط الحضري والاستدامة وجودة الحياة.

وأشار وزير البلدية القطري إلى التزام دولة قطر بجعل جميع مدنها -خاصة الدوحة- نموذجا للمدن الصديقة للبيئة وللإنسان من خلال التخطيط الحضري المستدام، منوها إلى أن الدوحة على رأس قائمة المدن الأكثر أمانا على وجه الأرض، وأن قطر لديها تجارب تاريخية واجتماعية وثقافية وإبداعية وتخطيطية وإنسانية مذهلة.

وزير البلدية القطري يؤكد إن الدوحة تمكنت من تحقيق أحد أكثر نماذج التنمية الحضرية إلهاما في الشرق الأوسط (الجزيرة)
وزير البلدية القطري يؤكد أن الدوحة تمكنت من تحقيق أحد أكثر نماذج التنمية الحضرية إلهاما في الشرق الأوسط (الجزيرة)

نهضة قطرية غير مسبوقة

من جانبه، أشاد رئيس المنظمة الدولية لمخططي المدن والأقاليم مارتن دوبلينغ بالدعم الذي قدمته دولة قطر للمنظمة.

وفي كلمته بالجلسة الافتتاحية، سلط دوبلينغ الضوء على أهمية المؤتمر في فتح قنوات التواصل بين الدول حول التوصل إلى أفضل طرق للتخطيط العمراني المستدام والذكي.

وأكد أن المؤتمر -الذي يعقد بطريقة مدمجة بين الحضور الشخصي والتواصل عن بعد- يعد فرصة لتبادل الخبرات بين المخططين والعمرانيين في المنظمة الدولية، فضلا عن عرض التقنيات الحديثة في التخطيط.

بدوره، قال رئيس اللجنة المحلية المنظمة للمؤتمر المهندس مبارك النعيمي إن كل مراقب منصف للتطور العمراني والتخطيطي في قطر يشعر بالتطور الكمي والنوعي الذي أنتج مجموعة من الإستراتيجيات والمشروعات الفارقة، موضحا أن الدوحة أصبحت تملك رؤية تخطيطية مستقبلية متكاملة ترتكز على رؤية قطر 2030 وتستوعب مفاهيم الاستدامة الشاملة.

ووصف النعيمي في كلمة له بالجلسة الافتتاحية ما شهدته قطر خلال العقد الأخير بأنه نهضة عمرانية وتخطيطية غير مسبوقة تستحق الفخر وتستحق أن تعرض على العالم كله من خلال الفعاليات المهنية التخطيطية للمنظمة الدولية لمخططي المدن.

وأوضح أن الرؤية التخطيطية لقطر أصبحت مؤسسة على مفاهيم المدن الصديقة للإنسان وللبيئة، والتنمية العمرانية المرتكزة على المعرفة، والمراكز العمرانية المتدرجة، والحفاظ على هوية وأصالة الشخصية العمرانية للمدن القطرية، والاهتمام المتصاعد بشبكات النقل العام، وتوفير الحدائق والمساحات المفتوحة والترفيهية، وتأسيس بنية تحتية متميزة تؤهل الدولة لتكون حاضنة للأحداث العالمية.

وأشار النعيمي إلى أن مؤتمر هذا العام يتميز بأنه الحدث الأهم في الأوساط التخطيطية الذي يعقد في ظل الاقتراب من التعافي الكامل من تداعيات جائحة كورونا وما سببته من عزلة وارتباك وعدم تواصل.

كما نبه إلى أن المؤتمر يتفاعل مع مؤتمر قمة المناخ المنعقد في مدنية غلاسكو لبحث تداعيات التغير المناخي، ولذلك كان الحرص على أن تشمل محاور النقاش مفاهيم الاستدامة الشاملة والمدن الصحية والذكية ورفع جودة الحياة وأهمية المدن المرنة المقاومة للتحديات.

مبارك النعيمي يقول إن الرؤية التخطيطية لقطر أصبحت مؤسسة على مفاهيم المدن الصديقة للإنسان وللبيئة (الجزيرة)
النعيمي أكد أن الرؤية التخطيطية لقطر أصبحت مؤسسة على مفاهيم المدن الصديقة للإنسان وللبيئة (الجزيرة)

استضافة الأحداث العالمية

من جهته، شدد الوكيل المساعد لشؤون التخطيط العمراني بوزارة البلدية القطرية المهندس فهد محمد القحطاني على أهمية المؤتمر الـ57 للجمعية الدولية لمخططي المدن والأقاليم، ودوره في إثراء المخططين، سواء في دولة قطر والخليج أو على مستوى الشرق الأوسط، داعيا الجميع إلى الاستفادة من هذا المؤتمر الذي يعقد لأول مرة في الدوحة.

وأضاف القحطاني -في تصريح للجزيرة نت- نهدف من خلال استضافة هذا الحدث العالمي على أرض دولة قطر إلى إطلاع جميع المشاركين على تجربة قطر في الاستعداد لاستضافة الأحداث العالمية في مختلف المجالات، ومنها بطولة كأس العالم لكرة القدم المقررة العام المقبل.

وأشار إلى أن دولة قطر تحرص على التعاون مع العديد من الجهات والمنظمات في مجال التخطيط العمراني وتغيير الأساليب، معتبرا انعقاد المؤتمر فرصة لمزيد من التعاون وتوقيع اتفاقيات مستقبلية مع عدة جهات.

المصدر : الجزيرة