"يلدز" للبورسلان.. إحياء إرث عبد الحميد الثاني

المصنع -الذي تأسس عام 1882 تم إنشاؤه لسد احتياجات القصر من البورسلان وللحفاظ على توارث ثقافة الخزف التقليدي التركي- يعمل في الوقت الراهن كمركز ثقافي، ويتبع لرئاسة دائرة القصور الوطنية بالبرلمان داخل حديقة "يلدز".

ولحقت بالمصنع أضرار كبيرة جراء الزلزال الذي وقع عام 1894، وتم ترميمه من قبل المعماري الإيطالي ريموندو دارونكو، وتوقف عن إنتاج البورسلان عقب عزل السلطان عبد الحميد عن العرش، وقد بدأ باستئناف أنشطته عام 1911.
وتولى المصنع خلال حرب الاستقلال (من 19 مايو/أيار 1919 وحتى 29 أكتوبر/تشرين الأول 1923) مهمة تصنيع فناجين "الكاولين" التي كانت تستخدم لربط أسلاك التلغراف (البرق) ببعضها، حيث كانت البلاد تعاني من ندرتها في ذلك الوقت.
ويعمل في الوقت الراهن كمركز ثقافي يعرف بثقافة الخزف التركي التقليدي إلى العالم، ويملك التقنية اللازمة لتصنيع البورسلان والخزف بدءا من تجهيز عجينتها وتحويلها إلى قوالب، وانتهاءً بتلوينها وطبخها.

وينتج في المصنع -الذي يعمل فيه 120 شخصا- تحفا رائعة، وكل ما يلزم صناعة البورسلان. وتشكل المنتجات أجمل النماذج لثقافة الخزف العثماني، ومنها اللوحات والصحون وساعات الجدران والأباريق والمزهريات والفناجين.
وتعد المنتجات التي يتم تصنيعها في هذا المصنع من أهم الهدايا التي تقدم للمؤسسات الرسمية وخاصة رئاسة الجمهورية والبرلمان ورئاسة الوزراء.
يقول مدير المصنع مصطفى شكر إنه "تم تأسيسه قبل 135 عاما، بطلب من السلطان عبد الحميد، لتطوير صناعة فن الخزف التي تراجعت عن سابق عهدها".
وأضاف أنهم ينتجون 440 نوعا من البورسلان والخزف، ويقومون بأعمال مختلفة من الخزف المصقول والكلاسيكي والحر، كما يصنعون أيضا النماذج القديمة، وحصلوا على براءة اختراع ويستخدمون العلامة التجارية التي استخدمها السلطان عبد الحميد.

ولفت شكر إلى أن 90% من المنتجات تصنع يدويا، قبل أن يتم تقديمها هدايا تذكارية للمؤسسات الرسمية الرفيعة.
ويضيف "قمنا بإجراء تعديل في نماذج الإنتاج عام 2010، وتحولنا إلى الإنتاج اليدوي الذي يعتمد بالدرجة الأولى على الديكور، بما يتناسب مع أهدافنا، ومن أجل زيادة الربحية والإنتاجية".
وأضاف "رفعنا من الإنتاجية لعكس ثقافتنا وقيمنا التاريخية لمنتجاتنا، ونقلها إلى الأجيال القادمة، وعدم الاعتماد على الخارج، ونقوم بإنتاج نماذج مختلفة وجديدة كل عام، ونقل هذه المهمة إلى الأجيال القادمة عبر إجراء تحديثات فيها مع الحفاظ على ماضيها".