ديون العراق الخارجية.. مشكلة تتوارثها الحكومات

epa000277062 A US joint economic commission (R) and an Iraqi delegation (L)hold a meeting 17 September 2004 in Baghdad, Iraq. The tow delegations discussed economic issues, such as debt rescheduling. EPA/Ghaith Abdul-Ahad/POOL
اجتماع سابق للجنة مشتركة عراقية أميركية تبحث إعادة جدول ديون العراق (الأوروبية-أرشيف)

علاء يوسف-بغداد

اعتبر اقتصاديون عراقيون أن إنهاء ملف ديون العراق الخارجية سينعكس إيجابا على اقتصاد البلد لأنه يشجع الشركات الأجنبية على الاستثمار داخل البلد وتطوير القطاع المصرفي.

وقالت عضوة اللجنة المالية النيابية نجيبة نجيب إن العراق ترتبت عليه فوائد كبيرة جراء الديون التي اقترضها النظام السابق من عدة دول عربية وأجنبية، وأضافت نجيبة للجزيرة نت أنه لا يمكن تحديد هذا المبلغ حاليا لأن المفاوضات مستمرة مع هذه البلدان من أجل تخفيضها أو إسقاطها.

وأضافت النائبة أن بغداد ملزمة بإنهاء ديون نادي باريس عام 2018 بعد دفع جميع الفوائد المترتبة لأنها حددت وفق اتفاقيات دولية، وأشارت إلى أن العراق ما زال مدينا للكويت بمبلغ سبعة مليارات دولار، وأن عدة دول قامت بإسقاط ديونها على العراق، في خطوة مهمة لتعزيز العلاقات الثنائية والتجارية.

من جهة أخرى، قال مظهر محمد صالح نائب محافظ البنك المركزي السابق إنه عندما يكون البلد قادرا على تسديد ديونه فإن ذلك يبعث برسائل إيجابية للعالم، موضحا في تصريح للجزيرة نت أن ذلك يطمئن المستثمرين والمؤسسات المالية الدولية عندما يريد العراق الاقتراض منها، كما أن الأمر يؤدي إلى تعزيز تعاملات المصارف العراقية مع نظيرتها الأجنبية.

‪نجيبة نجيب: بغداد ملزمة بدفع ديون‬ (الجزيرة)
‪نجيبة نجيب: بغداد ملزمة بدفع ديون‬ (الجزيرة)

نادي باريس
وأضاف صالح أن نادي باريس وافق على خصم 80% من ديون العراق بشرط أن يقوم بدفع فوائد تبلغ 5.8%، وتبلغ تلك الديون 7.2 مليارات دولار على شكل سندات تسدد على مراحل خلال عشرين عاما، ودعا المتحدث سلطات العراق إلى القيام بتصميم ائتماني لديونه لأنه لا يملك تصنيفا ائتمانيا، مما جعله يستقر في التصنيف "بي" (B).

ونبه صالح إلى أن العراق ما زال يواجه مشكلة كبيرة في الديون السيادية (ديون خارج نادي باريس)، وهي مستحقة 
لـ53 دولة، تسع منها لم يتم الاتفاق معها على تخفيضها أو إسقاطها، وعلى رأسها السعودية وقطر والكويت والإمارات، مبينا أن الإمارات أعلنت في وقت سابق تخفيض ديون العراق، ولكن لم تنفذ ذلك.

وأشار صالح إلى أن جميع الديون الخليجية تم اقتراضها أثناء الحرب العراقية الإيرانية في ثمانينيات القرن الماضي، وهناك حاجة إلى مفاوضات جدية لكي تخفض خصوصا أن دول الخليج ليست في حاجة لها، على حد قوله.

أنواع الديون
من جانب آخر، قال الاقتصادي سلام عادل إنه وفق التقارير الرسمية الصادرة عن مؤسسات الدولة فإن ديون العراق تناهز 39 مليار دولار، وهي مصنفة لأربع فئات: ديون نادي باريس، وديون دول خارج نادي باريس، وديون دول الخليج، وديون الدائنين التجاريين.

وأوضح أن هناك عددا كبيرا من الدول خفضت ديونها مثل الولايات المتحدة وقبرص والدانمارك وروسيا وبلغاريا وتونس وصربيا والجزائر ومالطا وسلوفاكيا.

‪ميثم لعيبي: الحكومة العراقية المقبلة‬ (الجزيرة)
‪ميثم لعيبي: الحكومة العراقية المقبلة‬ (الجزيرة)

ويرى رئيس قسم العلوم المالية والمصرفية في الجامعة المستنصرية ميثم لعيبي أن مشكلة ديون العراق الخارجية
لم تحل بشكل جذري على الرغم من الترتيبات التي حصلت بموجبها على إلغاء نسبة 80% من تلك الديون، وأضاف أن قيمة هذه الديون بلغت آخر العام الماضي أقل من نصف الديون التي ورثها العراق عام 2003.

جيل جديد
وأوضح لعيبي أن العراق دخل في ما أسماه "الجيل الجديد" من الديون، ويقصد أنه دخل في مرحلة الديون التي سترثها حكومة ما بعد انتخابات 2014 من الحكومات السابقة، وهذه ديون مركبة من جزأين، الأول يرتبط بأن العراق لم يتمكن من التخلص من الديون الموروثة بسبب عوامل مختلفة ترتبط بعدم التوصل لاتفاقات ملائمة مع الدائنين السابقين.

ويرتبط الجزء الثاني بالديون الجديدة التي حصل عليها العراق من جهات عدة، مثل صندوق النقد الدولي وغيره، ويرجع سبب عدم سدادها إلى عجز الدولة عن النهوض بصادراتها النفطية، وأيضا عدم القدرة على تحصيل إيرادات أخرى خارج النفط، فضلا عن التسارع الكبير في حجم الإنفاق وعدم ترشيده.

المصدر : الجزيرة