استثمارات الصين مهددة بالخرطوم وجوبا

مفاوضات جديدة بين الخرطوم وجوبا في إثيوبيا
undefined
 
عماد عبد الهادي-الخرطوم
 
لم تعد الشراكات الاقتصادية الإستراتيجية ولا المصالح الكبيرة بين الصين ودولتي السودان وجنوب السودان مدخلا يجعل من بكين صاحبة النصيب الأكبر من الكلمة المسموعة عند شريكيها في جوبا أو الخرطوم. 
 
ورغم حجم الاستثمارات النفطية الصينية في السودان والتي فاقت 11 مليار دولار في قطاع النفط لوحده عبر كبرى شركاتها الوطنية، فإن ذلك لم يمكنها من اختراق حاجز ما زال يهدد بحرب بين الدولتين.
وبينما لا تزال الصين فاشلة في إقناع طرفي المعادلة السودانية في معالجة أزمة النفط بينهما، يرى محللون سياسيون أن الصين "تعمل بدرجة عالية من السرية لتحقيق أهدافها والوصول بالطرفين إلى مرحلة التسوية".
 
لكن المقرر العام لمجلس الاستثمار السوداني السفير أحمد شاور قال إن الصين هي المستثمر الأول في السودان، مشيرا لاستثمارات تتجاوز 11 مليار دولار في قطاعات النفط والبنى التحتية والسدود والكهرباء والطرق.
 
وأشار في حديثه للجزيرة نت إلى بداية صينية جادة في الاستثمارات الزراعية والصناعية عبر شراكات إستراتيجية أهمها دخولها في صناعة السكر بالسودان، ما يدفعها للعب دور أكبر في المستقبل.
 
ولفت شاور إلى أن حجم الاستثمارات الصينية بالسودان في ملحقات النفط كالبتروكيمياويات وأنابيب نقل النفط نحو ستة مليارات دولار وفقا لإحصائيات عام 2007.
 
صالح: بكين تعمل بدرجة عالية من السرية بما يمنع تسرب معلوماتها (الجزيرة نت)
صالح: بكين تعمل بدرجة عالية من السرية بما يمنع تسرب معلوماتها (الجزيرة نت)
شراكات جديدة

غير أن تلك الاستثمارات التي تقابلها شراكات –وإن كانت جديدة- مع دولة جنوب السودان والتي تقدر بذات المبالغ لم يمكنها كسر طوق غربي –بحسب مراقبين– حول حكومة جنوب السودان وحملها على قبول ولو توافق مرحلي مع الخرطوم.

 
ويشير المراقبون إلى أن ورقة النفط التي تمسك بها الصين في السودان فشلت حتى الآن في هزيمة ورقة النفوذ السياسي الأميركي، معتبرين أن واشنطن -التي استثمرت ملايين الدولارات في المساعدات الإنسانية للجنوب خلال الحرب الأهلية، مما منحها صفة الحليف الإستراتيجي- تأمل جني ثمار تلك المساعدات بإبعاد الصين عن الجنوب.
 
غير أن بعض المحللين يعتقد أن بكين وبما لديها من معرفة بسياسات واشنطن في المنطقة وباحتياطات النفط المقدرة بأكثر من ستة مليارات برميل في جنوب السودان ربما تعمل بسياسة انتهاز الفرص حتى الآن.
 
ويتساءل المحللون عن ما إذا كان هناك أمل في مخالفة بكين لواشنطن بالعمل على حماية مصالحها في الدولتين وبالتالي حمل مسؤولي جوبا على الموافقة على المقترحات الجديدة وتقريب وجهات النظر بينهم وبين الخرطوم.
 

الناير: وقف إنتاج النفط بجنوب السودان يستهدف الشركات الصينية (الجزيرة نت) 
الناير: وقف إنتاج النفط بجنوب السودان يستهدف الشركات الصينية (الجزيرة نت) 
سرية عالية
ويرى المحلل السياسي محجوب محمد صالح أن بكين تعمل بدرجة عالية من السرية بما يمنع تسرب معلومتها، مشيرا إلى وجود مصلحة للصين مع طرفي المعادلة. 
 
ويقول في تعليقه للجزيرة نت إن الحكومة الصينية "ربما تعمل وراء ستار لكنها لم تنجح لمواجهتها صعوبات حقيقية، متوقعا إمكانية نجاح ما يقوم به المسؤولون الصينيون –من وراء الكواليس– لإعادة ضخ البترول على أقل تقدير.
 
 ورأى أن الصينيين ينتظرون انخفاض حدة التوتر بين الخرطوم وجوبا لأجل إقناعهما بتقديم بعض التنازلات، مشيرا إلى ضيق مساحة الخلافات بين الطرفين.
 
أما المحلل الاقتصادي محمد الناير فأكد أن استثمارات الصين في مجال النفط قد تجاوزت الاثني عشر مليار دولار في البلدين، مما يجعلها الأكثر تأثرا بخلافات دولتي السودان.
 
وأوضح أن الصين تكاد تكون بعيدة عن لعب أي دور في تقريب وجهات النظر بين الطرفين، متوقعا أن يكون لها حساباتها الخاصة في ذلك.
 
وأكد للجزيرة نت أن وقف الجنوب لإنتاج النفط في غياب أي مورد للدولة الجديدة يدفع بكثير من التساؤلات عن الداعم الحقيقي للخطوة، مشيرا إلى أن ذلك يستهدف بالأساس الشركات الصينية العاملة في النفط، مما يفرض على بكين حماية شركاتها. 
 
وتوقع خروج الصين من الاستثمار في النفط بجنوب السودان والعمل على مزيد من الاستكشافات والاستثمار بالسودان.
المصدر : الجزيرة