لبنان يقلل من تداعيات وقف بريطانيا النقل الجوي معه

علي سعد-بيروت
وكانت شركة الطيران البريطانية (بريتش إيرويز) أعلنت في وقت سابق أنها أبلغت من سلطات بلادها قرارا بوقف نقل البضائع من مطار بيروت، اعتبارا من بداية الشهر الجاري، بسبب ارتفاع نسبة المخاطر، وعدم تطبيق المعايير الدولية في التفتيش والتدقيق.
وأتى قرار الشركة البريطانية نتيجة تصنيف لبنان في الدول الأشدّ خطورة لتطبيق معايير الشحن من مطار رفيق الحريري الدولي، وتزامن مع حديث في بيروت عن أن شركات أخرى تدرس اتخاذ قرار مماثل، ما لم تطبق المعايير الدولية في عمليات الشحن والنقل من المطار، ضمن مهلة قصيرة.

مواجهة جدية
لكن يبدو أن السلطات اللبنانية أخذت هذه التهديدات والمخاطر بكثير من الجدية.
وقال المدير العام لشركة طيران الشرق الأوسط اللبنانية محمد الحوت إن الشركة أخذت على عاتقها بناء مراكز تخزين وشحن جديدة بقيمة 20 مليون دولار يبدأ العمل فيه في مايو/أيار المقبل، وهو مصمم ليضاعف طاقة الشحن في المطار.
وأوضح الحوت للجزيرة نت أن المركز يصمم بأعلى المواصفات الفنية والصحية التي تحاكي المعايير العالمية المعتمدة في المطارات المتقدمة، كذلك يطابق المواصفات المطلوبة أمنيا وأوروبيا وعالميا، مخففا من الأخبار التي تحدثت عن إمكان أن تقوم شركات أوروبية أخرى بخطوة وقف الشحن، ومتوقعا أن تعود شركة الطيران البريطانية عن قرارها في الفترة المقبلة بعد أن يتأكدوا من الإجراءات المعتمدة.
وأردف أن وزارة الأشغال وجهاز أمن المطار وجدوا طريقة للسير بعمليات الشحن عبر إجراء تفتيشين على البضائع، لافتا الى أن الشحن إلى أوروبا ولندن لم يتوقف وشركة طيران الشرق الأوسط ما زالت تقوم بعمليات شحنها المعتادة، ووحدها شركة الطيران البريطانية توقفت.
لكن الحوت نبه إلى المخاطر الناجمة عن تصنيف لبنان باللون الأحمر بلدا عالي المخاطر بالنسبة لتطبيق معايير الشحن، وشدد على ضرورة العمل بجدية وسرعة لمعرفة أسباب هذا التصنيف وإزالته، لأن حل المشكلة الناتجة عن هذا التصنيف ليس كافيا دون عودة تصنيف لبنان إلى ما كان عليه.

اشعاعات نووية
وكان وزير المال اللبناني علي حسن خليل أعلن ضبط معدات صناعية وأدوات منزلية مشبعة بإشعاعات نووية خطيرة في مطار بيروت، وأوضح أن "مثل هذا الإشعاع يستمر أكثر من 85 سنة ويضعنا أمام مشكلة لا يمكن أن تحل خلال أيام".
وترافق كلام وزير المال مع فضائح غذائية وصحية بالجملة ضربت مختلف الأراضي اللبنانية، وقادتها وزارة الصحة، مما عده البعض ضربا لصورة لبنان في الخارج.
لكن الخبير الاقتصادي لويس حبيقة رأى أن فضح هذا الموضوع أثر إيجابا على صورة لبنان، ولكن بينت أن هناك تقصيرا موجودا ومتراكما.
وأوضح للجزيرة نت أن الإيجابية تكمن في أنه يجري العمل على معالجة هذا الخلل الذي ترك لسنوات شرط أن تستمر هذه المعالجة ولا تُترك في وقت لاحق لتعود الفوضى كما جرت العادة في لبنان، وهذا أمر لا يطمئن.
وأضاف أن الخسائر المادية ليست كبيرة على صعيد وقف الشركة البريطانية عمليات الشحن حاليا، ولكن الخسارة الكبرى إعلامية وإعلانية عبر صورة لبنان التي تضررت من التصنيف الأحمر، خصوصا في بلد يقوم على الاقتصاد الحر المبني على الشحن والاستيراد والتصدير.
وانطلاقا من هنا يرى حبيقة أن المرفأ والمطار من أساس صورة لبنان، راسما علامات استفهام لخروج مسائل متعددة في وقت واحد، مثل أزمة المطار والمرفأ والغذاء والمراكز الصحية، ورأى فيها دليلا على أن إدارة البلد كانت خاطئة.