الربح والخسارة بحرب الصين واليابان

epa03362341 A photograph made available on 15 August 2012 and dated 07 April 2012 showing Japanese and Taiwan coastguard ships in a standoff near Diaoyu Islands. Media reports on 15 August 2012 state that seven activists seeking to declare China's claim to a group of Japanese-controlled islands swam to one of the Diaoyu Islands from a fishing vessel on 15 August the Japan Coast Guard statee. The other two swam back to the vessel before being questioned by Japanese authorities. EPA/DAVID CHANG
undefined

عزت شحرور-بكين
 
ينذر النزاع بين الصين واليابان على مجموعة من الجزر بحرب تجارية بين ثاني وثالث أكبر اقتصادين في العالم, خاصة مع تعليق عدد من الشركات اليابانية أنشطتها في البر الصيني, وتعرض أخرى للاعتداء.

فقد أعلنت شركات يابانية في الصين تعليق أو تجميد أعمالها مؤقتا, كما أغلق الكثير من المطاعم والمحال التجارية اليابانية أبوابها بعد تعرض مصانع وممتلكات يابانية لاعتداءات من محتجين صينيين غاضبين دعوا إلى مقاطعة البضائع اليابانية في مظاهرات واسعة النطاق شملت عشرات المدن في مختلف أنحاء الصين.

وضمت القائمة شركات يابانية عملاقة مثل هوندا وتويوتا ونيسان لصناعة السيارات، وكذلك بانوسونيك وكانون لصناعة الإلكترونيات, إضافة إلى بعض متاجر التجزئة مثل سلسلة سيفن-إليفن التي تمتلك نحو 180 فرعا في مختلف المدن الصينية.

ويتنازع البلدان على جزر في بحر الصين الشرقي يسميها الصينيون "دياويو", واليابانيون "سنكاكو", وأثار اعتزام طوكيو شراء جزر من "مالكيها" اليابانيين مظاهرات غاضبة في الصين التي أرسلت سفنا عسكرية إلى المنطقة المتنازع عليها.

تجارة مهددة
وتنتشر في الصين حوالي 50 ألف شركة يابانية تشغل أكثر من 20 مليون عامل صيني. وقد وصل حجم التبادل التجاري بين العملاقين الاقتصاديين الآسيويين إلى نحو 343 مليار دولار.

وبينما يرى خبراء اقتصاديون أن تداعيات هذه المواجهة التجارية إذا ما استمرت ستطول الجانبين, يعتقد خبراء صينيون أن الجانب الياباني سيطوله الجزء الأكبر من الخسارة.

ميكو للإلكترونيات واحدة من الشركات اليابانية التي علقت نشاطها في الصين (الفرنسية)
ميكو للإلكترونيات واحدة من الشركات اليابانية التي علقت نشاطها في الصين (الفرنسية)

واستندوا في ذلك إلى بيانات توضح أن قيمة الصادرات الصينية إلى اليابان في العام الماضي وصلت إلى 149 مليار دولار تشكل حوالي 8% من إجمالي الصادرات الصينية، فيما بلغت قيمة الواردات الصينية من اليابان في هذه الفترة حوالي 195 مليار دولار تشكل 19% من إجمالي الصادرات اليابانية إلى الخارج.

وأشاروا إلى أن أي تأثير على الاستثمارات الصينية المباشرة في اليابان سيؤدي إلى إلحاق أضرار وخسائر إضافية على اقتصاد هذا البلد الذي دخل مرحلة إعادة هيكلة بسبب أضرار زلزال فوكوشيما.

وقد دفع ذلك الشركات اليابانية التي كانت ترفض تحويل التقنية والقطاعات ذات تركز رأس المال إلى الصين إلى إعادة النظر في إستراتيجياتها, والتفكير في نقل جزء من قواها الإنتاجية إلى الصين, وبالتالي سيصعب عليها أن تنسحب أو أن تجد أبواب السوق الصينية فجأة مغلقة وفقا للخبراء الصينيين.

فتغيّر تكلفة الإنتاج والابتكار التقني جعل من قطاع الأدوات الكهربائية المنزلية -التي كانت تعد فخر الصناعة اليابانية- بحاجة إلى اعتماد التحول والارتقاء وإعادة النظر في إستراتيجيات التوزيع والتسويق في الخارج ومحدودية صمودها أمام منافسة البضائع الصينية كما يرى أحد الخبراء الاقتصاديين الصينيين.

وأضاف هذا الخبير أن نمو البنية التحتية للصناعات الصينية, واتساع نطاق السوق الصينية, والكثافة البشرية الهائلة, ونمو النزعة الاستهلاكية لدى الصيني, والاستقرار والانتعاش الاقتصاديين مما تشهده الصين كلها ميزات تفتقر إليها اليابان مقارنة بالواقع الصيني.

وترى الصين "أن بعض الإجراءات العقابية التي كانت قد فرضتها سابقا على اليابان نجحت في إلحاق أضرار كبيرة على الاقتصاد الياباني, وأجبرت طوكيو على "التزام الانضباط".

وهي تشير بذلك إلى قيام بكين في وقت سابق بفرض ضرائب انتقامية وصلت إلى نسبة 100% على السيارات والهواتف والعديد من المنتجات الإلكترونية اليابانية، ردا على قيام طوكيو بفرض إجراءات وحواجز على صادرات البصل الصيني الأخضر إلى اليابان فيما عرف باسم "حرب البصل".

المصدر : الجزيرة