حملة لمقاطعتها.. تقلبات سعر الليرة تربك الحركة التجارية بالشمال السوري

محمد الجزائري-حلب
عانت المحلات التجارية في الشمال السوري خلال الأيام الماضية من تفاوت سعر صرف الليرة السورية، مما أثر بشكل كبير على تفاوت أسعار مجمل السلع -خاصة المواد الغذائية- التي يتركز الطلب اليومي عليها، وتسبب ذلك في إرباك كبير لدى الأهالي، بسبب اختلاف أسعار المواد الغذائية بين ساعة وأخرى وتغييرها من قبل أصحاب المحلات التجارية توازيا مع اختلاف سعر صرف الليرة.
ويقول أبو محمد -وهو أحد أصحاب المحال التجارية في مدينة إعزاز- "تكبدنا خسائر بسبب تفاوت سعر صرف الليرة خلال أول يومين من هبوط الليرة السورية، مما أجبرنا على تغيير أسعار المواد الغذائية توازيا مع سعر الدولار.. تجار الجملة يتعاملون بالدولار ونحن نبيع للمواطن بالليرة السورية، وكلما تغير سعر الصرف يتوجب علينا تغيير سعر المواد للحد من خسائرنا".
وأوضح أبو جواد -وهو أحد تجار الجملة- أنه ملزم مع بقية التجار بالتعامل بالدولار بما أن أغلب البضائع يتم استيرادها من تركيا أو عبرها، وأنه من الصعب عليهم الشراء بالدولار والبيع بالليرة السورية، لما سيعود عليهم بالخسارة مع أول هبوط لليرة مهما كان صغيرا.

تحذيرات الاقتصاديين
حذر خبراء اقتصاديون في الشمال السوري من خطورة التعامل بالليرة السورية، خاصة فئة الألفين، وقالوا إنها عملة مطبوعة من دون رصيد، وإن النظام السوري يسعى لطرحها في مناطق المعارضة مقابل سحب القطع الأجنبية لدعم اقتصاده.
وأضافوا أن الليرة السورية -التي فقدت أكثر من عشرة أضعاف قيمتها منذ بداية الثورة السورية- باتت تشكل تأثيرا كبيرا على القدرة الشرائية في مناطق المعارضة مع كل انخفاض، خصوصا على العمال والفلاحين الذين هم نواة اقتصاد المنطقة.
وبدأ نشطاء في ريف حلب الشمالي تزامنا مع هذه التحذيرات حملات تدعو لوقف التعامل بالليرة السورية -فئة الألفين تحديدا- عبر منشورات وندوات شعبية يوضح فيها خبراء في الاقتصاد أهمية وقف التعامل بالليرة ومخاطرها مع الأيام المقبلة.
ويقول الناشط عمران قصي "بدأت الحملات تأخذ الطابع الجدي في المنطقة، وبدأ تجار الذهب وبعض محطات الوقود بفرض الليرة التركية أو الدولار للتعامل، والمحال التجارية باتت تقبل التعامل بالليرة التركية ولا ترفضها".
طرح الليرة التركية
بدأت المنظمات الحكومية بشكل جدي بدراسة طرح الليرة التركية للتعامل في الشمال السوري، للحفاظ على القدرة الشرائية، وحماية اقتصاد المنطقة من التدهور، ومنع ربطه باقتصاد النظام السوري التي تصفه بالمتهاوي، وذلك تماشيا مع مطالب التجار.

وبدأت هذه الإجراءات فعليا في ريف حلب الشمالي بإصدار قرارات من مجلس مدينة إعزاز المحلي بمنع تداول العملة النقدية السورية من فئة الألفي ليرة، وتمت دعوة الأهالي للتخلص من هذه الفئة النقدية خلال شهر.
وكان مجلس إعزاز المحلي قد أصدر قرارا سابقا يلزم محال الذهب باعتماد السعر بالليرة التركية، في حين قال رئيس الحكومة السورية المؤقتة عبد الرحمن مصطفى عبر حسابه على تويتر إنه "بغية الحفاظ على القوة الشرائية للمواطنين وحماية أموالهم وممتلكاتهم وتسهيل التعاملات اليومية نسعى إلى ضخ الأوراق النقدية الصغيرة من فئة 5 و10 و20 ليرة تركية في أسواق المناطق المحررة خلال الفترة المقبلة".
وتظل التحديات المطروحة على المؤسسات الحكومية الساعية للاستعاضة عن العملة السورية بالتركية في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام عبر فرض الرقابة على محلات الصرافة وطرق التخلص من العملة السورية الموجودة حاليا في مناطقها.