بكين تسعى لتجنب حرب كارثية مع واشنطن

كومبو.. شعار الاتحاد الاوروبي وعلم اليابان وعلم امريكا

أعلن وزير التجارة الصيني تشونغ شان الأحد أن الصين ستواصل المحادثات مع الولايات المتحدة لتجنب حرب تجارية "كارثية" للعالم، في الوقت الذي زادت فيه انتقادات بكين لفرض واشنطن رسوما جمركية قد تلحق أضرارا بالاقتصاد العالمي.

وقال الوزير الصيني للصحفيين "أستطيع أن أقول لكم إننا سنواصل مناقشاتنا حول هذه المواضيع وقنوات الاتصال لم تنقطع.. لأن لا أحد يريد حربا تجارية.. نحن لا نتناقش فحسب بل اتفقنا على مواصلة المناقشات".

وتأتي تصريحات وزيرة التجارة الصيني بعد فرض الرئيس الأميركي دونالد ترمب رسوما على واردات الولايات المتحدة من الفولاذ والألومنيوم.

والصين الدولة الأولى المنتجة لهاتين المادتين في العالم، تؤمن جزءا صغيرا من مجمل الواردات الأميركية في هذا القطاع -2.7% من الفولاذ و9.7% من الألمنيوم- لكنها تواجه انتقادات بسبب إنتاجها المفرط المدعوم ماليا من الدولة إلى حد كبير.

مكافحة الإغراق
وتخشى الصين التي تواجه تحقيقات وإجراءات عديدة اتخذتها الولايات المتحدة لمكافحة الإغراق، تصعيدا يمكن أن يزعزع الاقتصاد الهش أصلا للعالم.

وبعد ضغط مارسه حلفاء الولايات المتحدة، فتحت واشنطن الباب أمام المزيد من الإعفاءات من رسوم جمركية بنسبة 25% على واردات الفولاذ و10% على الألومنيوم التي أقرها الرئيس الأميركي الأسبوع الماضي.

وأمس السبت، حث الاتحاد الأوروبي واليابان الولايات المتحدة على منحهما إعفاءات من الرسوم الجمركية على المعادن، مع دعوة طوكيو إلى "سلوك متعقل".

لكن سخط ترمب يستهدف الصين التي ساعدت الزيادات في طاقتها الإنتاجية في تعزيز الفوائض العالمي من الفولاذ، وتعهدت الصين على نحو متكرر بالدفاع عن حقوقها ومصالحها المشروعة إذا استهدفتها إجراءات تجارية أميركية.

لكن بكين، المستعدة للتفاوض، تلوح أيضا بإجراءات انتقامية، وقال تشونغ "نحن قادرون على مقاومة أي تحد وعلى الدفاع بثبات عن مصالح البلاد والشعب", لكنه لم يوضح أنواع السلع الأميركية التي قد تنوي الصين اتخاذ إجراءات ضدها.    

الرهان الكبير
وفتحت الصين أساسا تحقيقا في إطار مكافحة الإغراق بشأن الشعير الأميركي ولا تستبعد إدراج الصويا أيضا فيه، والرهان كبير إذ إن الصين اشترت العام الماضي كميات من الصويا الأميركية بقيمة 14 مليار دولار.

وعزز إعلان ترمب للرسوم الجمركية المخاوف بشأن زيادة الحماية التجارية الأميركية، وهي المخاوف التي كانت سببا في اضطراب في أسواق المال العالمية خلال العام السابق، في الوقت الذي يخشى فيه المستثمرون من أن خلافا تجاريا مدمرا سيقوض التحسن المتزامن للنمو العالمي.

وصدرت أكثر التهديدات صراحة حتى الآن عن قطاع صناعة المعادن الصينية، إذ حث الحكومة يوم الجمعة على الرد عبر استهداف الفحم الأميركي، وهو قطاع مركزي لقاعدة ترمب السياسية وتعهده الانتخابي باستعادة الصناعات الأميركية.

والولايات المتحدة أكبر مستورد للفولاذ في العالم، واشترت 35 مليون طن من الخام في 2017, ومن بين تلك الواردات شكلت كوريا الجنوبية واليابان والصين والهند 6.6 ملايين طن.

المصدر : وكالات