مؤتمر ببيروت عن تحديات القطاع المصرفي

مؤتمر المصارف
أجمع المشاركون بالمؤتمر على أهمية التعاون بين المصارف وتطبيق التشريعات والقوانين الدولية (الجزيرة نت)

 علي سعد-بيروت

عملا بمبدأ أن التشريع المصرفي لم يعد مسألة محلية تخص كل دولة على حدة، ولأن الامتثال للقواعد السليمة في العمل المصرفي إضافة إلى النزاهة والشفافية في التعاطي مع العملاء بات أساسا لاستمرار عمل المصارف، افتتح في فندق فينيسيا في بيروت مؤتمر "التحديات الرقابية والتنظيمية في المصارف".
جوزيف طربية أكد أهمية وحدة المصارف في محاربة الجريمة المنظمة بكافة أشكالها (الجزيرة نت)
جوزيف طربية أكد أهمية وحدة المصارف في محاربة الجريمة المنظمة بكافة أشكالها (الجزيرة نت)

المؤتمر -الذي ينظمه اتحاد المصارف العربية بالتعاون مع مجلس الاحتياطي الاتحادي الأميركي (البنك المركزي) ولجنة الرقابة على المصارف في لبنان– يشهد تبادلا للتجارب وطرح حلول للتحديات التي تواجه القطاع المصرفي بأكمله وذلك بهدف دعم الحوار المصرفي.

وشدد رئيس جمعية المصارف في لبنان جوزيف طربية، خلال افتتاح المؤتمر، على ضرورة توطيد الشراكة وتوحيد الرؤية بهدف حماية الاقتصاد والمؤسسات عن طريق تعزيز الشفافية، والمساءلة والتنظيم السليم، إضافة للتركيز على النزاهة بالأسواق المالية وتعزيز التعاون الدولي لما لهذه العناصر من أهمية لتطوير الصناعة المصرفية.

تمويل "الإرهاب"
وأكد طربية أهمية وحدة المصارف في محاربة الجريمة المنظمة بكافة أشكالها بما فيها الجريمة العابرة للحدود، والتهرب الضريبي، إضافة الى جرائم تبييض الأموال وتمويل الإرهاب، لافتا إلى أن هذا الأمر لاقى عناية الجميع وجرى في سبيله تشكيل تجمعات دولية أبرزها مجموعة العمل المالي، ومجموعة العمل المالي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التي تضم معظم الدول العربية.

وأجمع المشاركون بالمؤتمر على أهمية التعاون بين المصارف وتطبيق التشريعات والقوانين الدولية خصوصا مجال مكافحة تمويل الإرهاب وتبييض الأموال، في إشارة جديدة إلى هاجس تجفيف منابع تمويل تنظيم الدولة الإسلامية الذي بات حاضرا أساسيا في كل المؤتمرات الاقتصادية والمالية التي تعقد مؤخرا.

وأضاف المشاركون أنه على المصارف، خصوصا في البلدان التي تواجه أخطارا متنامية، أن تتشدد في قضايا الامتثال وإدارة المخاطر، وأن تدأب لتأمين الموارد البشرية اللازمة وذات الكفاءة.

تحديات متزايدة
وقال ضابط الامتثال في الاحتياطي الاتحادي في نيويورك أجاي بديال إن المصارف العربية تقوم بعمل جيد في مجال مكافحة تمويل الإرهاب وتبييض الأموال، لكن يجب الاعتراف بأن هناك تحديات كثيرة جدا في هذه المنطقة، وهذه التحديات تزيد كل سنة.

وشدد، في حديث للجزيرة نت، على أنه لا بد من التعاون لمواجهة التحديات الممتدة من نيجيريا إلى شمال أفريقيا والشرق الأوسط وصولا إلى باكستان وأفغانستان، وعلى هذه الدول أن تتعاون أيضا فيما بينها بشكل كبير لمواجهة هذه الأوضاع الصعبة جدا.

أجاي بديال أكد أن المصارف العربية تقوم بعمل جيد في مجال مكافحة تمويل الإرهاب (الجزيرة نت)
أجاي بديال أكد أن المصارف العربية تقوم بعمل جيد في مجال مكافحة تمويل الإرهاب (الجزيرة نت)

وعن العلاقة مع المصارف العربية، قال بديال إن المصارف الأميركية لا تتعامل مع البنوك العربية كلها أو الدول العربية كلها بالطريقة نفسها بل تتعامل مع كل دولة أو مصرف وفق الظروف المحيطة بها والتشريعات والقوانين التي يمتثل لها، ولا بد من الإشارة الى أن هناك بعض الدول مثل العراق وسوريا تواجه تحديات أكبر بكثير من دول أخرى.

بدوره، أكد رئيس لجنة الرقابة على المصارف في لبنان سمير حمود أن البنوك الأميركية الكبيرة مرتاحة بشكل عام إلى القطاع المصرفي اللبناني ولها علاقة مع جميع المصارف اللبنانية، معتبرا أن القطاع المصرفي في لبنان عموما له علاقة صحيحة مع المراسلين الأجانب ويحافظ عليها.

لكنه أشار، في حديث للجزيرة نت، إلى أن المصارف اللبنانية تواجه بعض الصعوبات منها الحفاظ على علاقتها مع المصارف المراسلة الأجنبية وإنشاء علاقة جديدة مع مراسلين أجانب جدد، محذرا من أن أي إهمال أو تفويت للرقابة الصحيحة من أي مصرف على زبائنه ومعرفته بعملائه سيعرضه لقطع علاقته مع المراسلين الأجانب وليس من السهل الانتقال من مراسل الى آخر.

ولفت حمود إلى أن لبنان عمد مؤخرا إلى تجميد العديد من الحسابات التي ثارت الشبهات حولها وجرى تحويلها إلى النيابة العامة، مشددا على أن هذا لا يعني أنه يمكن اعتبار لبنان سوقا أو أرضا خصبة لتبييض الأموال.

المصدر : الجزيرة