توقعات بأن يصبح اليوان ثالث أقوى العملات الدولية

علي أبو مريحيل-بكين
أشارت توقعات صينية إلى احتمال أن يصبح اليوان الصيني ثالث أكثر العملات استخداما في المدفوعات الدولية بحلول عام 2018 بعد الدولار الأميركي، واليورو الأوروبي.
وقال شيانغ سونغ نائب مدير معهد النقد الدولي التابع لجامعة الشعب الصينية إنه من المتوقع أن يتجاوز اليوان الين الياباني والجنيه الإسترليني خلال العامين المقبلين، ليصبح ثالث أكبر العملات استخداما في العالم.
وأضاف -خلال منتدى النقد الدولي لعام 2016 الذي عقد الأحد بالعاصمة بكين– أنه بالرغم من انتشار اليوان بسرعة أكبر في التداولات العالمية خلال الأعوام الأخيرة، فإنه لا يزال يواجه بعض العقبات والتحديات في ظل البيئة النقدية الدولية المعقدة.
وأحرزت الصين تقدما ملحوظا في تدويل اليوان خلال السنوات الأخيرة، فوفق تقرير صدر عن معهد النقد الدولي في بكين منتصف الشهر الجاري، بلغ مؤشر تدويل الرنمينبي حتى نهاية يونيو/حزيران الماضي 3.6 على أساس سنوي، بزيادة 42% عن الأعوام الخمسة الماضية.
أشار نائب مدير بنك الشعب الصيني إلى أنه منذ عام 2015 يحتل اليوان المرتبة الخامسة في قائمة أقوى العملات المدفوعة بالعالم، وقال إن بكين قامت بالتوقيع على اتفاقيات ثنائية لتبادل العملة مع 36 دولة ومنطقة، بقيمة 3.3 تريليونات يوان |
مؤشر التدويل
وتوقع شيانغ أن يصل مؤشر تدويل اليوان إلى 5.5 خلال الفترة المقبلة، وسط تراجع حاد لمؤشر الإسترليني على إثر نتائج الاستفتاء حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وقد أشار نائب مدير بنك الشعب الصيني إلى أنه منذ عام 2015 يحتل اليوان المرتبة الخامسة في قائمة أقوى العملات المدفوعة بالعالم، وقال إن الصين قامت بالتوقيع على اتفاقيات ثنائية لتبادل العملة مع 36 دولة ومنطقة، بقيمة 3.3 تريليونات يوان.
وأضاف تشن يولو إن ثبات أداء الاقتصاد الصيني واستقرار السياسات المالية -بالإضافة إلى الحوكمة الضريبية الدولية- تعتبر من أهم العوامل المساعدة لتدويل اليوان ووصوله إلى مرتبة متقدمة في قائمة أكثر العملات استخداماً في العالم.
وكان وزير المالية لو جي وي قد دعا -بالاجتماع الثالث لـمجموعة العشرين على مستوى وزراء المالية الذي عقد قبل يومين بمدينة تشنغدو- إلى تطوير نظام ضريبي دولي يتسم بالنزاهة والشفافية لرفع كفاءة السياسة النقدية، وشدد خلال اجتماع ثنائي مع وزيري المالية الياباني والأميركي على ضرورة امتناع الدول الأعضاء عن التخفيضات التنافسية لقيمة العملة.
صندوق النقد
ويرى خبراء صينيون أنه يتعين على بكين التواصل مع الشركات الخاصة بالدول الغربية بما في ذلك الولايات المتحدة وبريطانيا وأوروبا، بدلاً من اقتصار حراكها في هذا الاتجاه على المستوى الرسمي، وذلك لتعزيز الثقة لدى رؤوس الأموال الأجنبية، مؤكدين أن ثبات واستقرار الاقتصاد الصيني هو الذي دفع صندوق النقد الدولي بالثلاثين من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي إلى ضم اليوان إلى سلة العملات التي يعتمدها الصندوق في تحديد قيمة حقوق السحب الخاصة.
وهو ما أسفر عن قفز اليوان في حينه إلى المرتبة الثالثة بسلة العملات مستأثرا بنسبة 10.92%، بعد الدولار 41.73% واليورو 30.93%، بينما جاء بالمرتبة الرابعة الين بنسبة 8.33% تلاه الإسترليني 8.09%.
يُذكر أن الصين أصبحت بفضل تزايد حصة صادراتها بالسوق العالمية ونمو وثبات اقتصادها ثاني أكبر اقتصاد بعد الولايات المتحدة، وقد اكتسبت بذلك أهمية كبيرة في الاقتصاد الدولي وغدت إحدى قاطرات النمو بالعالم بالنظر إلى حجم استهلاكها واستثماراتها بالداخل والخارج.
لذلك يرى مراقبون ومحللون اقتصاديون أنه من الطبيعي في ظل هذا الوضع أن تتزايد أهمية العملة النقدية الصينية إقليميا ودوليا بعد أن التحقت بكين بنادي القوى الاقتصادية الكبرى في العالم.