آمال السياحة المصرية.. الروس يعودون تدريجيا

Russian tourists leave the country after their vacations, at the airport of the Red Sea resort of Sharm el-Sheikh, Egypt November 6, 2015. The head of Russia's Tour Operators' Association says there has been a drop in sales for Egypt holidays after a Russian-operated airliner crashed in Sinai, but says many are still willing to travel. REUTERS/Asmaa Waguih
سيّاح روس يغادرون مصر عبر مطار شرم الشيخ نوفمبر/ تشرين الثاني 2015 (رويترز)
تجددت آمال عودة السياحة الروسية للمنتجعات المصرية، بعد إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين -منتصف أكتوبر/تشرين الأول 2018- استئناف رحلات الطيران غير المنتظم إلى مصر قريبا.
 
وفي 17 أكتوبر/تشرين الأول 2018، قال بوتين في مؤتمر صحفي عقده مع نظيره المصري عبد الفتاح السيسي في سوتشي الروسية، إن القاهرة تبذل كل ما في وسعها لاستقبال الرحلات الجوية الروسية (في المنتجعات السياحية بشرم الشيخ والغردقة)، وسنستأنف ذلك قريبا.

وجاءت تصريحات بوتين قبيل الذكرى الثالثة لتحطم الطائرة الروسية فوق شبه جزيرة سيناء (شمال شرق) في 31 أكتوبر/تشرين الأول 2015، مما أسفر عن مقتل جميع الركاب 224، وإيقاف روسيا رحلاتها الجوية إلى مصر.

وقال مختصون في شؤون السياحة المصرية -في أحاديث متفرقة مع الأناضول- إن السياحة الروسية ستعود تدريجيا حال استئناف رحلات الطيران غير المنتظم.

ولم تكن تصريحات بوتين الوحيدة التي صدرت من الجانب الروسي في هذا الشأن، ففي 19 أكتوبر/تشرين الأول 2018 أعلن رئيس وكالة السياحة الفدرالية الروسية "روستوريزم" أوليغ سافونوف، أن شركات السياحة الروسية على أتم استعداد للموعد الذي سيتم فيه استئناف الرحلات غير المنتظمة إلى المنتجعات المصرية.

وأعقبه تصريح وزير النقل الروسي يفغيني ديتريخ -في 23 من الشهر ذاته- الذي قال فيه إن موسكو تنتظر من القاهرة تأكيد موعد تفتيش مطاري شرم الشيخ (شمال شرق) والغردقة (شرق)، بغية استئناف الرحلات بين روسيا والمنتجعات المصرية.

 

سقوط الطائرة
ومنذ سقوط الطائرة الروسية، استقبلت مصر عدة وفود دولية ولجان تفتيش لتفقد الإجراءات التأمينية في مطارات القاهرة وشرم الشيخ والغردقة.

وأنفقت مصر ستين مليون دولار في المرحلة الأولى لتدعيم منظومة تأمين المطارات بأحدث الأجهزة، بحسب تصريحات سابقة لوزير الطيران المصري السابق شريف فتحي.

وفي 11 أبريل/نيسان 2018، تم استئناف الرحلات الجوية المنتظمة بين القاهرة وموسكو، دون الوجهات السياحية على البحر الأحمر في شرم الشيخ (شمال شرق) والغردقة (شرق).

وتوقع عضو جمعية مستثمري جنوب سيناء (مستقلة) عاطف عبد اللطيف، عودة السياحة الروسية إلى مصر من جديد مع موسم السياحة الشتوي مطلع نوفمبر/تشرين الثاني 2018.

ويبدأ الموسم السياحي الشتوي في مصر من منتصف أكتوبر/تشرين الأول، وينتهي في منتصف مايو/أيار من كل عام.

عبد اللطيف قال -في بيان له اطلعت عليه الأناضول- إن 428 شركة روسية تعمل في مصر برأسمال مصدر قدره 127 مليون دولار.

وأضاف: تتركز معظم هذه الشركات في قطاعات السياحة بنحو 105 شركات، إضافة إلى شركات أخرى في قطاعات الإنشاءات والقطاع الخدمي والصناعي والاتصالات والزراعة. ويتراوح إنفاق السائح الروسي في مصر بين 55 و60 دولارا في الليلة الواحدة، بحسب عبد اللطيف.

وقال إلهامي الزيات، عضو الاتحاد المصري للغرف السياحية سابقا (مستقل تشرف عليه وزارة السياحة المصرية)، إن استئناف الرحلات غير المنتظمة الروسية إلى مصر لا يعني بالضرورة عودة السياحة الروسية بكامل طاقتها.

وتمثل السياحة الروسية نحو 30%، بينما تمثل السياحة البريطانية 10% من إجمالي الحركة السياحية الوافدة إلى مصر.

وأضاف الزيات في حديثه مع الأناضول، أنه حال عودة الرحلات فإن السياحة الروسية ستعود تدريجيا إلى منتجعات شرم الشيخ والغردقة.

ودعا حكومة بلاده إلى استبعاد روسيا من الحملة الترويجية المزمع إطلاقها، لحين الإعلان عن عودة رحلات الطيران غير المنتظمة إلى الوجهات المصرية رسميا.

وكانت وزيرة السياحة المصرية رانيا المشاط، أعلنت في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2018 عن إطلاق الحملة الترويجية لمصر في الخارج في نوفمبر/تشرين الثاني من العام الجاري.

أسعار الغرف الفندقية
وتوقع عادل عبد الرازق، مالك أحد الفنادق بشرم الشيخ (شمال شرق)، رفع الفنادق والمنتجعات المصرية أسعارها السياحية -في حال عودة السياح الروس- بنسبة قد تصل إلى 50%.

وقال عبد الرازق في حديثه مع الأناضول: رغم تحسن الحركة السياحية منذ مطلع 2018، فإن هناك فنادق في شرم الشيخ (شمال شرق) ما زالت تبيع الليلة السياحية بنحو عشرة دولارات للفرد.

ولا تزال شرم الشيخ -المنتجع السياحي الأشهر في مصر- الأكثر تضررا من توقف السياحة الروسية على مدار الأعوام الثلاثة الماضية، بحسب عبد الرازق.

وبلغ عدد السياح الروس الوافدين إلى مصر 2.8 مليون سائح في 2010، وانخفض إلى 1.8 مليون سائح في 2011، وبلغ نحو 1.6 مليون سائح في 2012، وارتفع إلى 2.4 مليون سائح في 2013، وزاد إلى 3.1 ملايين سائح في 2014، وفقا لبيانات وزارة السياحة المصرية.

وعلى مدار الأشهر العشرة الأولى من 2015، بلغ عدد السياح الروس نحو 2.3 مليون سائح، مقابل نحو 71.4 ألف سائح روسي في الفترة نفسها من عام 2017.

وبلغت إيرادات مصر من السياحة الروسية نحو 2.5 مليار دولار في 2014، من إجمالي إيرادات سياحية بلغت نحو 7.3 مليارات دولار في العام ذاته.

وصعدت السياحة الأجنبية الوافدة إلى مصر بنسبة 42% على أساس سنوي خلال النصف الأول 2018.

وبلغ عدد السياحة الوافدة إلى مصر 5.061 ملايين سائح خلال النصف الأول 2018، مقابل 3.560 ملايين سائح عن الفترة نفسها من العام الفائت. 

المصدر : وكالة الأناضول