انتشار كورونا يدمّر أسواق الطاقة.. أسعار النفط تتراجع مجددا ومحاولات لتخفيف الضغوط
خسر سعر خام برنت في أسواق آسيا اليوم الأربعاء أكثر من 12% من قيمته، وتراجع سعره إلى أقل من 17 دولارا للبرميل، في حين فقد النفط الأميركي كل المكاسب تقريبا التي حققها ليبلغ سعره 11 دولارا، مع توقف النشاط الاقتصادي في العالم بسبب تفشي وباء كوفيد-19.
وانخفض سعر برميل برنت 12.13% ليبلغ 16.98 دولارا في التعاملات الآسيوية، مواصلا بذلك الخسائر الفادحة التي تكبدها الثلاثاء.
أما سعر برميل خام غرب تكساس الوسيط تسليم يونيو/حزيران، الذي ارتفع سعره نحو 20% عند بدء الجلسة، فقد انخفض نحو 5% وبلغ 11 دولارا بعد ظهر الأربعاء في التعاملات الآسيوية.
وكانت أسعار النفط الأميركي انهارت مطلع الأسبوع إلى مستوى غير مسبوق ناهز 40 دولارا تحت الصفر للبرميل، بسبب تراجع الطلب وتخمة المخزونات الناجميْن عن تفشّي وباء كوفيد-19.
وأدى التباطؤ في اقتصادات العالم بسبب الوباء إلى فائض في النفط، أجبر وسطاء الخام على دفع أموال للتخلص من البراميل التي تعهدوا بشرائها.
وقال محللون إن ارتفاع الأسعار في بداية الجلسة نجم عن أنباء تفيد بأن الدول الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) وعدد من حلفائها في مجموعة "أوبك بلس"، أجرت مؤتمرا هاتفيا الثلاثاء. لكن الأسواق عادت إلى الواقع بسرعة.
والثلاثاء أعلنت منظمة أوبك أنّ العديد من دولها الأعضاء، إضافة إلى دول أخرى منتجة لا تنتمي إلى المنظمة، ناقشت عبر الفيديو "الوضع الصادم" لسوق الخام والذي تجلّى في تدهور تاريخي للأسعار على خلفية وباء كوفيد-19.
توقعات
ويرى مراقبون أنه لا حل كبيرا لقطاع النفط ما لم ينته هذا الوباء. وقال الخبير الإستراتيجي في الأسواق في مجموعة "آي جي" جينغيي بان إن "المسار التراجعي العلني قد يبقي الأسعار منخفضة في الأمد القريب إلى أن نرى الضوء في نهاية النفق مع استئناف تدريجي للنشاط الاقتصادي المتوقف في جميع أنحاء العالم".
وانهارت أسعار خام غرب تكساس الوسيط لأن مهلة إبرام عقود مايو/أيار انقضت الثلاثاء، مما أجبر المتعاملين على العثور على مشترين قبل انقضاء هذه المهلة.
وأتى هذا التدهور غير المسبوق نتيجة لتداعيات فيروس كورونا المستجد، الذي دمّر الاقتصاد العالمي عبر إجبار مليارات الأشخاص على ملازمة منازلهم لوقف التفشي، وجرّاء حرب أسعار بين روسيا والسعودية.
وأدّت حرب الأسعار إلى تخمة في الاحتياطات الأميركية، وهو ما أثّر سلبًا على منتجي النفط الصخري في الولايات المتحدة.
محاولات
وفي محاولة لتخفيف الضغوط على أسواق النفط، قال النفط العراقي ثامر الغضبان إن تحالف "أوبك بلس" قد يتخذ خطوات إضافية لاستيعاب فائض النفط، وإن اتخاذ المزيد من الإجراءات من جانب الدول المنتجة يعتمد على التطورات في الأسواق العالمية، والتزام "أوبك بلس" ومنتجين آخرين غير أعضاء في المجموعة باتفاق تخفيضات النفط.
وأضاف الغضبان في بيان بعد أن شارك في مؤتمر عبر الهاتف عقده بعض أعضاء "أوبك بلس" مساء الثلاثاء، إنهم ناقشوا أسباب وعواقب هبوط أسعار النفط في الأسواق الأميركية.
وأمس ذكرت وكالة الأنباء السعودية نقلا عن بيان لمجلس الوزراء أن المملكة مستعدة لاتخاذ أي إجراءات إضافية بالمشاركة مع أعضاء "أوبك بلس" ومنتجين لتحقيق الاستقرار في سوق النفط.
وذكر بيان مجلس الوزراء أن المملكة ملتزمة مع روسيا بـ"تنفيذ التخفيضات المستهدفة للعامين المقبلين".
ويبدأ اعتبارا من مايو/أيار المقبل تنفيذ قرار لتحالف "أوبك بلس" بخفض الإنتاج بمقدار 9.7 ملايين برميل يوميا، وهو أكبر اتفاق على إنتاج الخام في تاريخ الصناعة النفطية.
وقدرت منظمة أوبك في تقريرها الشهري، الخميس الماضي، أن يشهد أبريل/نيسان الجاري أسوأ انكماش بمقدار 20 مليون برميل يوميا.
في حين قالت وكالة الطاقة الدولية، الأربعاء الماضي، إن الطلب على النفط الخام سيتراجع بمقدار 29 مليون برميل يوميا خلال أبريل/نيسان الجاري، مما يعني تراجعا بنسبة 29% من إجمالي الطلب قبل جائحة كورونا البالغ 100 مليون برميل يوميا.