كورونا يهدد اقتصاد العالم.. هكذا تستعد الدول والمؤسسات لمواجهة تداعياته

Passersby wearing protective face masks, following an outbreak of the coronavirus, walk past in front of an electric screen displaying Nikkei share average outside a brokerage in Tokyo, Japan March 2, 2020. REUTERS/Issei Kato
المؤسسات المالية الدولية حذرت من أن الانتشار المستمر لفيروس كورونا سيخفض النمو العالمي في 2020 (رويترز)

في وقت تتزايد في تأثيرات انتشار فيروس كورونا على اقتصادات الدول والشركات والقطاعات الإنتاجية، سارعت عدد من الدول والمجموعات الاقتصادية والمؤسسات المالية لاتخاذ إجراءات احترازية للعمل على احتواء التداعيات السلبية.

أونكتاد
قالت وكالة أونكتاد (مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية) أمس الأربعاء إن صادرات الصين من قطع الغيار والمكونات الحيوية لمنتجات تتراوح بين السيارات والهواتف الخلوية من المتوقع أنها انكمشت بنسبة 2% على أساس سنوي في فبراير/شباط الماضي، وهو ما يكلف دولا أخرى وصناعاتها 50 مليار دولار.

وأضافت أونكتاد أن ثاني أكبر اقتصاد في العالم -وهو بؤرة تفشي فيروس كورونا الذي انتشر في 75 دولة- يشكل 20% من التجارة العالمية في المنتجات الوسيطة.

وقالت مديرة قسم التجارة الدولية في "أونكتاد" باميلا كوك هاميلتون للصحفيين إن رقم 50 مليار دولار -الذي يغطي شهر فبراير/شباط الماضي فقط- أولي وقد يكون "تقديرا متحفظا".

ووفقا لأونكتاد فإن الدول أو المناطق التي تعاني أعلى خسائر في التصدير بسبب تداعيات فيروس كورونا هي الاتحاد الأوروبي، حيث تبلغ الخسائر حوالي 15.6 مليار دولار، والولايات المتحدة (5.8 مليارات دولار) واليابان (5.2 مليارات دولار) وكوريا الجنوبية (3.8 مليارات دولار) وتايوان (2.7 مليار دولار) وفيتنام (2.3 مليار دولار).

الولايات المتحدة
خفض مجلس الاحتياطي الاتحادي الأميركي (البنك المركزي) أسعار الفائدة يوم الثلاثاء بمقدار نصف نقطة مئوية إلى نطاق من 1.00% إلى 1.25% في تحرك عاجل، في محاولة للحؤول دون حدوث ركود عالمي بسبب آثار فيروس كورونا.

وقال إن "أسس الاقتصاد الأميركي ما زالت قوية. لكن فيروس كورونا يشكل مخاطر متصاعدة على النشاط الاقتصادي".

وعمدت كبرى البنوك المركزية عبر العالم إلى خفض أسعار فائدة الإقراض لدعم الأسواق المالية.

 الفدرالي الأميركي خفّض أسعار الفائدة لمواجهة أي ركود اقتصادي محتمل (رويترز)
 الفدرالي الأميركي خفّض أسعار الفائدة لمواجهة أي ركود اقتصادي محتمل (رويترز)

أوروبا
صرح رئيس مجموعة اليورو ماريو سينتينو أمس الأربعاء بأن دول منطقة اليورو مستعدة لاتخاذ إجراءات مالية استثنائية لحماية اقتصاد الاتحاد من تأثيرات انتشار فيروس كورونا. وقال "لن يتم ادخار أي جهد.. لحماية اقتصاداتنا من مزيد من الأضرار".

وأضاف اليوم أنه يمكن تعديل القواعد المنظمة للموازنة في الدول الأعضاء بما يتناسب مع النفقات العاجلة في الدول التي تواجه أزمة انتشار فيروس كورونا.

ويرتبط هذا الموضوع بشكل خاص بإيطاليا عضو منطقة اليورو، والتي تعاني من معدل دين عام مرتفع للغاية، كما أنها الدولة الأشد تضررا من فيروس كورونا في أوروبا حتى الآن.

من جهتها قالت المفوضية الأوروبية في تقديرات أولية إن النمو في منطقة اليورو في 2020 من المرجح أن يكون أبطأ من توقعاتها التي أصدرتها في منتصف فبراير/شباط السابق والبالغة 1.2% بسبب الآثار السلبية لكورونا.

أما رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد فقالت الاثنين إن البنك مستعد لاتخاذ "إجراءات مناسبة ومحددة الأهداف" لمكافحة الآثار الاقتصادية لتفشي كورونا.

بريطانيا
قال المحافظ المقبل لبنك إنجلترا أندرو بيلي الأربعاء إن البنك المركزي البريطاني سينتظر حتى يرى أدلة أكثر وضوحا على الأضرار الاقتصادية الناتجة عن فيروس كورونا قبل أن يتخذ أي قرار لخفض أسعار الفائدة.

لكن بيلي قال إن من الضروري تقديم مساعدة سريعة للشركات التي تعطلت عملياتها بسبب انتشار الفيروس حول العالم.

مالباس: البنك الدولي وضع خطة بـ12 مليار دولار لمواجهة تداعيات كورونا (رويترز)
مالباس: البنك الدولي وضع خطة بـ12 مليار دولار لمواجهة تداعيات كورونا (رويترز)

البنك الدولي
كشف البنك الدولي عن خطة طوارئ تبلغ قيمتها 12 مليار دولار لحماية الاقتصادات من أضرار الفيروس الذي أودى بأكثر من 3200 شخص حتى الآن.

وقال رئيس البنك الدولي ديفد مالباس إن المؤسسة الدولية للتنمية التابعة للبنك الدولي، والتي تساعد البلدان الأشد فقرا في العالم، قد تحصل على أموال إضافية في الربع الثاني من عام 2020، إذا ما جرى تفعيل صندوق تمويل حالات الطوارئ الوبائية التابع للمؤسسة، وهو ما لم يحدث بعد.

صندوق النقد
قالت المديرة التنفيذية لصندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا الأربعاء إن الصندوق سيتحرك بخطى سريعة جدا للبت في طلبات لقروض دون فائدة أو بفائدة منخفضة من الدول التي تضررت من الانتشار السريع لفيروس كورونا.

وأبلغت جورجيفا محطة تلفزيون "سي أن بي سي" أن صندوق النقد لديه 50 مليار دولار لمثل هذه المساعدات جاهزة للصرف السريع.

وحذرت من أن الانتشار المستمر لفيروس كورونا سيخفض النمو العالمي في 2020 عن مستويات العام الماضي.

وفي فبراير/شباط الماضي قال الصندوق إن تفشي كورونا سيقتطع 0.1 نقطة مئوية من النمو في 2020.

‪مديرة النقد الدولي: الصندوق لديه 50 مليار دولار‬ (رويترز)
‪مديرة النقد الدولي: الصندوق لديه 50 مليار دولار‬ (رويترز)

مجموعة السبع
قال وزراء مالية ومحافظو البنوك المركزية في مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى الثلاثاء إنهم سيستخدمون كل أدوات السياسة المناسبة لتحقيق نمو قوي ومستدام، ودرء المخاطر النزولية الناجمة عن كورونا السريع الانتشار.

وأضافوا في بيان مشترك أن البنوك المركزية ستواصل الوفاء بمسؤولياتها ودعم استقرار الأسعار والنمو الاقتصادي.

"التعاون الاقتصادي"
حثت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية الاثنين الحكومات على "التحرك بسرعة وقوة" للتغلب على تفشي المرض واتخاذ تدابير لحماية دخل الفئات الاجتماعية والشركات الضعيفة.

وحذرت من أن تفشي فيروس كورونا يزج بالاقتصاد العالمي إلى أسوأ تراجع له منذ الأزمة المالية التي ضربت العالم قبل أكثر من عشر سنوات.

المصدر : وكالات