بلومبيرغ: لماذا قد يكون مستقبل أوبك أسوأ من المتوقع؟

5th OPEC and non-OPEC Ministerial Meeting- - VIENNA, AUSTRIA - DECEMBER 7: Minister of Energy, Industry and Mineral Resources of Saudi Arabia Khalid al-Falih (2nd L), Russian Energy Minister Aleksandr Novak (L), UAE Minister of Energy and Industry, Suhail Mohammad Al Mazroui (2nd R), OPEC Secretary General Muhammed Barkindo (R) hold a joint press conference after the 5th Organisation of Petroleum Exporting Countries (OPEC) and non-OPEC Ministerial Meeting in Vienna, Austria on December 7, 2018.
من غير المستبعد أن تمدد "أوبك بلس" سياسة تقييد الإنتاج لكن احتمالات خروج روسيا قد تسبب أزمة (رويترز)

قال الكاتب جوليان لي في تقرير بموقع بلومبيرغ الأميركي إن الوكالة الدولية للطاقة ستُقدّم يوم الجمعة أول توقعاتها بشأن سوق النفط لعام 2020.

ومن المحتمل أن تُظهر الأرقام الرئيسية ارتفاعا في مخزونات النفط خلال العام المقبل في حال لم تُمدِّد مجموعة الدول المنتجة للنفط في منظمة "أوبك بلس" قرار خفض إنتاجها إلى العام الرابع.

وأفاد التقرير بأن المؤشرات المتزايدة التي تفيد بأن نمو الطلب على النفط سيكون أضعف بكثير مقارنة بما هو متوقع، قد تتطلب من المنتجين إجراء تخفيضات أكبر، وقد يُؤدّي ذلك إلى إنهاء الشراكة بين السعودية وروسيا بشأن السياسة النفطية.

وذكر التقرير أن قيود الإنتاج التي اتفقت عليها منظمة أوبك مع الدول الداعمة كانت تهدف إلى تحقيق التوازن بين العرض والطلب العالميين خلال الأشهر الستة الأولى من عام 2017، لكن ووفقا لأحدث الأرقام المُقدمة من قبل الوكالة الدولية للطاقة لم يحدث ذلك إلى حدود النصف الأول من عام 2019.

تباطؤ النمو
ذكر كاتب التقرير أن الوكالة الدولية للطاقة خفضت كثيرا من تقييمها للطلب على النفط خلال الربع الأول من هذا العام، ومن المرجح أن تُجرى المزيد من التخفيضات.

وينقل التقرير أنه خلال منتدى سان بطرسبورغ الاقتصادي الدولي، أشار وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك إلى أن الحروب التجارية قد تُساعد على وصول نمو الطلب العالمي هذا العام إلى أقل من مليون برميل يوميا، وبذلك، سيبلغ الإنتاج أدنى مستوياته منذ عام 2011.

ونقلت بلومبيرغ عن تقرير لمورغان أن "هناك أدلة متزايدة على وجود تباطؤ أكثر من المتوقع" بشأن نمو الطلب على النفط. وتراجعت الزيادات السنوية للإنتاج خلال شهري مارس/آذار وأبريل/نيسان بالنسبة لثمانية من البلدان التي قدمت تقارير مبكرة، بما في ذلك الصين والهند والولايات المتحدة".

وأضاف "يعتبر هذا الأمر مثيرا للقلق نظرا لأن الوكالة الدولية للطاقة تتوقع أن تكون هذه الدول الثلاث وحدها مسؤولة عن 70% من نمو الطلب على النفط هذا العام".

ولم يستبعد تقرير بلومبيرغ أن تمدد "أوبك بلس" سياسة بتقييد الإنتاج الحالي حتى نهاية العام.

بيد أنه قد يكون هناك بعض التعديلات على المستويات المنشودة لبعض البلدان، إذ ترغب كزاخستان في أن تكون قادرة على إنتاج المزيد من النفط. ومن جهتها، ترغب شركات النفط الروسية في تخفيف القيود المتعلقة بالإنتاج، علما أن هذا القرار متوقف على الرئيس فلاديمير بوتين، كما يقول التقرير.

" وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك أشار إلى أن الحروب التجارية قد تُساعد على وصول نمو الطلب العالمي هذا العام إلى أقل من مليون برميل يوميا، وبذلك سيبلغ الإنتاج أدنى مستوياته منذ عام 2011

تراجع الطلب
تُظهر البيانات الشهرية للربع الأول من العام الحالي -فضلا عن التقييمات الأسبوعية الأولية لشهري أبريل/نيسان ومايو/أيار- انخفاض الطلب على النفط في الولايات المتحدة مقارنة بالعام السابق، وتحديدا خلال ثلاثة من مجموع خمسة أشهر حتى الآن من عام 2019.

ويشير تقرير بلومبيرغ إلى أن منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية خفضت خلال الشهر الماضي توقعاتها العالمية بشأن التوسع الاقتصادي لعام 2019 إلى 3.2% بعد أن كان بحدود 3.9%، وهذا لا يبشر بتوقعات جيدة في ما يتعلق باستهلاك النفط.

ويقول تقرير بلومبيرغ إنه رغم حديث وزيري النفط السعودي والروسي عن فوائد صفقة "أوبك بلس" خلال منتدى سان بطرسبورغ، فقد أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في وقت سابق أن البلدين "لديهما بعض الاختلافات في الرأي في ما يتعلق بالسعر المناسب" للنفط الخام، وقال إن سعر 60 أو 65 دولارا للبرميل "يناسبنا جدا".

أزمة
تقرير بلومبيرغ أشار إلى أنه في الوقت الذي قد ينجح فيه وزراء مجموعة "أوبك بلس" في تمديد صفقتهم لمدة ستة أشهر أخرى، فإن أزمة ستحدث عندما تقرر روسيا عدم اتباع سياسة التقيد بسقف إنتاج النفط.

ويضيف التقرير أنه في الوقت الراهن، تساعد القيود المفروضة على عمليات التصدير الناتجة عن مشاكل التلوث المستمرة في خط أنابيب التصدير إلى أوروبا على إبقاء إنتاج الدولة دون المستوى المنشود، ولكن بمجرد حل هذه المسألة، ستقوم الصناعة بالضغط مرة أخرى لزيادة الإنتاج.

المصدر : بلومبيرغ