مطالب بتنشيط السياحة الداخلية بمصر

أحد شواطئ الاسكندرية
هبطت عائدات الساحة في فبراير/ شباط  نحو 385 مليون دولار (الجزيرة نت)

 
لازالت العوائد السياحية في مصر تمثل أحد أهم موارد النقد الأجنبي، فضلا عن مساهمة السياحة في إنعاش العديد من الصناعات والخدمات الاقتصادية الأخرى، المرتبطة بهذا القطاع.
 
ووفق بيانات تقرير متابعة الخطة العامة للدولة لعام 2009/2010، فقد حققت العوائد السياحة 11.5 مليار دولار في نفس العام، من خلال استقدام نحو ثمانية ملايين سائح.
 
غير أن أحداث ثورة 25 يناير ألقت بظلالها السلبية على قطاع السياحة الذي كان أسرع القطاعات تأثرًا بأحداث الثورة، ولم يتعاف بعد هذا القطاع من الآثار السلبية، على الرغم من إعلان العديد من الدول الغربية عن رفع الحظر على السفر إلى مصر.
 
وتشير البيانات الخاصة بفبراير/ شباط 2011 إلى أن عدد السائحين خلال هذا الشهر بلغ 211 ألف سائح فقط، في حين كان هذا المعدل قبل قيام الثورة في يناير/ كانون الثاني 2011 نحو مليون و14 ألفا.
 
وانعكس هذا التراجع على العوائد السياحية. ففي فبراير/ شباط  2011 بلغت العوائد السياحية نحو 385 مليون دولار، مقابل 825 مليونا في الشهر المقابل من العام الماضي.
 
وفي العديد من الأزمات التي تعرض لها قطاع السياحة، تم التوجه إلى السياحة الداخلية لتنشيط القطاع بالأجل القصير. وقد لوحظ هذا أيضًا بالفترة الحالية حيث تنتشر عروض القرى السياحية والمؤسسات الترفيهية لتقدم عروضًا تتسم بتدني الأسعار وتقديم مزايا عدة مثل فترات الإقامة ووجبات الغذاء.
 
ويتوقع أن يستمر هذا الوضع على مدار الشهور القادمة للاستفادة من موسم الصيف.

 

"
 حققت عائدات السياحة 11.5 مليار دولار العام المالي 2009 /2010 من خلال وصول نحو ثمانية ملايين سائح
"
إستراتيجية ثابتة
ترى أستاذة الاقتصاد بجامعة القاهرة أمنية حلمي أن يكون الاهتمام بالسياحة الداخلية في مصر منطلقًا من إستراتيجية ثابتة، وليس مجرد بديل للسياحة الخارجية وقت الأزمات.
 
وتقول إن لدى مصر العديد من أنواع السياحة التي يرغب فيها المواطنون مثل السياحة البيئية والعلاجية المتوفرة بكل من الواحات والبحر الأحمر، فضلا عن السياحة الثقافية التي تعد إحدى المزايا التنافسية لمصر بمجال السياحة.
 
وتطالب أمنية بأن تكون المعاملة بين السائح المحلي والأجنبي واحدة، وعدم وجود أي تمييز بين الفئتين.
 
وتضيف أن الأجواء الحالية مشجعة على تنشيط السياحة الداخلية، لتقديم العديد من الأماكن السياحية لأسعار مخفضة، ولكنها تطرح فكرة تقديم أسعار مميزة للشباب باعتبارهم أصحاب الثورة، فحظهم من السياحة والسفر كان قليلا خلال الفترة الماضية بسبب الأوضاع الاقتصادية الخاصة بهم.
 
وتركز أمنية على نقطة مهمة وهي توفير الجانب الأمني لوسائل النقل السياحية، وكذلك داخل المنشآت السياحية وبخاصة الموجودة بمناطق بعيدة عن العمران.
 
وتتوقع أن تشهد السياحة الداخلية حركة نشطة خلال الأسابيع القادمة مع قدوم الصيف وانتهاء الطلاب من الامتحانات.
 
برامج تنسيقية
ويطالب الخبير السياحي نافع قطب بوجود برامح تنسيقية بين جهات عدة لتنشيط السياحة الداخلية، مثل المدارس والجامعات والنقابات والمراكز الثقافية ووزارة السياحة والآثار والمحافظات الساحلية، للاستفادة من حركة السياحة الداخلية خلال الإجازة الصيفية للطلاب والشباب، بحيث لا تكون سياحة المدن الساحلية قاصرة على زيارة الشواطئ، ولكن يجب أن تتضمن زيارة العديد من المتاحف والمناطق الأثرية داخل هذه المدن.
 
ويضيف نافع أن السياحة الداخلية عادة ما تستهدف الطبقة فوق المتوسطة التي يسمح دخولها بتنظيم أو المشاركة في برامج للسياحة الداخلية، ولا مانع من وجود برامج سياحية لليوم الواحد، التي تخاطب مستويات اقتصادية أقل.
 
ويؤكد على دور المنشآت السياحية في تسويق نفسها من خلال تخفيض الأسعار، وتقديم خدماتها بنفس الجودة التي تقدمها للسائح الأجنبي.
المصدر : الجزيرة