إنجاز تشيكي في ظل الأزمة الأوروبية

صورة مكتوب عليها CNBهي للبنك الوطني حيث مقر محافظ البنك سينغر

أسامة عباس-براغ

في خطوة لافتة في ظل أزمة الديون التي تعصف بأوروبا رفعت الوكالة العالمية ستاندرد آند بورز التصنيف الائتماني للتشيك العضو في الاتحاد الأوروبي درجتين إلى (أي أي -)، ما يعني مقدرة عالية على السداد مع مخاطر قليلة، والذي يعني مستوى جودة عالية.

كما رفعت الوكالة التقييم للتشيك في مجال الالتزامات المالية على المدى البعيد بالعملة المحلية التشيكية من (أي) إلى (أي أي).

تعليقا على التصنيف الجديد، عزا مدير البنك التجاري التشيكوسلوفاكي بتر أوندروشكا رفع الوكالة لتصنيف التشيك إلى إنجازات حققتها براغ كان أبرزها استقرار العملة الوطنية (الكورون) ولفترة طويلة رافقها قروض بالحدود الدنيا بالعملات الصعبة بالإضافة إلى تسجيل استقلالية البنك الوطني الفعالة بعيدا عن القرار السياسي في البلاد.

وعن إمكانية اتزان الميزانية العمومية، أوضح أوندروشكا في حديث للجزيرة نت أن ذلك يعد صعبا في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تعيشها أوروبا خاصة ارتباط البلاد بالاقتصادات الأوروبية.

وأشار إلى أنه رغم هذه الصعاب فإن براغ استطاعت التقيد بالبرنامج والخطة التي وضعت من قبل كبار المختصين الاقتصاديين والتي شملت أيضا الموافقة على إصلاح النظام التقاعدي في البلاد.

أوندروشكا عارض طرد الاقتصادات الضعيفة من منطقة اليورو (الجزيرة نت)
أوندروشكا عارض طرد الاقتصادات الضعيفة من منطقة اليورو (الجزيرة نت)

الخطر الرئيسي
ورأى أوندروشكا أن مصدر الخطر الرئيسي المحدق بالبلاد حاليا هو ارتباط وضع الميزانيات العامة للتشيك بالوضع المالي في أوروبا  وخاصة تلك التي تعاني من أزمة الديون السيادية، حيث أخذت الحكومة بعين الاعتبار أن تكون نسبة التضخم لهذا العام أقل عند 2.1% بدلا من 2.3% المسجلة العام الماضي.

ومن الأمور التي تسجل لبراغ تمكنها من خفض البطالة بعد أن وصلت قبل عامين إلى 8.4% إلى 6.9% في بلد يصل تعداد السكان فيه إلى 10.3 ملايين نسمة.

وعن سبل حل أزمة الديون السيادية في أوروبا، حث أوندروشكا الأوروبيين على مساعدة الدول التي تعاني من أزمة الديون مثل اليونان والبرتغال وإيرلندا، دون اللجوء إلى طردها من منطقة اليورو، الأمر الذي سيساعد على عدم انتشار الخلل لبقية دول منطقة اليورو.

من جانبه انتقد محافظ البنك المركزي التشيكي ميروسلاف سينغير أوروبا معتبرا أنها لا تملك خطة واضحة للخروج من أزمة الديون السيادية وهي ترتكب الأخطاء المتتالية في معالجة الأزمة حيث يلجأ السياسيون الأوربيون إلى تحديد أهداف سياسية قصيرة الأمد في حين لا تتم معالجة المسائل الاقتصادية بشكل جوهري وأساسي.

واعتبر أن بالإمكان معالجة أزمة الديون السيادية الأوروبية بعودة الدول الضعيفة المهددة للعملة الموحدة وهي اليونان والبرتغال إلى عملتيهما السابقتين على أن يرافق ذالك تقديم مساعدات مالية أوروبية تسهل عليهما الانطلاق مجددا نحو اقتصاد أكثر ثباتا دون ترك الأمر يتفاقم.

كلوسوفا: الكورون أصبح ملاذا أمنا للمستثمرين في االعالم (الجزيرة نت)
كلوسوفا: الكورون أصبح ملاذا أمنا للمستثمرين في االعالم (الجزيرة نت)

الكورون ملاذ آمن
من جهتها قالت رئيسة قسم التسهيلات والنصائح الحسابية للزبائن في البنك التجاري يندر جيشكا كالوسوفا إن العملة التشيكية (الكورون) قد أصبحت ملاذا أمنا للمستثمرين في العالم بعد أن ذكرت وكالة موديز للتصنيف التأميني الشهر الماضي استمرار تصنيف البلاد بدرجة ( أي 1) الأمر الذي يجعلها خامس أعلى ترتيب بحسب جدول ترتيب الوكالة وأنه وفقا لموديز فإن البلاد محصنة من تداعيات أزمة الديون السيادية في منطقة اليورو بسبب انخفاض مديونيتها وبشكل نسبي.

وتضيف كالوسوفا للجزيرة نت أن شركة ريكورد بلاس في لندن كانت قد خصت العملة التشيكية نهاية الشهر الماضي بتقرير أشارت من خلاله إلى أن العملة التشيكية يمكن أن تصبح فرنكا سويسريا آخر من حيث الاستقرار لدى المستثمريين في فترات القلق المالي والاقتصادي.

ولفتت كالوسوفا إلى أن العملة التشيكية قد عززت مواقعها أمام عملة اليورو منذ مطلع العام بنسبة 2.5% رغم إبقاء البنك الوطني أسعار الفائدة عند حد 0.75% الأمر الذي يعتبر عاملا مشجعا للمستثمرين لإقدامهم على شراء العملة التشيكية بعيدا عن تقلبات العملات الأخرى صعودا وهبوطا في ظل استمرار انخفاض أسعار الفائدة وضعف المديونية في البلاد وثبات سعر صرف الكورون تجاه باقي العملات العالمية.

المصدر : الجزيرة