الرد الأميركي على العملية التركية.. عقوبات ليّنة حتى إشعار آخر

A merchant counts Turkish lira banknotes at the Grand Bazaar in Istanbul, Turkey, March 29, 2019. REUTERS/Murad Sezer
الليرة تراجعت منذ إطلاق العملية العسكرية التركية في شمال شرق سوريا (رويترز)

رغم من تهديد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بـ"محو" اقتصاد تركيا إذا "تجاوزت حدودها"، فإن مجموعة العقوبات التي أعلنتها إدارته لإرغام أنقرة على وقف عمليتها العسكرية شمال شرق سوريا وصفت باللينة وبأنها أضعف من المتوقع.

صحيح أن الليرة التركية تراجعت كثيرا منذ بدء القوات التركية عملية "نبع السلام" في شمال سوريا شرق نهر الفرات، لكن إعلان العقوبات الأميركية قوبل بمشاعر هادئة على ما يبدو لدى المستثمرين في أسواق المال التركية.

وعلّق تشارلي روبرتسون كبير الاقتصاديين بشركة رينيسانس كابيتال المالية في حديث لشبكة سي.أن.بي.سي الأميركية قائلا "يبدو أنها عقوبات خفيفة نسبيا القصد منها إرضاء الكونغرس دون إفساد علاقات ترامب مع أردوغان".

وقد أعلنت وزارة الخزانة الأميركية يوم الاثنين فرض عقوبات على وزراء الطاقة والدفاع والداخلية في الحكومة التركية وعلى وزارتي الدفاع والطاقة التركيتين بصفتهما كيانين.

وأعلن الرئيس ترامب أنه ينوي زيادة الرسوم الجمركية على واردات الصلب التركي إلى 50%، كما قرر وقف المفاوضات مع تركيا على الفور بشأن اتفاقية تجارية ثنائية تصل قيمتها إلى 100 مليار دولار.

ورغم هذه الإجراءات، تحسنت الليرة التركية خلال تعاملات الثلاثاء، حيث ارتفع سعرها مقابل الدولار الأميركي بحوالي 1% قبل أن تعاود الانخفاض لاحقا. وتعد العملة التركية الأسوأ أداء بين العملات الرئيسية خلال الأسبوع الثاني من شهر أكتوبر/تشرين الأول الجاري في ظل أنباء العملية العسكرية التركية وما صاحبها من تنديد غربي.

ارتياح مؤقت
ونقلت شبكة بلومبيرغ الإخبارية عن الخبير الاقتصادي بيوتر ماتيس من مؤسسة رابو بنك قوله إن هناك "ارتياحا في المدى القصير". لكنه أضاف أن سيد الموقف لا يزال هو الخطر من أن تستخدم الولايات المتحدة إجراءات عقابية أخرى أشد مما أعلنته.

ويرى الخبير الاقتصادي تيموثي آش من شركة بلو باي لإدارة الأصول أن هذه العقوبات هي الحد الأدنى.

وقال إن الإجراءات الأميركية تستهدف "حفنة من الأفراد، واتفاقية تجارية كانت على بعد سنوات في كل الأحوال. أما عن رسوم الصلب بنسبة 50%، فإن تركيا لا تكاد تصدّر أيا منه إلى الولايات المتحدة على أي حال"، وفقا لما نقلته شبكة سي.أن.بي.سي.

ولم تقنع العقوبات التي أعلنتها إدارة ترامب قادة الحزب الديمقراطي في الكونغرس، ورأت رئيسة مجلس النواب الديمقراطية نانسي بيلوسي أن إعلان ترامب أضعف من أن يحقق أثرا لإرغام تركيا على وقف عمليتها العسكرية في شمال سوريا.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية