هل تمدد أوبك بلس اتفاقها التاريخي لخفض الإنتاج؟ وماذا عن الأسعار؟

A 3D printed oil pump jack is seen in front of displayed Opec logo in this illustration picture, April 14, 2020. REUTERS/Dado Ruvic/Illustration
أسعار النفط اقتربت أمس من حاجز أربعين دولارا

قال الكاتب نيك كانينغهام في مقال نشره موقع "أويل برايس" الأميركي إنه كان من المتوقع تنظيم اجتماع أوبك بلس في 9 يونيو/حزيران الماضي، غير أنه من المنتظر تقديمه إلى الرابع من الشهر الجاري.

وتشير أحدث التقارير إلى أن فكرة الاجتماع المقبل تتمحور حول تمديد قيود الإنتاج الحالية لمدة تتراوح بين شهر أو ثلاثة أشهر، فمن دون التمديد في التخفيضات الاستثنائية المتفق عليها في أبريل/نيسان الماضي -التي تشمل خفض الإنتاج بـ9.7 ملايين برميل يوميا- ستبطل هذه التخفيضات مع نهاية يونيو/حزيران الحالي.

وبموجب الخطة الأصلية لأوبك بلس، فإن التخفيضات من المقرر أن تستمر في مايو/أيار ويونيو/حزيران، وأن تتقلص إلى 7.7 ملايين برميل يوميا من يوليو/تموز إلى ديسمبر/كانون الأول.

وحسب بعض التقارير، ترغب السعودية في تمديد اتفاق خفض الإنتاج حتى نهاية العام، في حين أبدت روسيا رفضها لذلك، بعدما أوضح مصدر روسي مختص في مجال النفط أنه يمكن تخفيض الإنتاج لمدة شهر أو شهرين وليس نصف عام.

وقد نجحت التخفيضات التاريخية في إخراج سوق النفط من الفوضى العارمة، وارتفعت أسعار النفط من المنطقة السلبية خلال أبريل/نيسان الماضي لتتجاوز 30 دولارا.

وأمس الثلاثاء، أنهت عقود خام برنت القياس العالمي جلسة التداول مرتفعة 3.3% لتسجل عند التسوية 39.57 دولارا للبرميل، في حين قفزت عقود خام القياس الأميركي غرب تكساس الوسيط 1.37 دولار نحو 4% لتبلغ عند التسوية 36.81 دولارا للبرميل، وفقا لبيانات رويترز.

كما ساهم الإغلاق السريع لصناعة الصخر النفطي في الولايات المتحدة في تحقيق بعض التوازن في السوق، حيث أدى هذ الإغلاق إلى انخفاض الإنتاج الأميركي بما لا يقل عن 1.6 مليون برميل في اليوم، وهو انخفاض بأكثر من 12% خلال شهرين فقط.

Flames are seen at the production facility of Saudi Aramco's Shaybah oilfield in the Empty Quarter, Saudi Arabia May 22, 2018. Picture taken May 22, 2018. REUTERS/Ahmed Jadallah
السعودية ترغب في تمديد اتفاق خفض الإنتاج حتى نهاية العام بينما ترفض روسيا ذلك (رويترز)

تمديد اتفاق خفض الإنتاج
وبحسب الكاتب، سيحول التمديد في اتفاق خفض الإنتاج دون حدوث انهيار حاد في هذا القطاع الحيوي، وذلك على الرغم من أنه ليس من الواضح أن هذا القرار سيساهم في رفع أسعار النفط فوق مستوياتها الحالية.

وحسب محللي معهد "جي بي سي إنيرجي" للأبحاث، فإن حقيقة أن أسعار النفط الخام لم تتفاعل كثيرا مع أخبار تمديد اتفاق تخفيض الإنتاج المحتمل، والتي يمكن اعتبارها علامة على أن السوق قد قام بتسعير النفط بكثير من التفاؤل.

ومن المحتمل ألا ترغب روسيا في التمديد أكثر من شهر أو شهرين آخرين، الأمر الذي يثير تساؤلات بشأن ما سيحدث في وقت لاحق من هذا العام.

وفي مرحلة ما سيكون هناك ضغط لبدء إلغاء تخفيضات الإنتاج، فقد أوضح بعض المحللين أن ارتفاع أسعار النفط إلى 40 دولارا للبرميل سيتسبب في اندلاع حرب أسعار جديدة، وفق ما يذكر الكاتب.

كما أن امتثال العراق ونيجيريا للاتفاق بشكل متأخر يثير احتمال عدم توافق مواقف أعضاء أوبك بلس، وقد حقق العراق نسبة امتثال تبلغ 42% فقط من التخفيضات المتفق عليها لشهر مايو/أيار الماضي، في حين سجلت نيجيريا نسبة امتثال تبلغ 34% فقط.

وبينما تعاني العديد من الدول المنتجة للنفط من تراجع عائدات النفط بسبب انهيار الأسعار يتعرض العراق ونيجيريا لضغوط خاصة، مقارنة بدول الخليج الغنية الأخرى.

وكتب علي عبد الأمير علاوي وزير المالية القائم بأعمال وزير النفط العراقي على تويتر أن العراق سيعزز خفض إنتاج النفط، وسيظل ملتزما باتفاق أوبك بلس في هذا الصدد.

وأضاف الكاتب أن الضرورة الملحة لمنع حدوث انخفاض حاد في أسعار النفط تشكل محفزا قوي باتجاه صياغة اتفاق ينص على تمديد التخفيضات من جديد، مشيرا إلى أن الطلب على النفط ارتفع عن أدنى مستوياته خلال أبريل/نيسان الماضي، لكنه بعيد عن الارتداد بنسبة 100%.

وقد ارتفعت مخزونات النفط الخام بالفعل الأسبوع الماضي، في حين ظل الطلب على البنزين الأميركي في حدود مليوني برميل في اليوم ودون مستويات ما قبل الجائحة.

A pumpjack brings oil to the surface in the Monterey Shale, California, U.S. April 29, 2013. REUTERS/Lucy Nicholson/File Photo
التوتر بين الولايات المتحدة والصين يشكل تهديدا آخر لتمديد خفض الإنتاج (رويترز)

توتر بين أميركا والصين

ويقول الكاتب إن التوتر بين الولايات المتحدة والصين يشكل تهديدا آخر لتمديد خفض الإنتاج، حيث قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب يوم الجمعة الماضي إن الولايات المتحدة ستنهي علاقتها الخاصة مع هونغ كونغ استجابة لقرار بكين بفرض نوع جديد من السلطة على هونغ كونغ.

في المقابل، أمرت الصين أول أمس الاثنين الشركات التي تديرها الدولة بخفض مشتريات السلع الزراعية الأميركية، وتبعا لذلك تعد العلاقات التجارية المتدهورة نقطة أخرى مثيرة للقلق للاقتصاد العالمي.

وفي مواجهة هذه الرياح المعاكسة والكثير من عدم اليقين -يضيف الكاتب- يظل خطر إلغاء اتفاق خفض إنتاج النفط أكبر من الموافقة على تمديده من جديد.

المصدر : رويترز + مواقع إلكترونية