أستراليا أول اقتصاد للهجرة في العالم

صور من استثمارات شركة حصاد في أستراليا
الهجرة توفر اليد العاملة الشابة لأستراليا (الجزيرة)

كتب عالم الاجتماع الأميركي سالفاتور بابونيس في مجلة فورين بوليسي قائلا إن أستراليا تشكل أول اقتصاد للهجرة في العالم، فالاقتصاد الأسترالي مدمن على الهجرة ويتطلب دفعات متزايدة من الناس الجدد لتجنب الانهيار الحتمي.

ويقول إن أستراليا تمتعت بثلاثة وعشرين عامًا من النمو المستمر، ولكن هذا يخفي مشاكل أعمق.

ويضيف أنه على عكس البلدان ذات النمو السريع في أفريقيا والشرق الأوسط، لا تمتلك أستراليا معدل خصوبة مرتفعا، وفي الواقع فإن المعدل أقل بكثير من مستوى الإحلال المطلوب للحفاظ على استقرار سكانها.

وتأتي غالبية النمو السكاني في أستراليا من الهجرة. وفي المقابل تستند معجزة أستراليا الاقتصادية المزعومة إلى الهجرة أيضا.

أيضا تخفي الإحصاءات الاقتصادية الاستثنائية لأستراليا حقيقة اقتصادية أكثر صعوبة، ففي أدنى نقطة في ربيع وصيف عام 2013، انخفضت معدلات النمو الفصلية لأستراليا إلى 1.7%. وفي الوقت نفسه، كان عدد سكان أستراليا ينمو بمعدل سنوي يبلغ 1.8%. إذا تم قياس ذلك بمتوسط ​​نصيب الفرد فإن اقتصاد أستراليا تقلص في الواقع لمدة ربعين متتاليين.

ويؤكد أن أستراليا في جوهرها في خضم تجربة غير مسبوقة في الهجرة الجماعية لم يسبق للعالم المتقدم أن شهدها. وهذا التدفق من الناس يغذي قصة نموها من خلال عدة قنوات. منها أن المزيد من الناس يعني المزيد من الطلب على كل شيء وبشكل خاص للسكن.

ومع زيادة الهجرة باستمرار للسكان من البالغين الأصحاء الذين هم في سن العمل والذين يدفعون الضرائب ويحتاجون إلى رعاية طبية طفيفة، تستطيع أستراليا دعم نظامها الصحي الوطني بتكلفة منخفضة نسبيا.

كما أن من قنوات تغذية الاقتصاد تقديم أستراليا للخدمات التعليمية، ممثلة في الرسوم الدراسية التي يدفعها الطلاب الأجانب الذين يدرسون في أستراليا.

ومن المعروف أن معظم هؤلاء الطلاب ينظرون إلى شهادة أسترالية كباب خلفي للإقامة الدائمة، في الواقع تبيع الجامعات الأسترالية أكثر من مجرد تعليم جيد، إنهم يبيعون الأمل في الحصول على تأشيرة إقامة دائمة معه.

لكن هناك مشاكل، فمثلا يتفق السياسيون والناشطون على أن البنية التحتية الأسترالية لا تواكب النمو السكاني، ثم هناك التوترات الاجتماعية التي تنجم عن الهجرة الجماعية، وتتراوح بين الفصل الذاتي الطوعي للمجتمعات العرقية إلى العنصرية المستبدة والاستبعاد الاجتماعي.

ويختم بالقول إنه حتى الآن تمكنت أستراليا تقريبا من توسيع البنية التحتية الحالية لاستيعاب عدد أكبر من السكان، لكن عاجلا أم آجلا ستصل الأمور إلى ذروتها، وعندها قد يتحطم اقتصاد أستراليا.

المصدر : فورين بوليسي