أزمات دول الربيع العربي تنعش سياحة الخليج

تشهد دول الخليج انتعاشة سياحية كبرى بعد أن تحولت إلى الوجهة المفضلة للحركة السياحية الأوروبية والآسيوية بدلا من دول الربيع العربي التي تعاني أزمات سياسية وتوترا أمنيا يمنعها من استقبال السياح.
وبينت الوكالة أن قطاع السياحة في كل من قطر والإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان شهد ارتفاعا في المداخيل وعدد الزائرين، مما دفعها لتنفيذ مشروعات كبرى لاستيعاب الحركة السياحية المتزايدة.
ويقول رئيس مجلس إدارة شركة الخياط الخاصة للتجارة والمقاولات -التي تتولى بناء وتطوير عدد من الفنادق الكبرى في قطر والمنطقة- معتز الخياط إن عائدات فنادق فئة أربع وخمس نجوم في قطر ارتفعت عام 2013 إلى نحو مليار دولار أميركي، بزيادة 13% عن عام 2012.
وأشار إلى أن ثورات الربيع العربي لعبت دورا مهما في توجه السياح إلى قطر، خصوصا مع ارتفاع مستوى الخدمات الفندقية والمنتجعات السياحية لمعدلات تفوق مستوى الخمس نجوم.
وقال الخياط إن قطر ودول الخليج تشهد ارتفاعا كبيرا في حجم المشروعات الفندقية الجاري تنفيذها لاستيعاب الحركة السياحية المتزايدة.
ومن أبرز تلك المشروعات فندق "دبل تري" من فنادق "هيلتون" الجاري إنشاؤه في قطر، والمقرر افتتاحه في الربع الأخير من العام الجاري، ويضم 187 غرفة فاخرة، ويشيد بالمنطقة السياحية القريبة من سوق "واقف" وسط الدوحة ومتحف الفن الإسلامي.

زيادة النزلاء
وفي دبي، أعلنت دائرة السياحة أن فنادق المدينة الإماراتية استقبلت خلال العام الماضي أكثر من 11 مليون نزيل بزيادة تقدر بأكثر من مليون نزيل عن عام 2012، أي بنسبة بلغت 10.6%.
ومن الدول العشر الأولى في قائمة زوار دبي السعودية، والهند، وبريطانيا، والولايات المتحدة، وروسيا، والكويت، وألمانيا، وعمان، وإيران، والصين.
ويرى باتريك أنطاكي الخبير السياحي والمدير العام لمنتجع "المها الصحراوي" بدبي أن البنية التحتية الكبيرة التي تتمتع بها الإمارات -خصوصا في مجال المطارات وشركات الطيران والفنادق- تعد سببا رئيسيا في إقبال السياح الأوروبيين على الإمارات.
وأوضح أنطاكي -إلى جانب هذا السبب- أن الإمارات أصبحت تستقطب نسبة كبيرة من السياحة العربية التي كانت تتوجه إلى دول شمال أفريقيا في أشهر الصيف، لكن بعد الأحداث السياسية الأخيرة اتجهت للسياحة بدول الخليج، وفي مقدمتها الإمارات، حسب قوله.
في السياق ذاته، قال المدير العام لفندق غلوريا بدبي فريدي فريد إن حملات الترويج الكبرى -التي تنظمها الإمارات في أسواق السياحة العالمية- لعبت دورا كبيرا في استقطاب السياح الغربيين، إلى جانب توافر كافة وسائل الراحة والاستمتاع للسائح الأوروبي، مما يجعلها الوجهة المفضلة بالمنطقة.
قطاع السياحة في أبوظبي سجل أيضا نتائج قياسية خلال العام الماضي مع ارتفاع عدد نزلاء المنشآت الفندقية في الإمارة بنسبة 18% مقارنة بعام 2012 |
نتائج قياسية
وتشير الأرقام إلى أن قطاع السياحة في أبوظبي سجل أيضا نتائج قياسية خلال العام الماضي مع ارتفاع عدد نزلاء المنشآت الفندقية في الإمارة بنسبة 18% مقارنة بعام 2012 ليصل إلى 2.8 مليون نزيل، متجاوزا المستويات المستهدفة وقدرها 2.5 مليون نزيل.
من جانبها، أعلنت إمارة عجمان أنها سجلت زيادة في حجم الإيراد الفندقي خلال العام الماضي بنسبة 34.6% مقارنة بعام 2012.
وقال المدير العام لدائرة التنمية السياحية في عجمان فيصل أحمد النعيمي إن عدد الغرف الفندقية بالإمارة ارتفع إلى 2610 غرف العام الماضي مقارنة
بـ2503 غرف عام 2012، موضحا أن عدد الفنادق بالإمارة ارتفع إلى 11 فندقا في 2013، وبلغ عدد منشآت الشقق الفندقية 18 منشأة.
على صعيد موازٍ، أعلنت وزارة السياحة العُمانية أن عدد السياح والزوار لسلطنة عمان ارتفع خلال العام الماضي بنسبة تزيد على 16% مقارنة بعام 2012.
وأفادت وكيلة وزارة السياحة العُمانية ميثاء المحروقية بأنه جارٍ تنفيذ مشروعات كبرى وتطوير وتوسيع البنية التحتية للسلطنة لاستيعاب الحركة السياحية المتزايدة.
وأشارت إلى أن سلطنة عمان تقدم حزمة من الحوافز التشجيعية للمستثمرين في القطاع السياحي من خلال إعطائهم أراضي بحق الانتفاع وبعض الإعفاءات الضريبية لمدة خمس سنوات.