"المركزي القطري" يقظٌ لمواجهة مزعزعي الريال

Cars drive past the building of Qatar Central Bank in Doha, Qatar, June 6, 2017. REUTERS/Naseem Zeitoon
"المركزي القطري" يراقب من كثب صرف الريال القطري مقابل العملات الأجنبية لضمان عدم زعزعة استقراره (رويترز)
ذكرت صحيفة  لوموند الفرنسية أن البنك المركزي القطري (مصرف قطر المركزي) يحرص على البقاء في حالة تأهب قصوى لمواجهة من يحاولون زعزعة استقرار العملة الوطنية الريال، وهو ما تتهم الإمارات بمحاولة القيام به.
 
وتؤكد الصحيفة أن "المركزي القطري" يراقب من كثب صرف الريال القطري مقابل العملات الأجنبية لضمان عدم زعزعة استقراره، إذ من شأن ذلك أن يتسبب في عواقب وخيمة على الاقتصاد المحلي لا تقل سوءا عن تعطل استيراد المواد الغذائية لهذا البلد في ظل الحصار المفروض عليه منذ يونيو/حزيران 2017.

وقالت الصحيفة إن الأشهر الأولى من هذا الحصار شهدت سحب مليارات الدولارات من الودائع من البنوك القطرية في غضون بضعة أسابيع، جلها لعملاء من دول الحصار، مثل الإمارات والسعودية ومواطني بعض الدول الأخرى.

وتضيف الصحيفة أن الريال القطري سُعر في سوق المال الدولي في عدة مناسبات منذ بداية الحصار بسعر أقل بكثير من سعره في السوق المحلية، حيث ظل دائما ثابتا عند المعدل الذي حدده له مصرف قطر المركزي أي 3.64 ريالات مقابل دولار واحد، وهو ما عزا البنك سببه إلى محاولات تقف وراءها دولة الإمارات تستهدف زعزعة استقرار العملة المحلية.

ونقلت الصحيفة عن الخبير الاقتصادي القطري المتخصص في السياسة النقدية خالد الخاطر قوله إن عمليات التلاعب بصرف الريال القطري ترجع إلى شركة صرف عملات أجنبية في أبو ظبي يمتلكها ملياردير هندي مقرب من السلطات الإماراتية تسمى "ترافيليكس".

ويضيف الخاطر أن ترافيليكس عرضت الريال القطري بسعر منخفض لخلق وهم بأن هذه العملة تتعرض لضغوط، بينما نشر موقع الإنترنت الأميركي "إنترسبت" وثائق من سفير دولة الإمارات العربية المتحدة بواشنطن يوسف العتيبة، يستشف منها أن أبو ظبي رسمت خطة لإسقاط قيمة السندات القطرية.

وهدف الإمارات من هذا السعي -حسب الخاطر- هو "زعزعة الاستقرار المالي لقطر وإجبارنا على الاعتماد بشكل كبير على صندوقنا للثروة السيادية كي نعجز عن الوفاء بالتزاماتنا الدولية مثل تنظيم كأس العالم 2022، ولكن هذه الجهود باءت بالفشل أساسا لأن الطلب على الريال القطري في السوق الخارجية محدود جدا".

ولفتت الصحيفة إلى تكليف البنك المركزي القطري لشركة محاماة أميركية للتحقيق في هذه الاتهامات التي نفتها حكومة الإمارات، ولكن رغم أن الضغط على الريال قد توقف، فإن لوموند أكدت أن السلطات المصرفية القطرية لا تزال تحافظ على استعدادها للتصدي لمحاولات زعزعة استقرار عملة قطر المحلية.

المصدر : لوموند