باستثمارات قطرية عُمانية.. تدشين رسمي لمصنع كروة للحافلات في منطقة الدقم بالسلطنة

مسقط– دشنت الحكومة العُمانية رسميا مصنع "كروة" للحافلات الذي تقيمه بالشراكة مع دولة قطر وبتكلفة تصل إلى 71 مليون دولار، وذلك بعد إنتاج المصنع الدفعة الأولى من الحافلات التي ستستخدم في بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 التي تستضيفها دولة قطر في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

ويقام المصنع في منطقة الدقم الاقتصادية، وستكون حصة الجانب العُماني منه 30%، مقابل 70% للجانب القطري ممثلا في "مواصلات قطر"، ويُعدّ المشروع إحدى النتائج الأولية لخطة سلطنة عُمان لتنويع الاقتصاد بعيدا عن النفط.

وقال وزير المالية العماني سلطان الحبسي على هامش التدشين إن افتتاح المصنع يعتبر إضافة نوعية للمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، مشيرا إلى أن بعض المكونات وقطع الغيار التي يحتاج إليها المصنع قد تصنع محليا مستقبلا.

ترابط سياسي واقتصادي

من جهته، قال رئيس مجلس إدارة شركة كروة القطرية للسيارات سعد المهندي إن المصنع الجديد يمثل أحد صور الترابط السياسي والاقتصادي بين البلدين، مضيفا أن الشراكة الجديدة تستهدف نقل تقنية صناعة الحافلات إلى سلطنة عمان، وجعلها أحد مراكز التصنيع، وتعزيز القيمة المحلية المضافة، وتوطين الصناعة؛ للإسهام في تحقيق التنمية والتنوع الاقتصادي.

وأشار إلى أن المصنع له أهمية خاصة وإضافة فاعلة إلى القطاع الصناعي بالمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، إذ سيلبي متطلبات المنطقة من الحافلات المختلفة، ثم ينتقل إلى مرحلة التصدير الأوسع.

وأنشئ المصنع في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم على مساحة 568 ألف متر مربع، وهو مصمم لإنتاج 3 أنواع مختلفة من الحافلات، هي: حافلات التنقل داخل المدينة، والحافلات المدرسية، وحافلات التنقل بين المدن التي تتراوح أحجامها بين 8 و12 مترا، وتتراوح أعداد المقاعد فيها بين 30 و55 مقعدا.

وتصل السعة الإنتاجية للمصنع إلى 700 حافلة سنويا. وقد صممت ورشات المصنع ومرافقها ومحطات الخدمات لاستيعاب خطوط إنتاج إضافية مستقبلا، لمنتجات مختلفة في المجال ذاته.

وتحتوي المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم عدة مناطق تطوير اقتصادي وسياحي وخدمي، من أبرزها ميناء متعدد الأغراض، وحوض جاف لإصلاح السفن، وميناء للصيد، ومطار إقليمي، ومناطق سياحية وصناعية ولوجستية.

آفاق استثمارية

وكان المدير العام لاستثمارات التنويع الاقتصادي في جهاز الاستثمار العُماني بالوكالة هشام بن أحمد الشيدي، قد أكد أن مصنع كروة يُعدّ من المشروعات الإستراتيجية المهمة بين سلطنة عُمان وقطر، اللتين تعملان على فتح آفاق استثمارية في عدد من القطاعات الحيوية والواعدة، تأكيدا على العلاقات المتينة بينهما والمصالح المشتركة التي تحظى باهتمام كبير من قيادتي البلدين وشعبيهما.

التنويع الاقتصادي

ويشير الشيدي إلى أن جهاز الاستثمار العماني يستثمر في عدد من المشروعات بهدف تعزيز جهود السلطنة من أجل التنويع الاقتصادي، والانسجام مع رؤية تعزيز القطاع اللوجيستي الذي يستهدف جعل السلطنة مركزا صناعيا، بالإضافة إلى بناء المعرفة التقنية بقطاع السيارات، والإسهام في تطوير مجموعة الصناعات الأولية المغذية لهذا القطاع المهم، والإسهام في تنشيط أعمال المؤسسات الصغيرة والمتوسطة عبر إسناد مشروعات ومناقصات مرتبطة بالمصنع لها.

وتعدّ الحافلات التي يتم إنتاجها في مصنع كروة قادرة على السير في مختلف الطرقات وتتحمل أقسى ظروف الطقس، وذات مواصفات قياسية خليجية ودولية، كما تم اختيار شركة "هايغر" (Higer) الصينية لتكون شريكا إستراتيجيا في المشروع، كونها من العلامات التجارية الأسرع نموا على مستوى العالم في مجال تصنيع الحافلات بجودة عالية وأفضل معايير سلامة.

وتسعى شركة "كروة للسيارات" إلى توظيف العديد من الابتكارات والممارسات والتقنيات الإنتاجية التي ستكون الأولى من نوعها في سلطنة عُمان، مما سيسهم في وضع معيار عال لجميع المنشآت الإنتاجية المستقبلية في السلطنة، وستقدم حافلات كروة مجموعة واسعة من الخيارات الآمنة، مما يجعلها الخيار الأمثل للنقل العام سواء كان للتنقل داخل المدينة أو خارجها.

يذكر أن شركة "كروة للسيارات" تم تأسيسها عام 2017، وهي مبادرة استثمارية إستراتيجية بين دولة قطر بحصة 70% وسلطنة عُمان بحصة 30%.