لتعويض خسائر كورونا.. شركات طيران تسيّر رحلات "لا تذهب إلى أي مكان"

كيف سيكون السفر بعد صيف 2020؟
بعض شركات الطيران حققت أرباحا من تسيير رحلات بلا وجهة (شترستوك)

قامت بعض شركات الطيران بخطوة بالكاد يمكن تصديقها، حيث استحدثت "رحلات لا تذهب لأي مكان" الهدف منها فقط المساهمة في معالجة تداعيات فيروس كورونا وتشغيل طائراتها التي باتت مهجورة.

وقالت صحيفة "لوفيغارو" (Le Figaro) الفرنسية، إن بعض هذه الشركات حققت أرقاما قياسية تاريخية من حيث نسب الإقبال، حيث تمكنت مثلا شركة "كانتاس" (Qantas) الأسترالية في ظرف 10 دقائق فقط من بيع كل تذاكر إحدى رحلاتها المستقبلية "التي لا تذهب لأي مكان" بل تقوم فقط بالدوران فوق الأجواء الأسترالية والعودة إلى نقطة البداية.

وذكرت أن هذه التجربة الفريدة من نوعها، والتي دشنت من قِبَل شركات طيران تحديدا في آسيا ومنطقة أوقيانوسيا، لاقت إقبالا من قبل هواة الرحلات الطويلة الذين باتوا يحنون للتحليق مجددا في الأجواء ولو بلا وجهة محددة.

وأشارت إلى أن رحلة شركة "كانتاس" التي تستغرق 7 ساعات ستنطلق من مدينة سيدني في 10 أكتوبر/تشرين الأول المقبل للعودة لاحقا إلى مكان الإقلاع ذاته.

وتراوحت أسعار الرحلة ما بين 500 و2300 يورو، وتتضمن التحليق فوق بعض المواقع السياحية الأسترالية، مثل "الحاجز المرجاني العظيم" (Great Barrier Reef) وهو أحد أكبر منظومات الشُّعب المرجانية في العالم، و"مرفأ سيدني" (Sydney Harbour)، بالإضافة إلى برمجة مفاجأة على متن الطائرة حيث سيكتشف الركاب خلال رحلتهم وجود "نجم مشهور" برفقتهم.

وقال رئيس الشركة الأسترالية آلان جويس -في تعليقات نقلتها شبكة سي إن إن الأميركية- "ربما تكون هذه أسرع عملية بيع في تاريخ كانتاس، لقد افتقد الناس حقا الطيران، إذا استمر الطلب فبطبيعة الحال سنستمر في برمجة مثل هذا النوع من الرحلات، في انتظار أن يتم إعادة فتح الحدود".

وقد تم تسجيل رحلات أخرى مماثلة خلال الأيام الأخيرة في سلطنة بروناي، وفي 8 أغسطس/آب الماضي قامت طائرة تحمل ملصقات لشخصية "هالو كيتي" (Hello Kitty) اليابانية برحلة ذهاب وإياب من مطار تايبيه -عاصمة تايوان- وإليه، كما قامت شركة "إيه إن إيه" (All Nipon Airways) اليابانية بتسيير رحلة من النوع ذاته في شهر أغسطس/آب الماضي.

وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، لقيت هذه الرحلات سخرية على نطاق واسع، وانتقدت شركات الطيران الراعية لها، خاصة مسألة استغلال هذه الشركات لظرفية الوباء للإضرار بالبيئة والإخلال بالتوازن الإيكولوجي "البيئي" من خلال الاقتراب من مواقع تتسم بتوازن هش.

المصدر : لوفيغارو