مخاوف بشأن مستقبل السياحة بمصر

أحد شواطئ الاسكندرية
إيرادات السياحة بمصر بلغت 13 مليار دولار سنويا قبل ثورة 25 يناير (الجزيرة نت)
 
شكلت إيرادات السياحة أحد أهم مصادر النقد الأجنبي للاقتصاد المصري على مدار أربعة عقود مضت.
 
وفي آخر التقديرات قبل ثورة 25 يناير بلغت الإيرادات السياحية 13 مليار دولار، إلا أن مخاوف كثيرة أثيرت حول مستقبل السياحة في ظل حصول أحزاب سياسية ذات مرجعية إسلامية على النسبة الأعلى من الأصوات بالمحافظات ذات الطبيعة السياحية مثل البحر الأحمر والأقصر.
 
مخاوف قائمة
ويقول عمرو صدقي نائب رئيس غرفة شركات السياحة والسفر باتحاد الغرف التجارية المصرية "عشنا فترة طويلة نهمش قطاع السياحة، وعندما نريد الحديث عنه نتناوله في دائرة الحلال والحرام.. كما تنحصر المسائل المطروحة على الساحة السياسية المصرية حول السياحة في قضايا جدلية تتعلق بالحريات الشخصية مثل تناول السائحين للخمور أو لعب القمار أو العري".
 
ويضيف رجل الأعمال المصري أن السياحة أوسع من هذه الزاوية الصغيرة، ويجب النظر إلى ما يمكن أن تجنيه مصر من تطوير قطاعها السياحي، ومواكبة ما هو مطروح على الصعيد العالمي مثل السياحة التطوعية.
 
لكن صدقي أكد أن المخاوف لدى العاملين بقطاع السياحة ما زالت قائمة إذا ما تولى الإسلاميون السلطة في ظل التصور الذي تعكسه عنهم وسائل الإعلام.
 
وأوضح أن المدن السياحية في البحر الأحمر والغردقة لم يكن فيها أي نشاط اقتصادي من قبل.
 
وفي ظل ازدهار النشاط السياحي نشط العمران بهذه المدن ومورست أنشطة اقتصادية متعددة، وإذا ما تراجع نشاط السياحة بهذه المدن فسوف تصاب الأنشطة الاقتصادية الأخرى بالشلل.
 
ويوضح صدقي بأن السياحة لا تعني أبدًا التدخل في الحياة الشخصية للسائح، فالسياحة تبادل للثقافات والخبرات بين الشعوب، وكذلك التعارف.

"
شكلت إيرادات السياحة أحد أهم مصادر النقد الأجنبي للاقتصاد المصري على مدار أربعة عقود مضت
"

 

وبسؤاله عما إذا كانت هذه المخاوف تشمل جميع الإسلاميين، قال إن أقوال الإخوان متضاربة بين الانفتاح الذي وصفه بالمطمئن والخطاب المثير للمخاوف حول تصورهم للسياحة، أما السلفيون فموقفهم أكثر تشددًا تجاه نشاط السياحة.
 
وطالب صدقي بأن تتم عملية تعريف واسعة لمختلف أنشطة السياحة للجميع، حتى لا يتسرعوا في الحكم عليها أو التعامل معها بطريقة خاطئة تصيب الاقتصاد المصري في مقتل.
 
دعم السياحة
وتعقيبا على هذه المخاوف، قال عضو المكتب التنفيذي لحزب الحرية والعدالة المهندس سعد الحسيني "إن الحزب يحترم الحرية الشخصية للمصريين فما بالنا بالسائحين، فحرياتهم الشخصية لا يمكن الاقتراب منها، لاختلاف العادات والتقاليد والمعتقدات الدينية، فضلا عن أن السائحين في مصر معروف عنهم احترامهم لخصوصية المجتمع المصري، فهم يزورون المساجد والآثار الإسلامية ويرتدون الملابس المخصصة لهذه الأماكن".
 
وأضاف الحسيني أن حزبه يتبنى سياسة مساندة للسياحة والحفاظ على الاستثمارات التي ضخت في هذا القطاع، ودعا إلى زيادتها.
 
وقال "ليس لدينا هذا المفهوم الضيق للسياحة، فلدينا في مصر العديد من الإمكانيات التي لم تستغل بعد، وعلينا أن نستنهض همم العاملين في هذا القطاع لتوظيفها".
 
في نفس السياق أكد مسؤول جماعة الإخوان المسلمين من مدينة الغردقة رفعت منصور أن من صوتوا لحزب الحرية والعدالة بالمدينة هم العاملون بالسياحة، حيث لا يوجد غير نشاط اقتصادي واحد بالمدينة، وهو السياحة. فشركته التي تعمل في مجال تركيب وصيانة التكييف كل عملائها من المنشآت السياحية.
 
وأضاف أن 90% من المنتسبين لجماعة الإخوان يعملون في مختلف مجالات الأنشطة السياحية. وأشار منصور إلى أن هذه المخاوف هي صناعة إعلامية، ولا يمكن إغلاق نشاط هو بالأساس مصدر للرزق.
المصدر : الجزيرة