"كم سعر الدولار؟".. سؤال يشغل العراقيين بعد مقتل سليماني

البنك المركزي العراقي
البنك المركزي يمتلك الأموال الكافية من النقد الأجنبي لتلبية حاجة السوق والحفاظ على الدينار (الجزيرة)

الجزيرة نت-بغداد

 
 

سيطر القلق والخوف على الناس في العراق، بعد هبوط قيمة الدينار العراقي مقابل الدولار إثر اغتيال أميركا قبل أكثر من أسبوع  قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي، أبو مهدي المهندس ومخاوف اندلاع حرب بين أميركا وإيران على الساحة العراقية. 
 
وشهدت الأيام الأخيرة إقبالا كبيرا على شراء الدولار خوفا من انهيار العملة العراقية، وخاصة بعد تهديد الرئيس الأميركي دونالد ترامب قبل أيام بفرض عقوبات اقتصاية على العراق إذا أصر الأخير على المطالبة بإخراج القوات الأميركية.
 
وقال مصدر في البنك المركزي العراقي، للجزيرة نت، إن البنك تمكن من استعادة قيمة الدينار بعد هبوطها خلال الأيام الماضية، مرجعا سبب التراجع إلى تعطل الدوام الرسمي في الأيام الماضية والتوتر الحاصل في الشارع العراقي، مشيرا إلى أن البنك المركزي ضخ عبر نافذة بيع الدولار خلال ثلاثة أيام 1.3 مليار دولار في السوق.
 
وأكد أن قيمة الدينار ستعود إلى وضعها الطبيعي خلال أيام، بعد تجاوز الصدمة من قبل المواطنين، موضحا أن البنك المركزي يمتلك الأموال الكافية من النقد الأجنبي لتلبية حاجة السوق والحفاظ على الدينار.
جانب من أحد أسواق الخضار في بغداد (الجزيرة نت)
جانب من أحد أسواق الخضار في بغداد (الجزيرة نت)

توقف الاستيراد
وخلال الأيام الأخيرة التي تراجع فيها الدينار، توقف معظم التجار عن استيراد البضائع، وهو ما تسبب في ارتفاع طفيف للسلع، مع تزايد الطلب من قبل المواطنين على شراء المواد الغذائية لتخزينها خوفا من فرض حصار اقتصادي على العراق، مستحضرين الحصار الذي عاشته البلاد في تسعينيات القرن الماضي.

"سأخسر 25 ألف دولار إذا اشتريت البضائع الآن من تركيا، لأن المئة دولار زادت أربعة آلاف مقابل الدينار"، وفقا لتاجر الملابس عادل العطواني، مبررا عدم استيراده بضاعة جديدة.

وأوضح العطواني للجزيرة نت، أن مشترياته للبضائع تكون بالدولار ويتم بيعها بالدينار، وبالتالي عملية تحويل الأموال حاليا تؤدي لخسارة كبيرة، معتبرا أن التوقف عن العمل أفضل بكثير، مشيرا إلى أن شركات الصرافة الآن، عندما تشتري منها الدولار يكون بقيمة 1245 دينارا بينما هم يشترون الدولار بسعر 1210 دنانير، وهو فرق كبير جدا". 

يشار إلى أن العراق يدخل عليه يوميا من بيع النفط، أكثر من مئتي مليون دولار، بينما يبيع البنك المركزي الدولار في نافذة بيع العملة خمسة أيام في الأسبوع، ما بين 150 مليون دولار – ثلاثمئة مليون دولار في اليوم الواحد، لتغطية الطلب على الدولار من قبل التجار والتحويلات المالية وغيرها. 

لعيبي رجح أن يواجه الاقتصاد العراقي الكثير من التحديات خلال العام الجاري (الجزيرة نت)
لعيبي رجح أن يواجه الاقتصاد العراقي الكثير من التحديات خلال العام الجاري (الجزيرة نت)

تحديات
ولكن سعد الكيلاني -صاحب صرافة في مدينة الفلوجة- قال للجزيرة نت، إن أغلب شركات الصرافة توقفت عن العمل، لأن العمل في هذا الظرف يحتاج إلى مخاطرة كبيرة، مشيرا إلى أن ضخ البنك المركزي للدولار كان لتغطية الاستيرادات بينما هناك نسبة قليلة جدا ذهبت إلى السوق المحلية. 

ونوه بأن الأيام المقبلة ستشهد تذبذبا في سعر صرف الدولار، نتيجة الأوضاع السياسية والأمنية، بينما قال الخبير المالي والاقتصادي، ميثم لعيبي في حديثه للجزيرة نت، إن الاقتصاد العراقي سيواجه الكثير من التحديات خلال العام الجاري، نتيجة التطورات في المنطقة التي ستؤدي إلى زيادة الطلب على الدولار. 

وأكد أن البنك المركزي العراقي يعمل حاليا على إعادة الاستقرار للاقتصاد من خلال المحافظة على قيمة الدينار، وعدم خلق سعرين للدولار بسبب تزايد المضاربة وزيادة الطلب على الدولار، مشيرا إلى أن البنك المركزي سيبقي على سعر الصرف كونه يمتلك مخزونا جيدا من الدولار.

في غضون ذلك، قال أستاذ الاقتصاد في جامعة البصرة، نبيل المرسومي، للجزيرة نت، "لم يرتبط انخفاض سعر صرف الدينار أمام الدولار في الآونة الآخيرة بأزمة اقتصادية، وإنما ارتبط هذا الانخفاض بحالة الهلع المرتبطة بالتطورات التي مر بها العراق والمنطقة". 

ولفت إلى أن معظم العراقيين حولوا مدخراتهم من الدينار إلى الدولار، مما خلق طلبا شديدا على الدولار أدى إلى ارتفاع سعره مقابل الدينار، منوها بأن عمليات تهريب كبيرة للدولار تتم إلى إيران لتغطية استيرادات التجار العراقيين من البضائع الإيرانية، بسبب الحظر المفروض على النظام المصرفي الإيراني ومنعه من التعامل بالدولار. 

المصدر : الجزيرة