ليزيكو: تحذير من فقاعة جديدة بسبب القروض

NEW YORK, NY - AUGUST 01: The New York Stock Exchange building is seen along Wall Street on August 1, 2018 in New York City. The Federal Reserve did not make a change in the interest rate as some experts had predicted. Stephanie Keith/Getty Images/AFP== FOR NEWSPAPERS, INTERNET, TELCOS & TELEVISION USE ONLY ==

قالت صحيفة ليزيكو الفرنسية إن الاحتياط الفدرالي الأميركي قرع جرس الإنذار بسبب تضاعف قروض الاستدانة منذ الأزمة المالية الأخيرة حتى بلغت 1.2 تريليون دولار، مما ينذر بحدوث فقاعة جديدة.

وتساءلت الكاتبة إتيين غوتز: ماذا لو سببت وول ستريت أزمة رهن عقاري جديدة، لا عن طريق قروض الرهن العقاري الممنوحة للأسر المعسرة هذه المرة، بل عن طريق إقراض المال لشركات مثقلة بالديون لن تكون قادرة على سداد ديونها عند أول صدمة؟

وأكدت الكاتبة أن التنامي السريع لسوق "قروض الاستدانة" أوصل المخاوف إلى أرفع الأوساط، بدءا بالرئيسة السابقة لبنك الاحتياط الفدرالي الأميركي جانت يالن التي صرحت في مقابلة مع فايننشال تايمز بأنها "قلقة بشأن المخاطر الشاملة" لهذه المنتجات، خاصة أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تفكك القواعد التي وضعت في أعقاب الأزمة.

كما صدر تحذير مماثل من مسؤول مراقبة المخاطر والبيانات في بنك الاحتياطي الفيدرالي تود فيرمليا حين أشار إلى "نقاط الضعف في إدارة المخاطر"، وقبل ذلك صدرت تحذيرات من بنك التسويات الدولي وبنك إنجلترا أيضا.

ما هي قروض الاستدانة؟
وتساءلت الكاتبة عن هذا السوق الذي يغذي مخاوف الجهات التنظيمية لتوضح أن قروض الاستدانة تمثل بالنسبة إلى ديون الشركات ما تمثله الرهون العقارية بالنسبة للعقارات، إذ هي قروض بنكية متغيرة السعر تمنح للشركات التي هي بالفعل مثقلة بالديون ولا تستفيد من تصنيف درجة الاستثمار.

وأضافت أن هذه القروض يتم تجميعها بشكل متزايد لإنشاء منتجات أخرى، كالتزام القرض المضمون (سي أل أو)، ثم يتم دمجها في محافظ صناديق المعاشات التقاعدية، بل إنها يمكن أن تكون متاحة للأفراد من خلال صناديق المؤشرات المتداولة.

حجم السوق
وأشارت الكاتبة إلى أن هذه الآلية -مع رهون العقارات- هي التي أدت في عام 2008 إلى أخطر أزمة مالية منذ ثلاثينيات القرن الماضي.

وقالت إن العامل الأول للقلق -عدا أوجه التشابه بين أسباب الأزمة السابقة وما يحصل الآن- يأتي من حجم السوق المتنامي باستمرار، مشيرة إلى أن ما لديها من بيانات يقدر إجمالي قيمة هذه المنتجات في جميع أنحاء العالم بما يساوي 1.2 تريليون دولار، معظمها في الولايات المتحدة أي 1040 مليار دولار مقابل 160 مليار دولار في أوروبا.

وقبل عشر سنوات لم تكن المبالغ غير المسددة تتجاوز قيمتها ستمئة مليار دولار في الولايات المتحدة و140 مليار دولار في أوروبا، وفسرت الكاتبة ذلك بشهية المستثمرين المفتوحة للقروض في عصر أسعار الفائدة المنخفضة أو المعدومة.

أما العامل الثاني للقلق -حسب الكاتبة- فيأتي من نوعية هذه القروض التي تجعل طبيعتها الخطيرة في تنام مستمر، مشيرة إلى أن نسبة القروض التي تتوفر على حماية أقل من جانب الدائنين في حالة التخلف عن السداد بلغت في نهاية الربع الثاني من عام 2018 أكثر من 77٪ مقابل 21.24٪ فقط في بداية 2011.

بالإضافة إلى ذلك، تقول الكاتبة إن نسب الرافعة المالية (نسبة الدين إلى الدخل التشغيلي، وتعني مدى اعتماد الشركات على الاقتراض لسد احتياجاتها المالي) آخذة في الازدياد، إذ كانت تمثل 25٪ من القروض المستدانة، لكنها ارتفعت هذا العام إلى 85٪ في أوروبا و75٪ في الولايات المتحدة.

المصدر : الصحافة الفرنسية