اختتام أسبوع ببلجيكا للترويج للتجارة العادلة

مواطنون يشاركون في الاحتفاء بأسبوع التجارة العادلة في عام 2013، أنفق البلجيكي في المتوسط 8,6 يورو مقابل منتجات تحمل علامة التجارة النزيهة
بلجيكيون يشاركون في أسبوع لزيادة الوعي والإقبال على التجارة العادلة (الجزيرة)

لبيب فهمي-بروكسل

يسدل الستار اليوم عن الدورة الثالثة عشرة من أسبوع التجارة العادلة أو الأخلاقية التي شهدتها بلجيكا منذ بداية الشهر الجاري. وتُعرف التجارة العادلة بأنها تهتم بالإنسان والبيئة بدل التركيز على الربح فقط.

وتقول كارلين ووتر، وهي عضو بمنظمة تدعم منتجات الدول النامية، إن التجارة العادلة هي شراكة تجارية تعتمد على الحوار والشفافية والاحترام، وتهدف إلى تحقيق قدر أكبر من العدالة في التجارة الدولية، مع المساهمة في التنمية المستدامة من خلال توفير ظروف أفضل للتجارة وتأمين حقوق المنتجين والعمال المهمشين خاصة في دول الجنوب.

وبالإضافة إلى المنتجات المعروفة عندما يتعلق الأمر بالتجارة العادلة، مثل المنتجات الفلاحية كالموز أو القهوة أو الصناعية كالشكولاتة، كان بإمكان المستهلكين العثور أيضا على مجوهرات وهواتف ذكية صنعت من معادن لا تأتي من المناطق التي يسيطر عليها أمراء الحرب، ويتم تجميع عناصرها في مصانع تمنح ظروف عمل لائقة للعمال.

ومن أهم الأنشطة التي شهدها أسبوع التجارة العادلة تلك المنظمة في المدارس لتوعية التلاميذ والطلبة بهذا النوع من التجارة، إذ يمكن للمدارس المشاركة في هذا الأسبوع عبر منح وجبات الطعام اليومية من التجارة العادلة، والمشاركة في مسابقة للفوز بأفضل مشروع حول دعم التجارة العادلة، والتي يعلن عن نتائجها في نهاية السنة الدراسية.

‪رغم أن أغلب البلجيكيين سمعوا بالتجارة العادلة، فإن أقل من نصفهم اشتروا إحدى سلع هذه التجارة‬ (الجزيرة)
‪رغم أن أغلب البلجيكيين سمعوا بالتجارة العادلة، فإن أقل من نصفهم اشتروا إحدى سلع هذه التجارة‬ (الجزيرة)

زيادة المبيعات
وتقول كارلين غروسيمن من مكتب التعاون الإنمائي البلجيكي المنظم للأسبوع، إن مبيعات منتجات التجارة العادلة في العالم ناهزت قيمتها عام 2012 ما بين 5.5 مليارات يورو (قرابة سبعة مليارات دولار) وستة مليارات يورو (7.5 مليارات دولار)، مقابل مليار يورو (1.2 مليار دولار) في عام 2003.

وفاق عدد المنتجات التي تستعمل علامة التجارة العادلة ثلاثين ألفاً في سبعين دولة، وأضاف غروسيمن أن عدد المنتجين والعمال الذين يستفيدون من التجارة العادلة يرتفع باستمرار في دول الجنوب، إذ تضاعف بين عامي 2000 و2007 عدد الأعضاء المنضوين في شبكة التجارة النزيهة التي تتكلف بمنح العلامة التجارية للشركات والمنتجين.

وأشارت المتحدثة نفسها إلى أن أكثر من مليوني منتج وعامل في أفريقيا وآسيا وأميركا الجنوبية استفادوا في عام 2012 من التجارة العادلة، وأن هؤلاء المنتجين والعمال منخرطون في ألف وأربعمائة منظمة مهنية مثل التعاونيات والجمعيات في 75 بلدا، وباحتساب أفراد عائلاتهم فإن العدد الإجمالي للمستفيدين من التجارة العادلة يبلغ عشرة ملايين.

سلوك المستهلكين
وتشير ليلى دوفورس من منظمة هافلار للمنتجات العادلة إلى أن دراسات خلصت إلى أن المستهلكين يفضلون تفادي القلق حول نزاهة المنتجات، مفترضين أن هذه المسؤولية ملقاة على عاتق المستوردين، وتضيف دوفورس في تصريح للجزيرة نت أن نجاح التجارة النزيهة يعتمد بشكل واضح على العرض، و"هذا هو السبب الذي يدفعنا في بلجيكا إلى تركيز أنشطتنا في المستقبل على رفع العرض".

وبحسب دراسات لمنظمات دعم التجارة العادلة، فإن حوالي 85% من البلجيكيين سمعوا بفكرة التجارة العادلة، ولكن فقط 54% منهم فقط اشتروا منتوجا واحدا من منتجات هذه التجارة على الأقل في السنة.

المصدر : الجزيرة