تصاعد الاحتجاج على خطة تنمية قناة السويس

epa02251924 A container vessel passes the Suez Canal in Ismailia, Egypt, on 17 July 2010. The 192 kilometer long canal linking the Mediterranean Sea and the Red sea is a major source of foreign currency revenue for Egypt, along with tourism.
undefined

تواجه خطة الحكومة المصرية لتطوير الأراضي المتاخمة لقناة السويس معارضة قوية في محافظات القناة التي كانت نقاط اشتعال للعنف في وقت سابق، وقد تهدد الملاحة في هذا الممر المائي الإستراتيجي، ويقول مسؤولون مصريون إن مشروع قانون تنمية إقليم قناة السويس، الذي يستهدف توفير ايرادات سنوية قدرها مائة مليار دولار، يرمي إلى تجاوز الإجراءات البيروقراطية وإنشاء مركز لصناعة الشحن البحري على طول خط القناة الذي يمتد لنحو 192 كيلومتراً.

بالمقابل يقول المعارضون إن المشروع يعطي الرئيس محمد مرسي سلطات مطلقة في نزع ملكية الأراضي لصالح المشروع، ففي الشهر الماضي اقتحم محتجون في بورسعيد مؤتمرا لعرض خطة تنمية الميناء وطردوا الحاضرين.

وإذا كانت المظاهرات اقتصرت على المباني الحكومية، إلا أن نشطاء في منطقة السويس والمناطق المحيطة يقولون إنهم قد يسعون لتعطيل الملاحة في القناة إذا صودق على المشروع المذكور، وقد اتسع نطاق معارضة المشروع في الأسابيع القليلة الماضية، إذ تسعى مجموعة من كبار ضباط الجيش المتقاعدين لإقناع الجيش بمنع تنفيذ المشروع، ويقول عبد الرافع درويش -وهو لواء بالمعاش- إن الشركات الأجنبية ستستولي على الأرض إذا لم تتمكن مصر من سداد الصكوك.

نشطاء في منطقة السويس يهددون بوقف الملاحة بقناة السويس إذا مرر مشروع لتطويرها، في حين تقول القاهرة إن مثل هذه التحركات تشكل تهديدا للأمن القومي

جهود منسقة
وذكر نشطاء في السويس والإسماعيلية وبورسعيد أنهم ينسقون جهود المعارضة، وهددوا بتصعيد احتجاجاتهم وتعطيل عمليات مركز المراقبة الرئيسي في القناة، وقال محمد حنفي، وهو ناشط بارز في الإسماعيلية "أتمنى ألا نصل إلى وقف الملاحة في تصعيدنا، لكن إذا مرر القانون فإننا سنصل إلى هذه الدرجة وهي أعلى درجات التصعيد".

وتقول القاهرة إن تحركات من هذا القبيل تشكل تهديدا للأمن القومي، وشدد المتحدث باسم الحكومة علاء الحديدي على أن هناك خطوطا حمرا محددة، و"أن من يعتقد أنه يمكنه تعطيل الملاحة في القناة سيتم التعامل معه على أنه يقوم بعمل ضد الأمن القومي المصري".

وينص مشروع القانون على "أن الرئيس المصري يملك صلاحية تحديد نطاق إقليم قناة السويس، وهو من يعين ويقيل أعضاء هيئة مجلس إدارة المشروع، وأن لهذه الأخيرة صلاحية تملك الأراضي والعقارات بما في ذلك نزع الملكية للمنفعة العامة وفقاً للقانون"، كما ينص مشروع القانون على أن أموال الهيئة تعتبر أموالاً خاصة.

الأراضي والصكوك
ويقول معارضو المشروع إن هذا البند سيسمح للدولة باستخدام الأراضي كأصول تضمن الصكوك التي ستصدرها القاهرة لأول مرة، وهو ما يتيح للمستثمرين الاستيلاء عليها إذا عجزت الدولة عن سداد قيمة الصكوك، على حد قولهم.

ويرى إسلام مصدق -وهو ناشط بارز في منطقة السويس- إنه يخشى أن تستغل بعض الدول التي لديها مصالح مع جماعة الإخوان المسلمين مثل قطر حقوقها في الأراضي وتستفيد من هذا البند، وقال المتحدث باسم الحكومة علاء الحديدي إن مسودة القانون "أعيدت صياغتها بطريقة شاملة وإنها ستقدم للحكومة".

وتمثل قناة السويس مصدرا أساسيا للخزينة المصرية، حيث تبلغ الايرادات السنوية من الرسوم التي تدفعها السفن مقابل عبور القناة حوالي خمسة مليارات دولار، كما أنها شريان حيوي للتجارة العالمية وخصوصا البضائع والنفط المتجهة نحو أوروبا.

المصدر : رويترز