العقوبات الاقتصادية خطر على هولندا وتركيا

روتردام هولندا صورة من المظاهرة التي وقعت في روتردام لاستقبال الوزيرة التركية
متظاهرون في مدينة روتردام الهولندية يتضامنون مع الوزيرة التركية التي أبعدتها هولندا فيما بعد (الجزيرة)
نصر الدين الدجبي-أمستردام

دعا عدد من المنظمات وأصحاب الأعمال والفاعلين الاقتصاديين في هولندا إلى التهدئة وعدم نقل الأزمة السياسية بين أنقرة ولاهاي إلى عقوبات اقتصادية قد تضر باقتصاد البلدين.

وتأتي هذه الدعوات على خلفية النزاع الدائر حاليا بين البلدين بعد رفض هولندا هبوط طائرة وزير الخارجية التركي على أراضيها ومنع وزيرة الأسرة والشؤون الاجتماعية التركية من الوصول إلى القنصلية التركية في مدينة روتردام الهولندية ثم إبعادها إلى ألمانيا يوم السبت الماضي.

وناشدت اتحادات هولندية بارزة دبلوماسية كلا البلدين إلى تهدئة الأجواء، ومن بينها منظمة أصحاب الأعمال الهولندية  VNO-NCW ومنظمة أم كي بي MKB ومنظمة فانيدكس Fenedex.

مخاوف هولندية
ونشرت الصفحة الرسمية لمنظمة أصحاب الأعمال الهولندية تعليقا على النزاع القائم بين هولندا وتركيا جاء فيه "نتابع الوضع مع تركيا بالتعاون مع الحكومة الهولندية وعيننا على التبعات الاقتصادية"، في إشارة للتخوفات من آثار اقتصادية يمكن أن تترتب على هذا التوتر.

قوات الأمن الهولندية في مواجهة مظاهرة روتردام
قوات الأمن الهولندية في مواجهة مظاهرة روتردام

وقد رفضت تركيا عودة السفير الهولندي -الذي كان في إجازة وقت اندلاع الأزمة- إلى أنقرة وقررت منع دخول أو مرور ساسة هولنديين بالأجواء التركية، إضافة إلى تقديم قضية عدلية أمام المحكمة الأوروبية.

من جانبه، دعا رئيس الغرفة التجارية الهولندية التركية في هولندا أدهم إمره إلى التهدئة بعد تلويح تركيا بفرض عقوبات اقتصادية على هولندا، وقال "يجب أن يتجه الطرفان إلى الحوار. العقوبات لن تحل المشاكل".

وذكر إمره في تصريح لصحيفة الآن آري سي الهولندية أنه تواصل مع منظمات أصحاب الأعمال الهولنديين بهدف الضغط لتهدئة النزاع. ودعا إلى مبادرة من هولندا في هذا الوقت، لأن تركيا تشعر في هذا الصراع أنها ضحية.

ورأى إمره أن العقوبات الاقتصادية خسارة للجميع، قائلا "رأينا العقوبات الاقتصادية بين موسكو وأنقرة وما آلت إليه".

العلاقات الاقتصادية بالأرقام
ووفقا لبيانات نقلتها وكالة بلومبرغ، فإن هولندا هي أكبر مستثمر أجنبي في تركيا. غير أن هذه الحقيقة لا تعكس صورة دقيقة، فكثير من الاستثمارات الآتية من هولندا تأتي من شركات غير هولندية في الأصل لكنها تستخدم البلد قاعدة لها بفضل قوانينه المتساهلة مع الشركات.

شركة هولندية أبرمت مؤخرا صفقة لشراء أكبر شبكة لمحطات الوقود في تركيا
شركة هولندية أبرمت مؤخرا صفقة لشراء أكبر شبكة لمحطات الوقود في تركيا

وصدرت هولندا عام 2015 ما قيمته 5.4 مليارات يورو (5.8 مليارات دولار) إلى تركيا حسب ما جاء في إحصاءات المكتب الوطني للإحصاء الهولندي، وأغلب الصادرات من الآلات وقطع غيار السيارات والمعدات الطبية والأدوية.

وتصدر تركيا إلى هولندا ما قيمته 2.5 مليار يورو (2.7 مليار دولار)، من الملابس والمنسوجات والمنتجات الزراعية والمواد الغذائية.

ويرى إمره أن هولندا وحيدة في هذا الصراع ضد تركيا، ويوضح أن ألمانيا وفرنسا عالجتا الموضوع بشكل أفضل، في إشارة منه إلى استقبالهما وزراء أتراكا وإدارة حوار مع الحكومة التركية.

وتنشط في تركيا، وفقا لإمره نحو 2500 شركة هولندية، من أبرزها شركة شل ويونيليفر وأكزو نوبل وفيليبس.

وتتحدث تقارير اقتصادية عن تزايد دخول الشركات الهولندية في السنوات الأخيرة سوق المنافسة التركية، وقد اتفقت شركة فيتول الهولندية مؤخرا على شراء شركة أو أم في بترول أوفيسي وهي أكبر شبكة لمحطات الوقود في تركيا، وبلغت قيمة الصفقة نحو 1.5 مليار دولار.

المصدر : الجزيرة