الدولار بـ 300 جنيه.. تراجع غير مسبوق للعملة السودانية ومخاوف من الفوضى
تراجعت قيمة الجنيه السوداني أمام الدولار، اليوم الثلاثاء، لمستويات غير مسبوقة في تداولات الأسواق غير الرسمية (الموازية).
وقال تجار عملة ينشطون في السوق الموازية إن هناك حالة من الفوضى تشهدها أسواق الصرف منذ مطلع تعاملات الأسبوع الجاري.
وبلغ سعر صرف الدولار في السوق الموازية 300 جنيه، في تراجع غير مسبوق للعملة السودانية، مقارنة بـ 281 جنيها في تعاملات أمس.
ويحدد المركزي السوداني السعر الرسمي للدولار بـ 55 جنيها.
إنهيار قيمة الجنيه بهذه السرعة تذكر بقصة المطرب السوداني الشهير الذي قيل أنه غاب عن مقعده بالمقصورة في إحدى مباريات كرة القدم في تونس، ثم عاد بعدها بدقائق ووجد فريقه مهزوما بخمسة أهداف، وتحدث عن "الكفاءات" الرياضية.
الدولار تنوم وتصحى تلقاه ركب التونسية
طيب لو نمت يومين يطير وين؟ pic.twitter.com/0892Rq8ByW— Khalid I. A. 🅰️li – خالد الإعيسر (@Aleisir) January 19, 2021
ويأتي هبوط الجنيه نتيجة زيادة الطلب على الدولار في الأسواق المحلية، خاصة من جانب الموردين للسلع الرئيسة كالقمح والوقود على وجه الخصوص.
وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، فتحت الحكومة الانتقالية الفرص لشركات القطاع الخاص لاستيراد الوقود لبيعه بالسعر الحر داخل البلاد.
ويعاني السودان من أزمات متجددة في الخبز والطحين والوقود وغاز الطهي، بجانب تدهور مستمر في عملته الوطنية.
في اول ايام الثورة انخفضت قيمة الدولار امام الجنيه؛ وقالت الحكومة ان ذلك بسبب توقف حكومة البشير وشركاتها الحكومية وتلك التابعة للاجهزة الامنية عن شراء الدولار؛ وتوقف حيتان النظام عن المتاجرة في الدولار.
سؤال برئ ماذا يحدث الآن؟
وهل كل ذلك كان هراء (وسواقة خلاء) ؟.— Omar Mahjoub Mohammed (@omarmahjoub_m) January 19, 2021
مخاوف
أثار انهيار الجنيه السوداني مقابل الدولار والعملات الأجنبية مخاوف السودانيين على مواقع التواصل الاجتماعي.
وعبر مغردون عن خوفهم من أن يؤدي الانهيار إلى إشاعة الفوضى خاصة أنه يأتي تزامنًا مع تدهور أمني تشهده البلاد في عدد من ولايات دارفور.
الدولار يتخطي حاجز ال ٣٠٠ جنيه والبلاد تعيش حالة من الانهيار الاقتصادي وشبح المجاعلة الذي يتبعه الانفلات الامني الشامل يخيم علي عموم السودان!
الوضع لا يحتمل ادركوا السودان #السودان_الازمه_المعيشيه
— Salma | سلمى 🦋 (@salma1siddig) January 19, 2021
وقلل مغردون من جدوى وأهمية الحملات الأمنية التي كانت تشنها الحكومة على السوق الموازية لاعتقال المضاربين والمتاجرين بالعملات.
وأوضح الكاتب الاقتصادي معتصم أقرع -في منشور له على فيسبوك- أن فقدان الجنيه السوداني لقيمته بمقدار ما يعادل 210% خلال عام واحد يعد مؤشرا خطيرا، ومن المفترض اعتبرها مسألة أمن قومي.
وتحدثت وسائل إعلام محلية -نقلا عن متداولين في السوق الموازية- انخفاض قيمة الجنيه مقابل الدولار ليتجاوز حاجز الـ 300 جنيه مقابل الدولار الواحد، وهو ما سينعكس على أسعار السلع والمنتجات الغذائية.
اغلبنا لايخشي شيئا عند الانهيار الاقتصادي لسنا حمله اسهم صناعات ثقيله ولانملك حصص حاكمه في مصارف مزيفه
رسالتي للجنرالات واعضاء مجالس الادارات والمدراء التنفيذيون ارفعو يدكم عن رقاب عائلاتنا كي لاتضعونا امام خيار سحب الثقه عن الجنيه وبالتاكيد ستكون خساره الاسهم اكيده!#حنبنيهو https://t.co/hI15Ek0hVi— S (@S_Elshargawi) January 19, 2021
في غضون ذلك، قالت المديرة التنفيذية لصندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا أمس إن (هذه) المؤسسة المالية الدولية تعمل "بتركيز شديد" مع السودان لوضع الشروط المسبقة لإعفاء واسع للديون، وستجري في مارس/آذار المقبل تقييما للتقدم في برنامج يراقبه خبراء الصندوق.
وأبلغت جورجيفا الصحفيين -بمؤتمر صحفي عبر الإنترنت- أنها تشعر بتفاؤل إزاء دعم قوي من الولايات المتحدة وبريطانيا، ودول أخرى أعضاء بصندوق النقد، لتقديم إعفاء من الديون للسودان بموجب مبادرة الدول الفقيرة المثقلة بالديون، وتصميم تبديه السلطات السودانية.