متخصص في الطاقة الأحفورية: الإنتاج العالمي للنفط سينخفض قريبا

لا يمكن إيجاد بديل للنفط والوقود الأحفوري مع الحفاظ على نفس المستوى من الاستهلاك (غيتي)

يدور الجدل عادة في عالم النفط حول موعد تجاوز ذروة استهلاكه أو حول استبدال طاقات أخرى به أقل انبعاثا لثاني أكسيد الكربون، إلا أن ذروة إنتاج الذهب الأسود يجب أن لا تُنسى هي الأخرى، فها هو المتخصص في النفط ماتيو أوزانو يكذب أسطورة النمو اللامتناهي في عالم متناه، ويعلن عن قرب تراجع إنتاج النفط.

واستعرضت صحيفة لوفيغارو (Le Figaro) الفرنسية بإيجاز أهم ما قاله أوزانو، مدير البحث بمركز التفكير "مشروع التحول" (The Shift Project) في كتابه الأخير المشترك مع الصحفي أورتانس شوفين، بعنوان "البترول.. لقد اقترب التراجع"، حيث أكد أن شهية الاقتصاد العالمي النهمة للهيدروكربونات ليست مستدامة، لأن الإنتاج العالمي للنفط سينخفض قريبا و​​بلا هوادة.

وأوضحت الصحيفة أن أوزانو قد بنى عمله على بيانات يتعذر الوصول إليها عادة لعامة الناس، وهي احتياطيات النفط الحقيقية التي تقدرها شركة ريستاد المتخصصة، لأن مخزونات الذهب الأسود غير المستخرجة هي في الواقع أفضل أسرار الصناعة، والبيانات العامة النادرة لا يمكن الاعتماد عليها إلى حد كبير.

النفط السهل انتهى

وقد كشف أوزانو أن أكثر التوقعات تفاؤلا مثل توقعات ريستاد، تتوقع ذروة النفط في مطلع عام 2030، وأن نصف الموارد البترولية الحالية في حالة تراجع، ويقول الكتاب "إننا لكي ننجح في الحفاظ، ومن باب أولى أن نزيد الإنتاج الكلي، يجب أن نضم اكتشافات جديدة إلى الإنتاج باستمرار"، ومع أن البحث عن حقول جديدة مستمر على الدوام، فإن حصاد هذه الحقول الجديدة كان أقل جودة على مر السنين.

والآن وقد انتهى النفط السهل فإن محركات النمو مخيبة للآمال، وبالتالي يجب على الشركات الكبرى البحث عن الذهب الأسود بشكل أعمق وأعمق في باطن البحار قبالة ساحل البرازيل، أو في طبقات الصخر الزيتي في حوض بيرميان الأميركي، غير أن أوزانو يرى أن الزيت الصخري ليس هو الحل، لأنه غير مجد ومعرض للجفاف هو الآخر.

ومع هذا يعترف أوزانو -وإن كان لا يصدق باحتمال وقوع ذلك- بأنه "إذا تم أخذ الالتزامات المناخية على محمل الجد، فإن مشكلة ذروة إمدادات النفط ستختفي"، لأن الاحتياطيات ستتناقص بوتيرة أبطأ من تلك التي تفرضها الأهداف المناخية الدولية، كما تقول الصحيفة.

ولتوضيح العواقب الكارثية لنفاد الذهب الأسود المفاجئ، يقوم المؤلف بتحليل الأزمات الماضية من منظور النفط، ليرى في ذلك مظهرا من مظاهر مشكلة عدم كفاية إمدادات النفط، وبالتالي ارتفاع أسعار الطاقة.

ويهدف الكتاب إلى لفت النظر إلى أن ذروة النفط ستعيد التساؤل حول الصلة بين النمو الاقتصادي والزيادة في استهلاك الطاقة، ويرى المؤلفان أنه "لا يمكن إيجاد بديل للنفط والوقود الأحفوري مع الحفاظ على نفس المستوى من الاستهلاك"، وبالتالي فإن نهاية النفط بالنسبة لهما تعني نهاية النمو.

ولذلك علينا -حسب الكتاب- الاستعداد لعالم يصعب فيه الحصول على الطاقة وبالتالي يصعب فيه النمو، وقد تكون الطريقة الوحيدة تكمن في الرصانة لأن الابتكار لن يكون كافيا، ولنتذكر ما يحب الفيزيائيون تذكير الاقتصاديين به من أن النمو الاقتصادي ليس أكثر من وظيفة أسية، ونحن نعيش في عالم محدود.

المصدر : لوفيغارو

إعلان