جهود لاحتواء آثار حظر النفط الإيراني

epa00161256 Fuel tanks facing Tokyo Bay at Kawasaki Port, Saturday 27 March
undefined

يتوقع أن يطلب الرئيس الأميركي باراك أوباما دعما من الزعماء الآخرين لمجموعة الثماني للسحب من الاحتياطيات النفطية الإستراتيجية في وقت لاحق من صيف العام الحالي، مع بدء سريان حظر للاتحاد الأوروبي على واردات الخام من إيران.

وقالت وكالة أنباء كيودو اليابانية إن من المتوقع أن يدعم رئيس الوزراء يوشيهيكو نودا الدعوة التي تأتي بعد بضعة أشهر من مناقشات مع حلفاء رئيسيين لأميركا من بينهم بريطانيا وفرنسا.

وتعتبر هذه أول إشارة إلى أن اليابان -التي تملك ثاني أكبر احتياطيات نفطية بالعالم بعد الولايات المتحدة- ربما تدعم هذا التحرك.

صادرات إيران قد تنخفض بشكل حاد ابتداء من يوليو/تموز مع بدء سريان عقوبات صارمة جديدة للاتحاد الأوروبي على شحنات النفط

وقالت كيودو إن أوباما سيقدم الطلب أثناء مناقشة بشأن قضايا الطاقة السبت باجتماع مجموعة الثماني الذي سيعقد في كامب ديفد، مؤكدا الحاجة لاستقرار أسعار النفط وإظهار التضامن في ممارسة مزيد من الضغوط على إيران.

ولم تذكر الوكالة أي تفاصيل عن موعد لمثل هذا الاستخدام للاحتياطيات النفطية المخصصة للطوارئ، لكن محللين كثيرين يقولون إن صادرات إيران قد تنخفض بشكل حاد ابتداء من يوليو/تموز مع بدء سريان عقوبات صارمة جديدة للاتحاد الأوروبي على شحنات النفط.

خطة أوباما الوقائية
ويشير التقرير إلى أن أوباما ربما يتطلع للمضي قدما في خطة وقائية لاستخدام المخزونات التي تحتفظ بها الحكومات لتعويض فقدان محتمل للإمدادات الإيرانية، بالرغم من أن أسعار النفط هبطت بأكثر من 12% هذا الشهر، وهو هبوط دفع البعض للاعتقاد بأنه قد يؤجل تلك الخطط.

وقال تقرير كيودو إنه لم يتضح هل ستؤيد الدول الأخرى الأعضاء بمجموعة الثماني دعوة أوباما.

وتميل بعض الدول مثل ألمانيا إلى مقاومة استخدام الاحتياطيات النفطية المخصصة للطوارئ، في حين أشارت دول أخرى من بينها بريطانيا وفرنسا إلى استعدادها للانضمام.

من ناحية أخرى أشار مصدر دبلوماسي فرنسي إلى أن الرئيس الاشتراكي المنتخب حديثا فرانسوا هولاند مستعد أيضا للمشاركة بجهود استخدام الاحتياطيات النفطية التي تحتفظ بها الحكومات، وذلك في تغيير لموقفه السابق على الانتخابات.

وقال مفوض الطاقة الأوروبي جونتر أوتينجر إن المفوضية الأوروبية على اتصال وثيق مع واشنطن ووكالة الطاقة الدولية، لكنه لا يرى حاجة فورية لأي استخدام لمخزونات الطوارئ.

أسعار تهدد التعافي
من ناحية أخرى قال كبير اقتصاديي وكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول إن أسعار النفط مازالت تهدد التعافي الهش للاقتصاد العالمي، مضيفا أن الوكالة تبقى مستعدة لإطلاق كميات من مخزونات الطوارئ إذا اقتضت الضرورة.

بيرول: العراق هو البلد الوحيد بالعالم الذي يمكن أن يزيد إنتاج النفط بدرجة كبيرة في ظل تراجع الحقول القائمة وزيادة الطلب في الاقتصادات الناشئة

وارتفع سعر خام مزيج برنت المستخرج من بحر الشمال إلى أكثر من 128 دولارا في مارس/آذار قبل أن يتراجع تدريجيا ليفقد نحو 15 دولارا على مدى الشهرين المنصرمين، مع انحسار التوترات بالشرق الأوسط وزيادة إمدادات النفط.

وأبلغ بيرول قمة رويترز 2012 العالمية للطاقة والبيئة في باريس أنه "حتى الأسعار الحالية فإنها شديدة الارتفاع بالنسبة للسياق الاقتصادي الحالي".

ومن بين الأطراف المستفيدة من ارتفاع أسعار النفط منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وروسيا.

ومن المرجح أن تصل إيرادات أوبك عام 2012 إلى 1.2 تريليون دولار بزيادة قدرها 140 مليارا عن 2011 إذا استمرت أسعار النفط عند المستويات الحالية.

وستصل إيرادات روسيا من صادرات النفط والغاز إلى أربعمائة مليار دولار أو نحو 25%  من ناتجها المحلي الإجمالي.

وأعاد بيرول التأكيد على أن الوكالة التي تقدم المشورة لـ28 بلدا صناعيا في مسائل الطاقة مازالت مستعدة لضخ كميات من مخزونات النفط الإستراتيجية عند الضرورة.

وقال إن العراق هو البلد الوحيد بالعالم الذي يمكن أن يزيد إنتاج النفط بدرجة كبيرة في ظل تراجع الحقول القائمة، وزيادة الطلب في الاقتصادات الناشئة.

ومن المحتمل أن يكون العراق أحد آخر مناطق إنتاج النفط المهمة غير المستكشفة بعد عقود من الإهمال بسبب الحروب والعقوبات.

وأضاف بيرول "إذا لم ترد أنباء جيدة من العراق فإن ذلك سيكون نبأ سيئا لتوقعات النفط العالمية بالمدى القصير والمتوسط والطويل".

المصدر : رويترز