السودان يزيد السيولة الدولارية لمصارفه

وهبطت العملة السودانية إلى مستوى غير مسبوق في السوق السوداء الأسبوع الماضي حيث انخفضت بأكثر من 70% مقارنة بقيمتها في يوليو/تموز 2011 عندما فقدت الخرطوم حصة كبيرة من إيراداتها النفطية بعد انفصال الجنوب، وتعد هذه الإيرادات المصدر الرئيس لاحتياطيها من العملات الأجنبية.
وأوضح حازم عبد القدير -الناطق باسم البنك المركزي السوداني- أن هذا الأخير باع 6.5 أطنان من الذهب منذ الشهر الماضي، مضيفا أن عائدات عملية البيع سترفع السيولة التي يضخها البنك المركزي أسبوعيا في القطاع المصرفي المحلي، وتقدر بنحو 35 مليون دولار.
وقال المسؤول السوداني إن بلاده استطاعت نيل مساعدات أجنبية ولكنه امتنع عن توفير تفاصيل عنها، وتقول وسائل إعلام محلية إن قطر ستقرض السودان ولكن الأمر لم يتأكد بعد.
" السودان يعيش أزمة اقتصادية خانقة بعدما فقد ثلاثة أرباع إنتاجه النفطي بعد انفصال الجنوب، فضلا عن نزاع مع جوبا بشأن رسوم عبور نفط الجنوب " |
أزمة ونزاع
ويعيش السودان أزمة اقتصادية خانقة بعدما فقد ثلاثة أرباع من إنتاجه النفطي بعد انفصال الجنوب في يوليو/تموز الماضي، ورغم أن الخرطوم لم تعرف ثورة ضد نظام الرئيس عمر البشير لحد الآن فإن الأزمة أدت لخروج مظاهرات تحتج على ارتفاع المواد الغذائية نتيجة زيادة معدل التضخم.
وزادت على مشكلات السودان الاقتصادية نزاع متفاقم بينه وبين دولة جنوب السودان بشأن تسعيرة رسوم عبور نفط جوبا عبر الأنابيب السودانية، وقد فشل الطرفان في التوصل إلى اتفاق بشأن الرسوم.
وقد أوقفت جوبا إنتاجها النفطي منذ الشهر الماضي بعد اتهامها الخرطوم بسرقة جزء من نفطها الذي تضخه ليصدر عبر ميناء بورتسودان على البحر الأحمر، وقال السودان إن حجزه لهذا النفط هو مقابل لرسوم لم تسددها جوبا.
ويطمح السودان إلى زيادة صادراتها من الذهب لتوفير بديل عن ما فقده من إيرادات نفطية، ولكن خبراء يشككون في هذا التوجه لأن أغلب الذهب يأتي من مناجم صغيرة الحجم ولا تعرف كمية إنتاجها الحقيقي.