ليبيا تبحث عقودا ضخمة لتوريد الوقود

f_A Libyan rebel boat escorts the Cartagena oil tanker, carrying according to the rebels 37,000 tonnes of gasoline, as it docks in the port of Benghazi on August 4, 2011

 

يلتقي مسؤول ليبيون بقطاع النفط في إسطنبول التركية هذا الأسبوع مع كبريات شركات توريد النفط، في محاولة لإبرام عقود بمليارات الدولارات لاستيراد الوقود إلى ليبيا، حيث يتوقع أن تشتري طرابلس قرابة ثلاثة ملايين طن من البنزين تصل قيمتها لثلاثة مليارات دولار، حسب الأسعار الجارية.

 

وستشارك في الاجتماع وفود من شركات كبرى كبريتيش بتروليوم البريطانية وكونوكوفيليبس الأميركية، إلى جانب منافسين من إيطاليا وألمانيا وتركيا، وقال أحد المصادر "الجميع يريد إبرام عقود مع ليبيا".

 

ويقول أحد أعضاء وفد من إيطاليا إن المسؤولين الذين عينوا حديثا في المؤسسة الوطنية للنفط بليبيا يتميزون عن سابقيهم أثناء حكم الراحل معمر القذافي، فهم عمليون ويدخلون إلى صلب الأمور من حيث السؤال عن تفاصيل عروض الشركات والأسعار.

 

وسيحمل مسؤولو المؤسسة الوطنية للنفط كل تفاصيل العروض التي ستطرح بإسطنبول إلى طرابلس لتدرسها لجنة هناك، حسبما ما ذكره عضو بوفد المؤسسة طلب عدم ذكر اسمه، وقال تجار نفط إن الوفد الليبي رفض كل الدعوات للعشاء أو الفطور وأصر على التقيد بشدة بجدول العمل المقرر.

 

"
تجار نفط أشاروا إلى أن صفقات النفط مع المسؤولين إبان حكم القذافي كانت تجري تحت طاولة المفاوضات وتستعمل فيها الرشى، ولكن الأمر تغير مع المسؤولين الجدد
"

صفحة جديدة

وتضيف المصادر نفسها أن الأمور كانت تجري من قبل تحت طاولة المفاوضات وتستعمل فيها الرشى، وأوضح عضو بالوفد الليبي "حتى من كانوا يحصلون على رشى في السابق لن يفعلوا ذلك الآن"، وأضاف أن قرابة 15 مديرا بالمؤسسة الوطنية للنفط فصلوا لأنهم دعموا القذافي أو تورطوا في ملفات فساد.

 

من الجانب الآخر تحضر شركة فيتول أكبر شركة بالعالم في تجارة النفط، وهي التي أمنت نقل شحنات الوقود لثوار ليبيا في المرحلة الأولى للثورة ضد نظام القذافي، كما أن شركة ترافيغيرا أكبر منافس لها حاضرة أيضا في اجتماع إسطنبول، كما تشارك فيها شركات أصغر حجما في قطاع تجارة النفط.

 

ويتوقع أن تشمل العقود المرتقبة كبريات مصافي ليبيا على الساحل المتوسطي، وتسعى المؤسسة الوطنية للنفط لتأمين شحنات وقود من جهات متنوعة بأفضل الأسعار، ويقول رئيس الوفد الليبي فتحي رجب إن الشركات التي لعبت دورا كبيرا في فترة الحرب "تعتقد أنها ستنال حصة كبيرة من الصفقات، ولكن الأمر لن يتم بهذه الصورة".

 

لائحة عروض

ويقول الوفد الليبي إنه تلقى قرابة 25 عرضا لصفقات نفطية ولكنه سيضع لائحة تضم شركات قليلة سيطلب منها تحسين عروضها النهائية في جولة تفاوض ثانية، كما سيشترط مرونة في شروط سداد فاتورة شراء الشحنات، لأن قطاع النفط يعاني أزمة سيولة شديدة، وهو حال البلاد برمتها، وذلك بسبب بطء الإفراج عن الأموال الليبية المجمدة في الخارج.

 

وفي الشهر الماضي صرح مسؤول ملف النفط بالمجلس الانتقالي علي الترهوني أن فاتورة شراء الوقود التي أبرمتها المؤسسة الوطنية للنفط في فترة الحرب ناهزت 1.6 مليار دولار، منها مليار دولار لم يدفع بعد.

 

وفي موضوع ذي صلة، توقعت جاك مارو دي غروت النائب الأول لرئيس شركة توتال الفرنسية المكلف بالعمليات في أفريقيا أن تبدأ شركته إنتاج النفط في مناطق برية في ليبيا أوائل العام المقبل، وقال إن توتال لا تراجع عقودها النفطية بليبيا مع الحكومة الانتقالية الجديدة.

المصدر : رويترز