خبير النفط العالمي: طرح أرامكو للاكتتاب انتهى دون رجعة

أكد خبير النفط العالمي ممدوح سلامة استحالة مقدرة المملكة العربية السعودية على طرح جزء من أسهم شركة "أرامكو" للاكتتاب العام، وقال إن هذا المشروع ألغي تماما ولم يرجأ كما يحاول بعض المسؤولين السعوديين تبرير التراجع عن تطبيقه؛ حسبما كان مقررا قبل أشهر.

وعزا خبير النفط العالمي رأيه هذا إلى أمرين مهمين، هما: أن السعودية تخفي حقيقة حجم احتياطيها من النفط، والثاني هو قانون "جاستا" الذي وصفه بالسيف المسلط على رقبة السعودية.

وأشار سلامة إلى أنه في الوقت الذي تزعم فيه السعودية أنها تملك احتياطيا من النفط يبلغ 276 مليار برميل، تؤكد الدراسات والأبحاث أن الاحتياطي السعودي من النفط لا يتجاوز سبعين مليار برميل.

وأوضح أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان عندما طرح مشروع بيع 5% من أسهم أرامكو للاكتتاب العام، كان ذلك على أساس اعتقاده أن قيمة هذه الأسهم ستعود على الخزينة بمئة مليار دولار، يتم ضخها في صندوق سيادي للاستثمار في قطاعات غير نفطية، لكن هذا الرقم تلاشى تماما أمام حقيقة ما تملكه المملكة من احتياطي النفط.

وكشف سلامة عن أن المخابرات الأميركية (سي آي أي) تعلم تماما حقيقة حجم الاحتياطي النفطي السعودي، وأشار إلى أن وثائق تم تسريبها عام 2012 تؤكد ذلك.

وقال إنه توصل للنتيجة ذاتها من خلال الأبحاث التي أجراها بشأن النفط السعودي منذ اكتشافه في ثلاثينيات القرن الماضي، وبناء على استهلاك المملكة وصادراتها. وأشار إلى أن الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز كان قد برر تراجعه عن قرار طرح أسهم أرامكو للاكتتاب بأنه لا يريد أن يعرض الشركة لكشف حقيقة احتياطيها من النفط.

قانون جاستا
أما السبب الثاني لعدم قدرة المملكة على طرح أسهم أرامكو للاكتتاب العام، فهو قانون "جاستا" الذي أقره الكونغرس الأميركي بشقيه النواب والشيوخ عام 2016، ويخول الأميركيين مصادرة كل أموال السعودية في البنوك الأميركية، فيما لو قام أي مواطن أميركي بمقاضاة السعودية لكون معظم الذين نفذوا هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 سعوديين.

ورغم ذلك استبعد سلامة أن يؤثر عدم طرح "أرامكو" للاكتتاب العام على عمل الشركة ووضعها العالمي في المرحلة الراهنة، طالما أنها توهم العالم بأنها أكبر شركة نفط في العالم، وبأنها تملك احتياطيا من النفط يبلغ 270 مليار برميل.

وقال سلامة إن "أرامكو" تستطيع بما تملكه من احتياطي نفطي أن تنتج 9.5 ملايين برميل في العالم، لكنها لن تكون قادرة على الاستمرار في هذا الوضع، مشيرا إلى أن السعودية بحاجة لرفع سعر برميل النفط إلى مئة دولار حتى تتمكن من ضبط موازنتها.

المصدر : الجزيرة