فيسبوك يريد عودة الشباب
يوم الاثنين، حصل الجمهور على لمحة من مخاوف مارك زوكربيرغ من أن فيسبوك قد يذبل حتى التلاشي.
في مؤتمر عبر الهاتف لمناقشة النتائج المالية لفيسبوك، قال زوكربيرغ إنه يعتزم إصلاح الشركة لجعل تطبيقاتها أكثر جاذبية للذين تقل أعمارهم عن 30 عاما. وقال "إننا نقوم بإعادة تجهيز فرقنا لجعل خدمة الشباب هي مرشدهم بدلا من التركيز على عدد أكبر من الأكبر سنا"، وأضاف أن إجراء هذا التحول سيستغرق سنوات.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsشركات ناشئة تتيح للزبائن “اشتراكات” السيارات بدلا من شرائها
شركات ناشئة تتبنى تطبيقات لتعليم أطفالك التصرفات المالية
حكومات وشركات عملاقة تتسابق لتمويل شركات ناشئة حول العالم
إن العديد من المنظمات مهووسة فعلا بالاستمرار في التواصل مع الشباب، لذلك ربما لم يكن هذا الإعلان مفاجأة.
وزوكربيرغ الذي يبدو دائما قلقا من "شيء ما"، له عادة هي الإدلاء بتصريحات جريئة حول أولويات فيسبوك، وهي التي تتحول في بعض الأحيان إلى مجرد كثير من الكلام.
مارك زوكربيرغ: "إننا نقوم بإعادة تجهيز فرقنا لجعل خدمة الشباب هي مرشدهم، بدلا من التركيز على عدد أكبر من الأكبر سنا"
والحقيقة هي أن فيسبوك لسنوات قد فقد شعبيته مع الشباب، ولكن ذلك لم يكن مهما حقا، حيث كانت الشركة تجذب المزيد من المستخدمين بشكل عام وتصنع أحمالا من المال.
والشركة تكيفت كذلك مع جذب الشباب، بما في ذلك عن طريق شراء إنستغرام منذ 9 سنوات مضت، ثم تقليد ميزات كل من "سناب شات" و"تيك توك".
ويشير تعليق زوكربيرغ، فضلا عن التقارير الأخيرة التي نشرتها صحيفة "نيويورك تايمز" (The New York Times) و"بلومبيرغ" (Bloomberg) وغيرهما، إلى أن هذه المرة ربما تكون مختلفة عن سابقاتها.
ويبدو أن الرهبة تبدو كامنة في أعماق فيسبوك، بما في ذلك في داخل مكتب زوكربيرغ الذي يحتل زاوية في المقر، من أن عملاق وسائل التواصل الاجتماعي هذا يجب أن يقلب نفسه من الداخل إلى الخارج لجذب المستخدمين الأصغر سنا.
ويدرك زوكربيرغ جيدا أن الشركات المهيمنة في مجال التكنولوجيا لا تبقى في هذا المركز لفترة طويلة.
ويثير إعادة تشكيل الشركة المعلن سؤالا: هل يخشى زوكربيرغ من أن يؤدي عدم اهتمام الشباب إلى تحقيق تنبؤ موجود منذ أمد من قبل مراقبي التكنولوجيا، بأن الشركة محكوم عليها بأن تصبح شركة من الماضي؟
لنرى ما يحدث. قد يكون فيسبوك قادرا على الارتقاء إلى مستوى هذا التحدي مرة والفوز بالشباب.
ولم يصف المديرون التنفيذيون في فيسبوك، مطلع الأسبوع، خطة كبرى لاستعادة الشباب، بل تحدثوا بشكل غامض عن المزيد من التركيز على ما يسمى "بالريلز" (Reels)، وهو محاولة إنستغرام لتقليد "تيك توك" وكذلك تحدثوا عن هوس زوكربيرغ بما يسمى العالم الافتراضي أو "الميتافيرس" (Metaverse).
الحقيقة هي أن فيسبوك قد فقد شعبيته مع الشباب، ولكن ذلك لم يكن مهما حقا، حيث كانت الشركة تجذب المزيد من المستخدمين بشكل عام وتصنع الكثير من المال.
جزء صغير من عقلي يتساءل أيضا عما إذا كان المقصود من لمح زوكربيرغ في حالة الخوف مطلع الأسبوع، كانت لتصوير فيسبوك كما لو كان ضعيفا يرتعد بدلا من نجم الإنترنت ذلك الذي لا يهزم، بحسب ما يقوله منتقدوه.
وكما كتب كيفين رووس زميلي في النيويورك التايمز، من أن فيسبوك يمكن أن يكون قوة مهيمنة وخائفا في نفس الوقت على مستقبله.
وبقدر ما يبدو أن الشركة تهتم بالشباب الذين يستخدمون فيسبوك ومنتجاتها الأخرى، يمكنها أن تبقى ثرية للغاية لفترة طويلة جدا بدون الشباب.
فالعامل الأكثر أهمية في نجاح فيسبوك المالي هو قدرته على جمع الكثير من المعلومات حول ما يفعله الناس -ومعظمهم في الولايات المتحدة وغيرها من البلدان الغنية- عبر الإنترنت، ومن ثم تسخير تلك البيانات لمساعدة الشركات على بيع البيجامات مثلا أو خزائن الملفات أو التطبيقات بشكل أكثر فعالية.
يمكن للشباب الفرار منه بأعداد كبيرة، لكن سيظل فيسبوك يجني تلك الدولارات الإعلانية، على الأقل لفترة طويلة جدا. وكما رأينا من بيان أرباحه يوم الاثنين الماضي، فإن فيسبوك بارع في كسب المال.
ولكن المداولات الداخلية للشركة حول الشباب قد تتحول إلى أن تكون من بين أهم الوثائق التي جمعتها مديرة الإنتاج السابقة بفيسبوك، فرانسيس هاوغن.
فالتقارير حول تلك الوثائق ومناقشات الشركة الأخرى تظهر أن فيسبوك قلق من أن المراهقين يقضون وقتا أقل على إنستغرام هذا العام، وأن قاعدة مستخدميه تشيخ بسرعة، وأن الشباب الذين يحبون إنستغرام لا ينجذبون إلى تطبيق فيسبوك مع تقدمهم في السن.
ولكن رؤية القلق في المداولات الخاصة بين الأطراف أو وثائق التسويق شيء، وأن يدق زوكربيرغ بنفسه ناقوس الخطر علانية هو أمر على مستوى آخر تماما.
© مؤسسة نيويورك تايمز 2021
نقلتها للعربية صفحة "ريادة الجزيرة".