انكشاف عربي محدود على أزمة أوروبا

A sculpture showing the euro currency sign is seen in front of the European Central Bank (ECB) headquarters (R) in Frankfurt April 1, 2010.

انكشاف المصارف العربية على اليورو يصل إلى نحو 15% (رويترز)
انكشاف المصارف العربية على اليورو يصل إلى نحو 15% (رويترز)
 
بعث مسؤولون مصرفيون برسائل مطمئنة تفيد بأنه لا خوف على المصارف العربية من أية تداعيات سلبية لأزمة الديون السيادية التي تتخبط فيها منطقة اليورو، مرجعين ذلك إلى كون هذه المصارف غير منكشفة إلا بنسب ضئيلة جدا على سوق السندات الأوروبية، في مقابل امتلاكها لسندات الخزينة الأميركية بقيمة قد تصل إلى نحو نصف تريليون دولار.
 
يأتي ذلك قبيل احتضان العاصمة القطرية غدا الخميس اجتماعا لمحافظي المصارف المركزية ومؤسسات النقد العربية.
 
وفي هذا الإطار أكد رئيس اتحاد المصارف العربية عدنان أحمد يوسف أن بنوك المنطقة لا تستثمر في سندات الحكومة اليونانية، مشيرا إلى أن أغلب هذه السندات تملكها البنوك الأوروبية، وبخاصة الألمانية منها والفرنسية.
 
وقال في تصريح للجزيرة نت إن انكشاف البنوك العربية على السندات الأوروبية ضئيل جدا.
 
وأوضح أن المستثمرين العرب لا يحتفظون بسندات يونانية بسبب تصنيفها المنخفض.
 
ملاءمة مالية
وبدا يوسف مقتنعا بأن المصارف العربية تملك من الملاءمة المالية والمقومات الاستثمارية التي تجعلها في منأى عن أية أزمة يمكن أن تحاصر اليورو، بسبب إمكانية إعلان اليونان عجزها عن سداد ما بذمتها من ديون.
 
وأشار إلى أن أغلب البنوك العربية تتعامل بالدولار، ويكاد انكشافها على اليورو يصل إلى نحو 15% مقابل 85% للورقة الخضراء، فضلا عن أن ميزانياتها  تستند إلى سياسة مرنة في تعاملها مع العملة الأوربية، إذ لا تترك الباب مفتوحا أمامه للسيطرة على مجمل محافظها الاستثمارية.
 
ولفت إلى أن تخفيض التصنيف الائتماني للديون السيادية الأميركية لا يبعث على القلق طالما أن سندات الخزانة الأميركية لا تزال تتمتع بجدارة ائتمانية مرتفعة.
 

جوزيف طربيه: لا خوف على المصارف العربية (الجزيرة نت)
 
جوزيف طربيه: لا خوف على المصارف العربية (الجزيرة نت)
 
وإمعانا في الاطمئنان، كشف يوسف أن سندات الخزينة الأميركية لا  تشكل في الوقت الراهن سوى 5% من إجمالي المحافظ الاستثمارية للبنوك العربية، وقال إن قيمتها الإجمالية لا تتجاوز 15 مليار دولار، وإن إجمالي أصول هذه المصارف يناهز 3.2 تريليونات دولار حتى الآن، في وقت قدر فيه حجم الاستثمارات العربية في السندات الأميركية بنحو430 مليار دولار.
 
تأثير محدود
من جانبه أكد رئيس الاتحاد الدولي للمصرفيين العرب جوزيف طربيه أن تأثير أزمة الديون السيادية بالمنطقة الأوروبية على المصارف العربية محدود جدا.
 
 وقال في تصريح للجزيرة نت "لا خوف على المصارف العربية من أية تداعيات لأزمة الديون، ذلك لأن انكشافها على المنظومة المصرفية الأوروبية يكاد لا يذكر".
 
وأضاف أن المصارف العربية منفتحة على الخارج، لكن ذلك لا يؤثر بالمطلق إلا إذا كانت هذه المصارف تحمل في محافظها أوراقا أو سندات سيادية لدول تعاني أزمات، وهذه الحالة لا تنطبق على علاقة المصارف العربية بمثيلاتها الأوروبية.
 
وتابع بالقول إن أغلب السندات التي تملكها البنوك العربية هي سندات أميركية، ولا خطر يتهددها من هذا الجانب، فتصنيفها قوي.
 
وأكد أن البنوك العربية ما تزال تثق في الاقتصاد الأميركي، لذلك فهي "لا تتصور أن تعجز الخزينة الأميركية عن سداد ما بذمتها من ديون".
المصدر : الجزيرة