إضرابات تهدد عطلات اليونانيين


شادي الأيوبي-أثينا
أعلن العمال في قطاع السفن البحرية في اليونان عن إضراب يستمر 48 ساعة، في تحذير للحكومة لتلبية مطالبهم النقابية إثر انهيار المفاوضات بين الطرفين. ويأتي إعلان الإضراب في وقت يستعد فيه مئات الآلاف من اليونانيين للسفر إلى الجزر اليونانية لقضاء عطلة عيد الفصح مع أسرهم، الأمر الذي دفع الكثيرين منهم إلى إلغاء حجوزهم.
وفي الوقت نفسه أعلن الموظفون في شركة النقل البري الرئيسة في اليونان (كتيل) عن إضراب يستمر 24 ساعة غدا الخميس، وهو اليوم الذي يشهد أكبر حركة تنقل بالحافلات، حيث تصل الحركة إلى 30 ألف مسافر. ويتهم الموظفون مالكي الشركة بالقيام بعمليات طرد مستمرة لهم وبسعيهم لتخفيض معاشاتهم بنسبة 30%.
الحكومة من جهتها اعتبرت أن حركة الإضرابات ستضر بالموسم السياحي بشكل كبير، متعهدة باتخاذ كافة الإجراءات الضرورية للحفاظ على المصلحة العامة.
ويعترض البحارة اليونانيون بشكل رئيس على قرار الحكومة دمج صندوق الضمان الخاص بهم المسمى "بيت البحار" في هيئة الضمان الاجتماعي الجديدة التي شكلتها، حيث يعتبرون أن الهيئة الجديدة ضعيفة ولن تقدم لهم نفس الخدمات التي يقدمها لهم صندوقهم الحالي الذي يضم حوالي 250 ألف شخص من البحارة وأسرهم ومتقاعديهم.

تقليص البطالة
ويوضح رئيس رابطة البحارة اليونانيين أدونيس دالاكويورغوس في مقابلة مع الجزيرة نت أن البحارة اليونانيين العاملين في السفن التجارية اليونانية يطالبون الحكومة باتخاذ إجراءات لمواجهة البطالة التي وصلت في صفوفهم إلى نسبة 35% أي حوالي 8000 بحار.
وقال دالاكويورغوس إن الإمكانيات موجودة لمواجهة البطالة لكن الإرادة غائبة، حيث إن حوالي 850 سفينة ترفع العلم اليوناني في العالم، ويمكن توظيف بحارين أو ثلاثة على كل واحدة منها لحل مشكلة البطالة.
المطلب الآخر المتعلق بالبطالة يتعلق بالتعويض الذي يحصل عليه البحارة العاطلون حسب المسؤول النقابي، حيث يتقاضى العازبون مبلغ 235 يورو شهريا (307 دولارات)، ويتقاضى المتزوجون 292 يورو (382 دولارا) وذلك لمدة سنة واحدة، والمطلوب مضاعفة المبلغ وزيادة مدة الاستفادة إلى سنتين.
وأشار المتحدث نفسه إلى أن بعض الشركات تؤجل دفع رواتب البحارة اليونانيين لمدة تصل إلى ستة أو سبعة أشهر بحجة تدني دخلها لقلة أعداد المسافرين خلال الأيام العادية.
البحارة الأجانب
المطلب الرابع للبحارة هو عدم إلغاء القانون الذي يسمح لليونان بعدم الترخيص للسفن التي تستخدم بحارة أجانب ذوي أجور متدنية للعمل ضمن بحر إيجه اليوناني، الأمر الذي يشكل تهديدا تنافسيا كبيرا للبحارة اليونانيين.
المسؤول النقابي أشار إلى أن مفاوضات نقابة البحارة مع الوزارات المختصة لم تؤد إلى أي نتيجة، ولهذا لجؤوا للإضراب نافيا اتهامات الحكومة بأن وراء الإضراب دوافع سياسية وحزبية.
وقال إن الذي دفع النقابة للإضراب خلال أسبوع الفصح، وهو أمر لم يحدث منذ أكثر من ستين عاما، هو أن الحكومة ستدفع للتصويت منتصف ليلة الأربعاء على قانون دمج "بيت البحار" في هيئة الضمان الجديدة، مما استدعى تحركا حازما من طرف نقابة البحارة.
وبشأن الخطوات القادمة، قال دالاكويورغوس إن النقابيين سوف يجتمعون بعد عطلة الفصح الحالية ويقدرون الموقف، آخذين في حسابهم أنه خلال 20 يوما ستجري الانتخابات العامة وتأتي حكومة جديدة، إضافة إلى الحالة الاقتصادية والسياسية في البلد.
رابطة البحارة اليونانيين ترغب في حماية أعضائها عن طريق الحوار بالدرجة الأولى، لكن إذا فشل هذا المسعى، فهي مستعدة للقيام بتحركات أخرى |
الحوار أولا
وأوضح دالاكويورغوس أن النقابة ترغب في التوصل لحماية أعضائها عن طريق الحوار بالدرجة الأولى، لكن في حال عدم التوصل للهدف بهذه الوسيلة، فهي مستعدة للقيام بتحركات وإضرابات أخرى.
وتشير التقديرات إلى أن حوالي 130 ألف مسافر كان من المفترض أن يستعملوا سفن نقل الركاب اليوم في اليونان لقضاء عطلة عيد الفصح في الجزر اليونانية.
وتضم اليونان أكثر من 2500 جزيرة مختلفة المساحة، أكثر من 165 منها مأهولة بالسكان، أشهرها جزر كريت ورودوس وخيوس وكارفو، وتعد مقصدا لآلاف السياح الأجانب واليونانيين لاسيما خلال فصل الصيف.