قلق سعودي لتراجع طلب أوروبا النفطي

A general view shows Ras Tannura's oil production plant near Dammam in Saudi Arabia's eastern province, 27 December 2004. The world's number one producer and exporter, which already sits on 261 billion barrels of oil reserves, hopes to increase recoverable oil reserves by 200 billion barrels. Saudi Arabia's oil reserves make up a quarter of the global total. AFP PHOTO/BILAL QABALAN
undefined


جدة-ياسر باعامر

قال مستشار وزير البترول السعودي محمد الصبان إن السعودية "تراقب بقلق المشهد الدولي على إثر الأزمات التي تمر بها البلدان الأوروبية والولايات المتحدة الأميركية"، وانخفاض الطلب على نفطها، واتجاهها نحو مصادر الطاقة البديلة الأخرى.

إلا أن الصبان أكد أن هناك زيادة في حجم الإقبال على نفط البلدان الخليجية وخاصة السعودية، كاشفاً أن حجم الطلب الصيني على النفط السعودي بلغ أكثر من مليوني برميل، مقابل انخفاض في حجم الطلب للبلدان المتقدمة بنحو مليوني برميل.

وأضاف الصبان، الذي تحدث أمام منتدى جدة الاقتصادي الثاني عشر المنعقد بجدة، أن الرياض "بدأت تتجه فعلياً نحو اقتصادات الدول الناشئة كإحلال بديل للسوقين الأوروبي والأميركي".

المنتدى الذي افتتح مساء السبت ويستمر حتى السادس من الشهر الجاري، ويشارك فيه أكثر من خمسين خبيرا -محليا ودوليا- اقتصاديا، ويحمل عنوان "ما بعد الآفاق.. اليوم نبني اقتصاد الغد".

غوبتا: اقتصادات الدول الناشئة ثمثل 33% من الاقتصاد العالمي
غوبتا: اقتصادات الدول الناشئة ثمثل 33% من الاقتصاد العالمي

الاقتصادات الناشئة
وأشار كبير المستشارين في معهد الهند والصين أنيل غوبتا إلى أن الاقتصادات الناشئة تمثل حالياً نسبة 33% من مجمل الاقتصاد العالمي، ومن المتوقع أن تمثل 50% خلال السنوات الخمس المقبلة.

وفي تصريح خاص بـ"الجزيرة نت" على هامش المنتدى، قال الاقتصادي سالم العنزي إن الاقتصادات الناشئة هي الأكثر جذباً في المشهد الاقتصادي العالمي، فيما سيعود الاتحاد الأوروبي إلى الركود الاقتصادي ولن يتعافى قبل نهاية العام، في حين سيكون هناك نمو ضعيف جداً للاقتصاد الأميركي، "وقد رأينا مجموعة الثماني كيف وجدت أن العالم لا يمكنه أن يتجاهل الاقتصادات الناشئة" على حد قوله.

ووجه فاتو غوبالا ميلون نائب وزير الخارجية لآسيا والمحيط الهادي في وزارة الخارجية السنغافورية رسالة في المنتدى إلى الولايات المتحدة أثارت أسئلة كثيرة بين الضيوف، حينما قال "ليس صحيحا أن نَصِف التغييرات الواقعة في الغرب بأنها لا تؤثر على العالم، وعلينا أن نعترف بأن هناك نظاماً جديداً قادما من آسيا وبالتحديد من الصين التي تقود مسيرة التنمية، وكذلك الهند التي عالجت بعض القضايا واستطاعت أن تحرز نمواً كبيراً".

وأضاف ميلون أن هناك تكاملا بين دول شرق آسيا، التي لديها مصالح كبيرة بتعافي الاقتصاد في أوروبا، والغرب عموما نتيجة التجارة البينية مع هذه الدول.

وأثناء جلسة بعنوان "ما بعد التكتلات" التي ناقشت السعي لتحقيق النمو الاقتصادي للدول الناشئة في ظل وجود الديون، حدث جدل أميركي باكستاني بين جوزيه فرنانديز مساعد وزيرة الخارجية الأميركية للشؤون الاقتصادية والطاقة والأعمال، ورئيس الوزراء الباكستاني الأسبق شوكت عزيز حول ضرورة إعادة هندسة منظمة التجارة العالمية التي استحوذ فيها الكبار على حساب البلدان النامية والفقيرة.

رئيس الوزراء الباكستاني الأسبق نصح السعوديين بالتركيز على الاستثمار في إنتاج البترول ومشتقاته، وعدم الاعتماد على الصناعة النفطية فقط

نصيحة للرياض
وقدم عزيز ما قال إنها "نصيحة" للسعوديين بالتركيز على الاستثمار في إنتاج البترول ومشتقاته، وعدم الاعتماد على الصناعة النفطية فقط، مضيفاً أن الرياض تتمتع بإنتاج جيد من النفط، لكن عليها أن تدرك أيضاً أنه ليس بإمكان أي دولة أن تفعل كل شيئا بمفردها بمعزل عن الآخرين، حتى الصين التي حققت نمواً بنسبة 8% لا تعمل بمفردها على حد قوله.

وحضرت مجموعة "بريكس"، وهي الصين والهند وروسيا والبرازيل، بشكل كبير خلال وقائع المنتدى الاقتصادي بوصفها تجربة ناجحة ماثلة أمام العرب ودول الخليج، حيث إنها تكتل اقتصادي نجح في تخطي إشكالية الديون.

مؤشر الاستفتاء الداخلي في منتدى جدة الاقتصادي كان معبراً نوعاً ما عن تجربة دول بريكس، حيث صوت 38% بأن هذه الدول بمقدورها مواجهة الدول المتقدمة وزيادة نموها الاقتصادي بشكل منظم.

دول الخليج
وأبرز رئيس مركز الخليج للأبحاث عبد العزيز صقر العقبات التي تعوق دون تحول دول الخليج إلى "تكتل إقليمي فعال"، وأهمها التفاوت الاقتصادي الواضح بين هذه الدول، وخشية البعض من هيمنة الدول الكبرى على الصغيرة، إضافة إلى العلاقة بين الحكومات الموجودة بالمنطقة.

من جانب آخر، أوضح رئيس مؤسسة قريش للقانون والدراسات مالك دحلان أن هناك "واجبا مهما على الخليجيين لتحقيق الاتحاد خاصة في شقه الاقتصادي"، حيث دعا قادتهم السياسيين إلى عقد مؤتمر إقليمي للكشف عن "الأولويات المهمة لتحقيق هذا الاتحاد، والحديث عن الاحتياجات والتطلعات وإزالة جميع العراقيل".

المصدر : الجزيرة