عقوبات إيران تعيد حقول كركوك النفطية إلى بؤرة الاهتمام

An oil field is seen in Kirkuk, Iraq October 18, 2017. REUTERS/Alaa Al-Marjani
وقف الصادرات من كركوك عطّل تدفق نحو ثلاثمئة ألف برميل نفط يوميا من العراق (رويترز)

اكتسبت حقول النفط العراقية في منطقة كركوك المتنازع عليها أهمية جديدة، بعد أن أعادت الولايات المتحدة فرض عقوبات على إيران المجاورة، في حين تضغط واشنطن على بغداد لاستئناف الصادرات التي توقفت العام الماضي.

ويستهدف العراق زيادة طاقته التصديرية إلى 8.5 ملايين برميل يوميا في الأعوام القادمة، من أقل من خمسة ملايين برميل يوميا في الوقت الحالي، منها مليون قد تأتي من كركوك؛ لكن ذلك الاستئناف أعقد من مجرد إعادة فتح الصمامات.

تعويض نقص المعروض
عطّل وقف الصادرات من كركوك تدفق نحو ثلاثمئة ألف برميل نفط يوميا من العراق صوب تركيا والأسواق العالمية، مما تسبب في فقد إيرادات صافية بنحو ثمانية مليارات دولار منذ التوقف في العام الماضي.

ومعظم صادرات العراق يأتي من الحقول الجنوبية، لكن كركوك من أكبر وأقدم حقول النفط في الشرق الأوسط، إذ يقدّر الخام القابل للاستخراج فيها بحوالي تسعة مليارات برميل.

وتنظر الولايات المتحدة إلى كركوك كخيار للمساعدة في تعويض نقص المعروض النفطي العالمي الناجم عن عقوباتها على إيران.

لماذا توقفت الصادرات؟
والصادرات متوقفة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2017، عندما انتزعت قوات الحكومة العراقية السيطرة على كركوك من السلطات الكردية، ردا على تنظيم استفتاء على استقلال إقليم كردستان العراق.

وسيطر الأكراد على كركوك وحقولها النفطية بعد أن طرد مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية الجيش العراقي من المنطقة عام 2014، ومن ثم طردت القوات الكردية مقاتلي التنظيم لاحقا.

ويتوقف استئناف الصادرات من كركوك على المفاوضات بين بغداد والأكراد.

وعطل تنظيم الدولة خط الأنابيب الذي كانت بغداد تستخدمه من قبل للتصدير عبر تركيا، ليبقى خط أنابيب واحد يعمل فقط هو الذي بناه الأكراد ويشغلونه.

ويتعين على الحكومة العراقية استخدام ذلك الخط أو بناء خط أنابيب جديد، وهي تدرس كلا الخيارين.

العراق يستهدف زيادة طاقته التصديرية إلى 8.5 ملايين برميل يوميا (رويترز)
العراق يستهدف زيادة طاقته التصديرية إلى 8.5 ملايين برميل يوميا (رويترز)

من يسيطر على تدفقات نفط كركوك؟
وتسيطر بغداد على نفط كركوك، على الورق، لكن إذا قررت استخدام خط الأنابيب الكردي لتصدير النفط فستحتاج إلى التفاوض.

ومن المرجّح أن يسعى الأكراد في المقابل لنيل حصة أكبر من إيرادات الحكومة العراقية من النفط، وقد يتعين على بغداد أيضا أن تتفاهم مع روسنفت الروسية التي اشترت الجزء الكردي من خط الأنابيب العام الماضي.

متى تُستأنف صادرات كركوك؟
وفور توصل بغداد والأكراد إلى اتفاق فإن صادرات كركوك ستُستأنف. وفي حال عدم التوصل إلى اتفاق، فإن على العراق بناء خط أنابيب جديد، وهو ما قد يستغرق نحو عامين.

وارتفعت سعة خط أنابيب روسنفت إلى مليون برميل يوميا، وهو ما قد يستوعب أربعمئة ألف برميل يوميا تأتي حاليا من حقول النفط الأخرى في كردستان، إضافة إلى الثلاثمئة ألف برميل يوميا التي ستأتي من كركوك، حسبما تقول السلطات الكردية.

لكن سلطات إقليم كردستان تقول إنها ما زالت بحاجة لتغذية مصافي التكرير المحلية -التي تحول لها إنتاج كركوك حاليا- حتى إذا استؤنفت الصادرات من كركوك، فإنها لن تزيد على مئة ألف برميل يوميا بادئ الأمر، مما يعني أن إجمالي الصادرات عبر كردستان لن يتجاوز خمسمئة ألف برميل يوميا.

وسيقل ذلك عن مستوى ذروة الصادرات الكردية البالغ سبعمئة ألف برميل يوميا قبل الاستفتاء، وهو ما لن يكفي للمساعدة في الحد من اعتماد تركيا على النفط الإيراني.

هل تؤثر العقوبات الأميركية؟
وكان العراق وإيران يتبادلان كميات ضئيلة فحسب من النفط قبيل العقوبات الجديدة (حوالي ثلاثين ألف برميل يوميا في كل من الاتجاهين بما في ذلك من كركوك)، لكن اقتصاد العراق ككل شديد الاعتماد على التجارة مع إيران.

فعلى سبيل المثال، تغذي إمدادات الغاز الإيراني محطات الكهرباء العراقية.

ومنحت واشنطن العراق استثناء لاستيراد الغاز الإيراني والمواد الغذائية، لكنها تقول إنه استثناء مؤقت فحسب مما يثير حالة من الضبابية في بغداد.

المصدر : رويترز