تضاعف أسعار المعادن النادرة

A rescuer prepares to go down Guaziyan coal mine where a gas blast occurred in Lianyuan, Hunan province December 18, 2008
الصين استطاعت احتكار إنتاج المعادن النادرة عدة عقود (رويترز)
 
تضاعفت أسعار المعادن النادرة بالعالم في الثلاثة أسابيع الأخيرة بسبب تخزين الصين لها مما أثار مخاوف إزاء الإمدادات العالمية.
 
ويشكل إنتاج الصين أكثر من 90% من إنتاج العالم من هذه المعادن التي تمثل 17 عنصرا تستخدم في السيارات الهجين ومصابيح الإضاءة، وفي استخدامات تكنولوجية أخرى.
 
وقالت صحيفة فايننشال تايمز إن القيود التي فرضتها بكين على مناجم إنتاج هذه المعادن وعلى الصادرات تسببت في خلق فوضى بالأسواق.
 
وتعتبر أسواق الولايات المتحدة واليابان الأكبر عالميا بالنسبة لهذه المعادن. وقد عبر البلدان عن انزعاجهما للصين وازداد قلق دول أخرى.
 
وخفضت الصين صادراتها من المعادن العام الماضي بنسبة 40%، وأوقفت صادراتها إلى اليابان مؤقتا بعد نزاع سياسي بين الجانبين.
 
وارتفعت أسعار المعادن بصورة كبيرة هذا العام، وعزا محللون بالصين ذلك إلى عمليات التخزين لدى الشركات الصينية توقعا لزيادة مستقبلية.
 
وقد ارتفع سعر التيربيوم أوكسايد الذي يستخدم في السيارات الهجين وأجهزة السونار المستخدمة في الملاحة إلى عشرين ألف يوان للكيلو (ثلاثة آلاف دولار) من 8750 يوانا في أقل من ثلاثة أسابيع.
 
وخلال شهادة بالكونغرس مؤخرا، حثت شركة جنرال إلكتريك الأميركية الحكومة على تأمين إمدادات المعادن النادرة للمستوردين بالبلد.
 
ويعتقد مراقبون أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي قد يرفعان قضية احتكار ضد بكين إلى منظمة التجارة العالمية التي تقوم حاليا بالنظر في القيود التي تفرضها الصين على صادراتها من المواد الخام.
 
وقال مسؤولون صينيون إن مخاوف بيئية كانت السبب الرئيس وراء عملية إعادة هيكلة هذه الصناعة بالبلد. وتستهدف إعادة الهيكلة إغلاق بعض المناجم غير القانونية مما يؤدي إلى خفض الإنتاج ووضع القطاع تحت إدارة ثلاث مؤسسات وطنية رئيسية.
 
ونقلت فايننشال تايمز عن محللين قولهم إن خطة حكومية بدأت عام 2010 قد تؤدي في النهاية إلى تخزين مائتي ألف طن من المعادن النادرة أي نحو ضعف إنتاج البلاد.
 
وقال تجار إن عمليات الاستثمار السريعة والمضاربات بالقطاع زادت في وقت هبطت فيه الكميات المنتجة.
 
وقال المحلل بمؤسسة إنتيكي الاستشارية يين جيانهوا إن أكبر الشركات الصينية المنتجة بهذا القطاع باعت ألف طن من معادن الأوكسايد بالربع الأول من العام الحالي مقابل إنتاج ما يصل إلى أكثر من 50 ألف طن سنويا.
 
وقالت الصحيفة إن القيود التي تفرضها الصين جعلت المستثمرين الأجانب يبحثون عن المعادن النادرة خارج الصين. ويتوقع المحللون زيادة في الإنتاج العالمي خلال بضع سنوات.
 
واستطاعت الصين احتكار إنتاج هذه المعادن لعدة عقود بعدما يسرت القوانين البيئية المرنة إنتاجها في البلاد.           
المصدر : فايننشال تايمز