ثلث الفلسطينيين يتلقون مساعدات غذائية
ضياء الكحلوت-غزة
وبحسب تقرير أصدره معهد الأبحاث والسياسات الاقتصادية "ماس" فإن قطاع غزة عانى على مدار السنوات العشر الماضية من نقص مستمر في الغذاء، لكن الحاجة إلى الغذاء زادت بشكل ملحوظ فيه بعد العام 2007.
ورصد المعهد الفلسطيني ما أسماه بعض العوامل التي أدت لذلك في غزة، منها إلحاق أضرار جسيمة بالزراعة والثروة الحيوانية في القطاع خلال عدوان إسرائيل الأخير، إضافة إلى أضرار من المنخفض الجوي.
وذكر المعهد أن المساعدات الغذائية الموجهة للحد من فقدان الأمن الغذائي للعائلات الفلسطينية زادت ووصل مجموعها عبر آلية "النداء الموحد" إلى أكثر بقليل من مليار دولار خلال العقد الماضي، مشيراً إلى أن 1.6 مليون فلسطيني ستصلهم المساعدات الغذائية في 2013.
مساعدات الحكومة
من ناحيته قال نائب رئيس الوزراء وزير الشؤون الاجتماعية في غزة زياد الظاظا إن حكومته تقدم مساعدات لـ25 ألف أسرة (متوسط عدد الأفراد لكل أسرة في القطاع 6.7)، بالإضافة إلى المساعدات الأخرى التي يتلقاها المواطن من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين في الشرق الأدنى (الأونروا) وغيرها.
وبينّ الظاظا في حديث للجزيرة نت أن المساعدات التي تُقدم للفلسطينيين في غزة لا تكفي لسد الحد الأدنى من احتياجاته، مشيرا إلى أن الضغط الاقتصادي الذي يتعرض له المواطن في غزة يتحول إلى ضغط اجتماعي ونفسي.
وذكر الظاظا أن العوز في القطاع ناجم عن استمرار الحصار وعملية تقييد حركة التصدير والاستيراد التي تعمل على إتاحة الفرصة أمام العاطلين عن العمل وتنهي حاجتهم، مشيرا إلى أن التغلب على النسبة المرتفعة للمعوزين تصطدم بواقع الحصار الاقتصادي.
وأشار إلى أن حكومته تقدم مساعدات عاجلة ومكثفة للحالات الاستثنائية في غزة، وكذلك رممت بعض المساكن للأسر الأشد فقرا، إلى جانب مشروع التوظيف المؤقت الذي يستهدف تقليص البطالة.
من جهته قال المستشار الإعلامي للأونروا عدنان أبو حسنة إن منظمته تقدم مساعدات لـ750 ألف لاجئ في القطاع ضمن برنامج الطوارئ الذي أطلق في غزة والضفة.
وبينّ أبو حسنة للجزيرة نت أن الأونروا كذلك تقدم لـ106 آلاف لاجئ مساعدات غذائية ونقدية من البرنامج العادي، في حين قدر قيمة المساعدات المقدمة ضمن برنامج الطوارئ بمائة مليون دولار سنوياً.
وذكر أن مواطني غزة بحاجة ماسة إلى المساعدات الغذائية في ظل استمرار الحصار الذي يمنع نهوض القطاع الخاص، مشددا على أنه لن تكون هناك نهضة اقتصادية في غزة دون السماح بالتصدير منه.
وبحسب أبو حسنة فإن 80% من مواطني القطاع يعتمدون على الإغاثة الغذائية، نافيا أن يكون تقديم المساعدات الغذائية يتم على حساب الخدمات الأخرى الأساسية التي تقدمها الأونروا للاجئين كالتعليم والصحة العامة.
خطة وطنية
بدوره يعتقد مدير شبكة المنظمات الأهلية في قطاع غزة أمجد الشوا أن نسبة تلقي المساعدات في قطاع غزة أكثر من ثلث السكان نتيجة لتداعيات الحصار والتدمير الإسرائيلي الممنهج للبنية التحتية والبطالة المرتفعة.
وقال الشوا للجزيرة نت إن العديد ممن يتلقون رواتب في غزة أيضاً يعيشون تحت خط الفقر، لأن ما يدفع لهم لا يلبي احتياجاتهم الرئيسية في ظل الغلاء والحصار الذي يساهم بشكل رئيسي في تعميق الأزمة الإنسانية.
وطالب الشوا بخطة وطنية فلسطينية تُدعم من الدول العربية والمجتمع الدولي لإحداث نقلة حقيقية في توجهات التمويل تجاه مشاريع تحقق شكلاً من أشكال التنمية التي تخفض بدورها الحاجة الإنسانية.