بورصات تنزف وعملات تخسر والنفط يهتز.. فيروس كورونا يثير الذعر

People walk past an electronic display showing world markets indices outside a brokerage in Tokyo, Japan, January 8, 2020. REUTERS/Issei Kato
الأسواق الآسيوية ومعها العالمية تأثرت بسبب مخاوف المستثمرين من انتشار فيروس كورونا الجديد (رويترز)

هزّ فيروس كورونا الجديد قطاعات اقتصادية ومالية صينية وعالمية، وسط مخاوف المستثمرين من انتشار الوباء، وأصابت تأثيراته السلبية أسواق النفط والعملات والبورصات.

وخلّف كورونا الجديد في الصين نحو ثمانين وفاة وألفين و744 إصابة، حتى صباح اليوم الاثنين، وفق ما أوردته اللجنة الوطنية للصحة في العاصمة بكين.

اليوان عند أدنى مستوى
في أسواق العملات تراجع اليوان (عملة الصين) مقابل الدولار الأميركي لأدنى مستوى في قرابة شهر تحت ضغوطات فيروس كورونا الجديد.

وعند الساعة 11:38 بالتوقيت العالمي تراجع اليوان إلى 6.985 أمام الدولار الواحد، نزولا من 6.93 يوانات في ختام جلسة الجمعة الماضية.

وأسعار الصرف المسجلة اليوم هي الأدنى منذ تعاملات 30 ديسمبر/كانون الأول الماضي.

وانخفضت أيضا العملات المرتبطة بالسلع الأولية مثل الدولار الأسترالي بشدة، مع تسبب تصاعد المخاوف بشأن انتشار فيروس كورونا الجديد بالصين في إقبال المستثمرين على الملاذات الآمنة.

وتراجع الدولار الأسترالي -المنكشف بقوة على أداء الاقتصاد الصيني- 0.5% إلى 0.6787 دولار أميركي، وهو أدنى مستوياته منذ الثاني من ديسمبر/كانون الأول. كما خسر الدولار النيوزيلندي 0.5%.

ويقول متعاملون إن تحركات السوق قد يكون مبالغا فيها بسبب ضعف السيولة، إذ إن الأسواق المالية في الصين وهونغ كونغ وسنغافورة وأستراليا مغلقة في عطلة.

بالمقابل صعد اليورو قليلا إلى 1.1032 دولار. واستقر مؤشر الدولار -الذي يتتبع أداء العملة الأميركية مقابل سلة من ست عملات منافسة- عند 97.587. كما استقر الجنيه الإسترليني عند 1.3075 دولار.

 اليوان تراجع إلى أدنى مستوى في شهر أمام الدولار الأميركي (رويترز)
 اليوان تراجع إلى أدنى مستوى في شهر أمام الدولار الأميركي (رويترز)

النفط يتراجع والذهب يستفيد
انخفضت أسعار النفط أكثر من 3% لأدنى مستوياتها في عدة أشهر اليوم، مع تنامي المخاوف بشأن الطلب على الخام بعد تزايد عدد حالات العدوى والوفاة من فيروس كورونا الجديد وإغلاق مدن صينية.

وبحلول الساعة 11:28 بالتوقيت العالمي انخفض خام برنت 3.2% إلى 58.75 دولارا للبرميل، وهو أدنى مستوياته منذ أواخر أكتوبر/تشرين الأول. كما تراجع الخام الأميركي 3.3% إلى 52.42 دولارا.

وقال وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان إن بلاده تتابع عن كثب التطورات في الصين، وذلك في مساع لتهدئة السوق.

وأضاف أن ما يحدث بالأسواق "مدفوع في الأساس بالعوامل النفسية والنظرة شديدة التشاؤم التي يتبناها بعض أطراف السوق، على الرغم من أن أثره (الفيروس) على الطلب العالمي على النفط محدود للغاية".

أما الذهب الذي يعد ملاذا آمنا زمن الاضطرابات والشكوك، فيقترب سعره من 1600 دولار.

لخام الأميركي تراجع بأكثر من 3% (رويترز)
لخام الأميركي تراجع بأكثر من 3% (رويترز)

البورصات تهتز
تراجعت أسواق المال الأوروبية عند بدء جلساتها الاثنين. وانخفض مؤشر بورصة لندن 1.6% مقارنة بالجمعة، والنسبة نفسها التي خسرتها بورصة فرانكفورت. أما مؤشر كاك-40 لبورصة باريس فخسر1.7%.

وتراجعت بورصة طوكيو في جلسة الافتتاح 1.9%، ثم أغلق مؤشر نيكي على انخفاض نسبته 2.03% مسجلا أكبر خسارة من حيث النسبة المئوية منذ 26 أغسطس/آب الماضي. كما تراجع المؤشر الآخر توبكس الأوسع نطاقا بواقع بنسبة 1.6%. وسجلت أسواق المال في ويلينغتون ومانيلا وجاكرتا تراجعا أيضا.

وانخفضت أسهم شركات الطيران وتجارة التجزئة ووكالات السفر ومنتجات مستحضرات التجميل، وسط توقعات بتراجع الزوار القادمين من الصين -التي تعد السوق الأكبر- بشكل حاد.

وقال نعيم أسلم المحلل بمجموعة "أفا تريد" إن اسواق أوروبا "تشعر بقلق عميق بشأن فيروس كورونا".

وقال ستيفن إينيس المحلل بمجموعة "أكسيكورب" إن الصدمة الاقتصادية للصين والعالم قد تكون كبيرة.

وأضاف "خلافا لما حدث عام 2003 عندما كان (انتشار فيروس) سارس أقل تأثيرا على أسواق العالم المتطور، قد يتأثر بقية العالم الآن".

وكتب في مذكرة أن "أكبر تهديد للاقتصاد العالمي ليس ناجما عن انتشار المرض بسرعة في الدول عبر شبكة السفر العالمية فحسب". وتابع "السبب أيضا هو أن أي صدمة اقتصادية للصناعة الصينية الهائلة ولمحركات الاستهلاك ستمتد بسرعة إلى دول أخرى نظرا للروابط التجارية والمالية المتصلة بالعولمة".

‪بورصة فراكفورت وأسواق أوروبية أخرى تراجعت كذلك‬ (رويترز)
‪بورصة فراكفورت وأسواق أوروبية أخرى تراجعت كذلك‬ (رويترز)

صدمات أخرى
تستعد الشركات اليابانية لاستعادة موظفيها وعائلاتهم من مدينة ووهان الصينية مركز تفشي فيروس كورونا الجديد.

ونقلت "هيئة الإذاعة اليابانية" اليوم عن منظمة التجارة الخارجية اليابانية قوله إن هناك نحو 160 شركة يابانية تعمل بمدينة ووهان وحولها.

ويعمل نصف عدد تلك الشركات في صناعات السيارات، ومن بينها شركة السيارات الشهيرة هوندا.

من جهت أخرى قالت سنغافورة اليوم إن تفشي فيروس كورونا سيلحق الضرر باقتصادها هذا العام.

وقال وزير التجارة تشان تشونغ سينغ "نتوقع بالتأكيد أن يكون هناك تأثير على اقتصادنا وقطاع الأعمال وعلى ثقة المستهلكين هذا العام ولا سيما مع توقع استمرار هذا الوضع لبعض الوقت".

كانت سنغافورة قد سجلت العام الماضي نموا بلغ 0.7%، وهو يمثل أدنى معدل نمو لها منذ عشر سنوات.

المصدر : وكالات