الصين تحاول حل خلاف نفطي بالسودان


طالبت الصين كلا من السودان وجنوب السودان بتسوية خلافاتهما بشأن رسوم نقل النفط قبل نهاية ديسمبر/كانون الأول الجاري لتجنب المزيد من تعطل الصادرات.
وقال المبعوث الصيني لوي قوي جين الذي وصل اليوم الخميس إلى جوبا عاصمة جنوب السودان، في مسعى لإنهاء الخلاف بين البلدين، "نأمل ألا يتأثر إنتاج النفط سلبا، وأن تسفر المحادثات بين الشمال والجنوب بشأن النفط عن اتفاق جديد".
وأعرب المبعوث الصيني عن أمل بلاده في أن يتم حل الخلاف قبل عطلة عيد الميلاد يوم 25 ديسمبر/كانون الأول الجاري، مؤكدا أن الصين مستعدة لقبول أي اتفاق يتم التوصل له تجنبا "للسيناريو الأسوأ"، في إشارة إلى التوقف التام لضخ النفط.
وتعتبر الصين هي المستثمر الرئيسي في قطاع النفط السوداني، وتمتلك حصة في الأنبوبين اللذين يمران عبر شمال السودان إلى ميناء على البحر الأحمر، فضلا عن عشرات من العمال في حقول النفط بالمنطقة.
ويأتي التحرك الصيني على خلفية الخلاف الواقع بين السودان وجنوب السودان بشأن رسوم استخدام خط الأنابيب الذي يحتاجه الجنوب -المنفصل حديثا- لتصدير إنتاجه من النفط، ويطلب السودان رسوما لاستخدام هذه الخطوط التي تمر عبر أراضيه، وحجب الشهر الماضي الصادرات النفطية مطالبا بحصة منها عوضا عما يقول إنها مستحقات متأخرة على الجنوب.
" تعتبر الصين المستثمر الرئيسي في قطاع النفط السوداني، وتمتلك حصة في الأنبوبين اللذين يمران عبر شمال السودان إلى ميناء على البحر الأحمر، فضلا عن عشرات من العمال في حقول النفط بالمنطقة " |
وضمت الولايات المتحدة صوتها إلى أصوات وسطاء دوليين آخرين يوم الثلاثاء الماضي، وحثت الخرطوم وجوبا على تسوية الخلاف بشأن رسوم عبور النفط.
ومن جانبه، أعرب متحدث الشؤون الخارجية لجنوب السودان ماثيانج رينج عن تفاؤله بأن تؤدي الوساطة الصينية لتسوية الخلاف. وقال "هم هنا للمحاولة وتهدئة الوضع ومحاولة خلق أجواء جيدة بين الجانبين، بعد ذلك تأتي تفاصيل ما سيحدث".
وقال تجار أمس الأربعاء إن جنوب السودان طرح 5.4 ملايين برميل من مزيج دار الخام للبيع وجرى تحميل شحنة بمليون برميل من خام دار على ناقلة نفطية يوم الأحد الماضي، ورغم ذلك فإن تراجع إيرادات النفط أثر على تدفق العملة الأجنبية إلى السودان مما دفع أسعار الواردات للارتفاع وغذى التضخم المرتفع.
واستحوذ جنوب السودان عقب انفصاله عن الشمال في يوليو/تموز الماضي على نحو 75% من إجمالي إنتاج السودان، البالغ نحو 500 ألف برميل يوميا من النفط. ويمثل الاتفاق بشأن العائدات النفطية تحديا آخر للعلاقة بين الدولتين الجارتين، في حين تواجه الدولة الجديدة تحديات اقتصادية واجتماعية في ظل ارتفاع معدلات الفقر والأمية.