دعوة "للسبع" لوقف استخدام الفحم في توليد الطاقة

دراسة أوكسفام والسلام الأخضر أظهرت تسبب الجول الصناعية الكبري بنسبة 66 من التغيرات المناخية الناشئة عن تزايد انبعاث ثاني أكسيد الكربون والاحتباس الحراري . الجزيرة نت
دراسة أوكسفام والسلام الأخضر أظهرت تسبب الدول الصناعية بنسبة 66% من التغيرات المناخية (الجزيرة نت)

خالد شمت-برلين

طالبت دراسة أعدتها منظمة أوكسفام البريطانية المتخصصة في التنمية والتطوير، بالاشتراك مع منظمة السلام الأخضر (غرين بيس) الدول الصناعية السبع الكبرى بضرورة البدء فورا بتنفيذ خطة لإنهاء اعتمادها على الفحم في توليد الطاقة.

وحذرت الدراسة -التي عرضت في العاصمة الألمانية برلين في الوقت الذي تنطلق فيه قمة مجموعة السبع في منتجع في جبال الألب بولاية بافاريا الألمانية الجنوبية- من تداعيات بيئية واقتصادية وصحية خطيرة للاعتماد على الفحم. وقدرت الخسائر المترتبة على تزايد الاحتباس الحراري وانبعاث ثاني أكسيد الكربون فوق سطح الكرة الأرضية، بسبب استمرار اعتماد الدول الصناعية الكبرى على الفحم لإنتاج الكهرباء، بنحو 450 مليار دولار، وتراجع إنتاج الغذاء بمعدل سبعة ملايين طن سنويا.

وانتقدت الدراسة الصادرة بعنوان "دعهم يأكلون الفحم" مضاعفة خمسة من الدول السبع الصناعية الكبرى اعتمادها على الفحم في توليد الطاقة منذ مؤتمر كوبنهاغن الدولي لحماية البيئة عام 2009.

تداعيات خطيرة
واعتبر كيري هانكس من منظمة أوكسفام -أثناء تقديم الدراسة- أن استمرار وتوسع الدول الصناعية في استخدام الفحم لتوليد الكهرباء يعكس عدم مسؤولية تجاه التداعيات الخطيرة للتغيرات المناخية المؤدية إلى فقد الدول الفقيرة مقومات حياتية أساسية نتيجة انتشار الفقر والمجاعات بسبب زيادة الجفاف والعطش والفيضانات والأعاصير وتراجع انتشار المحاصيل الزراعية.

وأشارت دراسة أوكسفام وغرين بيس إلى أن 85% من الانبعاثات الحرارية والغازية المسؤولة عن تداعيات التغيرات المناخية ناتجة عن الاعتماد على الفحم في توليد الكهرباء، ونوهت إلى وجود إمكانيات للتخلي بالكامل عن استخدام الفحم في توليد الطاقة بحلول عام 2020 في فرنسا وإيطاليا، وفي بريطانيا وكندا عام 2023، وفي الولايات المتحدة عام 2030، وفي ألمانيا عام 2040.

كلوديا كيمفرت دعت الحكومة الألمانية لبدء إغلاق محطات توليد الكهرباء العاملة بالفحم (الجزيرة نت) 
كلوديا كيمفرت دعت الحكومة الألمانية لبدء إغلاق محطات توليد الكهرباء العاملة بالفحم (الجزيرة نت) 

ودعت الدراسة الدول الصناعية السبع إلى بدء -من خلال قمتها الحالية في ألمانيا- سياسة الخطوة خطوة للتخلي عن استخدام الفحم في توليد الكهرباء، واعتبرت أن الاقتصاد العالمي يمكنه الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة بشكل كامل بحلول عام 2050.

ورأى يورن كالينسكي المسؤول بأوكسفام أن المستشارة أنجيلا ميركل يمكنها التمهيد لمؤتمر البيئة الدولي بباريس في ديسمبر/كانون الأول القادم، عبر قيامها بدور رائد بالإعلان في القمة الصناعية المنعقدة في بلادها حاليا عن خطة لتقليل الاعتماد تدريجيا على الفحم في توليد الطاقة، وأشار إلى أن الحكومة الألمانية يمكنها فقط من خلال التخلي عن الفحم تحقيق هدفها بتقليل معدلات بلادها في الانبعاثات الحرارية والغازية بنسبة 40% عام 2020 مقارنة بمعدلات عام 1990.

وقال كالينسكي إن الدول الصناعية السبع الممثلة لنسبة 10% من سكان العالم والمتسببة في 66% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون والغازات الضارة، تتحمل مسؤولية كبيرة بمواجهة التغيرات المناخية من خلال استغلال قدراتها المالية بدعم التحول للطاقات المتجددة ومساعدة الدول الفقيرة المتضررة من الاحتباس الحراري.

إغلاق المحطات
من جانبها، دعت البروفيسورة كلوديا كيمفرت أستاذة اقتصاديات الطاقة البيئية والمتجددة بمعهد الاقتصاد الألماني، الحكومة الألمانية إلى بدء إغلاق محطات توليد الكهرباء العاملة بالفحم في ألمانيا، والتخلي عن الاعتماد المتزايد على الفحم بعد كارثة مفاعل فوكوشيما الياباني.

وقالت كيمفرت -في تصريحات للجزيرة نت- إن ألمانيا تتمتع حاليا بفائض هائل من الطاقة يتيح لها التحول إلى المحطات الغازية بدلا من الفحم الممثل لنسبة 43% مما تنتجه من الطاقة وحوّلها لأكبر مستهلك للفحم في العالم، واعتبرت أن الاستمرار في الاعتماد على محطات الفحم له تداعيات اقتصادية وبيئية وصحية وزراعية وخيمة.

واعتبرت أن تحوّل ألمانيا لمحطات الطاقة الغازية ومصادر الطاقة المتجددة المتميزة بسهولة تشغيلها وإغلاقها بدلا من محطات الفحم التي تتطلب تشغيلا على مدار الساعة، ممكن اقتصاديا ويحقق لها فوائد جمة. ولفتت إلى أن عدد العاملين في مجالات توليد الطاقة من مصادرها المتجددة في ألمانيا يزيد خمسة أضعاف على أمثالهم العاملين في محطات توليد الطاقة العاملة بالفحم.

المصدر : الجزيرة