العراق بديلا لتركيا بقطاع النقل


علاء يوسف-بغداد
أكدت الشركة العامة لسكك الحديد العراقية توقيع اتفاقية تعاون مع الجانب السوري لنقل البضائع والمسافرين، مشيرة إلى استكمال التزاماتها، بانتظار استكمال الجانب السوري لوصلة سككية تبلغ 150 كلم.
وذكر المتحدث الرسمي باسم الشركة العامة لسكك الحديد العراقية جواد الخرسان أن الشركة وقعت اتفاقية تعاون مع الجانب السوري على هامش مؤتمر الترانزيت الذي أقيم في 2 أبريل/نيسان بباكو عاصمة أذربيجان تقضي بتشغيل الخط الجديد الذي يربط بين المنطقة الغربية والحدود السورية، إضافة إلى الخط القديم الذي يربط العراق بسوريا من مدينة الموصل.
وأوضح الخرسان في حديث لصحيفة العالم العراقية الأسبوع الماضي أن هذا الخط الجديد يبدأ من المنطقة الغربية في محافظة الأنبار لينتهي في مدينة حلب السورية، وأكد أنه من الخطوط السريعة الخاصة بنقل البضائع والمسافرين.
خطوة أولى
ويقول المهندس رافع يوسف عباس المدير العام للسكك الحديدية العراقية للجزيرة نت إن المشروع يعد خطوة أولى لربط العراق بالعالم عبر مشروع القناة الجافة، وهي خطوة إيجابية في ميدان النقل السريع الذي يتطلع إليه الغرب والعالم عبر العراق، إذ إن حجم التجارة العالمية قد تضاعف وبحاجة إلى طرق نقل جديدة، وإن تفعيل النقل السككي مع الجانب السوري يعد أولى خطوات تحقيق هذا الهدف.
ويشير عباس إلى أنه تم الاتفاق على إقامة نقطة سيطرة مشتركة على الحدود، تتكون من عناصر مشتركة من كلا البلدين بغية تسهيل مهمة النقل سواء للبضائع أو المسافرين، وتساعد على فحص البضائع الداخلة والخارجة من قبل كوادر متخصصة في هذا المجال، بما لا يحمل الاقتصاد العراقي أعباء جديدة.
ويضيف عباس أن العراق ينقل بضائع من تركيا إلى العراق عبر القناة الجافة التي تمر بسوريا، مؤكدا التزام الجانبين العراقي والسوري بضرورة التنسيق لزيادة حجم النقل عبر المنفذ الحالي ودراسة وضع اتفاق جمركي بين الدوائر المختصة لدى الطرفين، لوضع آلية ميسرة لنقل ودخول الحاويات على شاحنات السكك الحديدية بين البلدين، فضلا عن الاتفاق على موعد لتثبيت نقطة الربط السككي الجديد بين البلدين في البوكمال والقائم في أبريل/نيسان الجاري، بالإضافة إلى تبادل مسودة اتفاقية النقل السككي. ويتوقع عباس أن يبدأ العمل في هذا الخط نهاية العام 2013.

ويرى أحمد العلواني عضو اللجنة الاقتصادية بالبرلمان العراقي أن هذا المشروع غير مجد حاليا، ويقول في حديثه للجزيرة نت "نتابع باهتمام الشأن السوري والشأن الإيراني لاسيما وإن إيران تتعرض لحصار اقتصادي من قبل مجلس الأمن والولايات المتحدة، والأخيرة عازمة على تشديد العقوبات على إيران".
ويضيف العلواني كذلك أن الأزمة الحالية في سوريا وما سيتمخض عنها من انهيار أمني وسياسي, كل ذلك يجعل مشروع السكك الحديدية غير مجد وفيه مخاطرة كبيرة.
ويؤكد أن الربط السككي مع سوريا وإيران في هذا الوقت فيه بعد سياسي واضح ويراد منه رفع الضغط عن النظامين السوري والإيراني.
مواقف مرحلية
من جهته يرى الدكتور خالد الشمري مدير مركز الخلد للدراسات أن مد خطوط سكك الحديد يحتاج إلى فترة زمنية طويلة، ويؤكد في حديثه للجزيرة نت أن الخط العراقي السوري والخط العراقي الإيراني هام للعراق اقتصاديا، لأنه سيربطه بأوروبا ودول الخليج العربي.
يضيف الشمري "أما إذا كان العراق يريد تخفيف الحصارعن سوريا أو إيران فهذه مواقف مرحلية لا تؤدي إلى نتيجية اقتصادية، ويجب أن يكون هناك جدوى اقتصادية كاملة للمردود الاقتصادي في العراق دون النظر إلى أي اتجاهات سياسية لأنها تؤدي إلى انعكاسات سلبية اقتصادية للعراق.
ويشير إلى أن إيران تستطيع أن تتجاوز الحصار، لأن حدودها تقع مع ثمان دول مجاورة ولها 6600 كيلومتر مربع معها، أما سوريا فبالتأكيد سوف يكون العراق ممرا لها بدل تركيا بعد أن ساءت العلاقة في الآونة الأخيرة بينهما.