تواصل الاحتجاج تهديد للسياحة بمصر

يشكل قيام العديد من الدول من مختلف أنحاء العالم بخطوات عملية لإجلاء رعاياها من مصر ومنع تدفق السياح لها تهديدا قويا لإيرادات الاقتصاد المصري الذي يعتمد بشكل كبير على إيرادات السياحة.
ويأتي ذلك بينما يمضي مئات ألوف المتظاهرين المصريين في احتجاجاتهم المطالبة بالإطاحة بالرئيس المصري حسني مبارك شملت العديد من المدن لليوم السابع خلفت نحو مائة قتيل بالإضافة لمئات الجرحى.
ويصنف قطاع السياحة بأنه من أهم أربعة مصادر للدخل القومي المصري إلى جانب قناة السويس وصادرات النفط وتحويلات المصريين في الخارج.
وكانت تراجعت إيرادات السياحة في مصر بنسبة 2.1% في 2009 لتبلغ 10.76 مليارات دولار من 11 مليار دولار 2008. وبالتوازي انخفض عدد السياح الذين زاروا مصر في 2009 بنسبة 2.3% إلى 12.5 مليون من 12.8 مليون سائح في 2008.
وتعرضت السياحة المصرية التي توفر نحو ثمن الوظائف في بلد يبلغ فيه معدل البطالة مستوى عاليا لضربة قوية عام 1997 عندما قتل مسلحون 58 سائحا وأربعة مصريين في معبد بالأقصر وبعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001 بالولايات المتحدة.
عمليات إجلاء
وفي أحدث عمليات إجلاء للأجانب من مصر، أعلنت شركتا طيران صينيتان إير شاينا وهاينان إير أن كلا منهما سترسل طائرة بشكل استثنائي للقاهرة اليوم لإجلاء الرعايا الصينيين.
وقال مسؤول في السفارة الصينية إن هناك 500 صيني على الأقل عالقون في مطار القاهرة الدولي.
من جانبها ذكرت وزارة الخارجية اليابانية أن طائرة خاصة أرسلت للقاهرة لنقل مئات اليابانيين العالقين في مطار القاهرة.
وعرضت كل من الولايات المتحدة وتركيا إجلاء رعاياهما، كما تعهدت شركات طيران كبيرة مثل لوفتهانزا وإير إنديا بإرسال المزيد من الطائرات إلى القاهرة والإسكندرية.
من جهتها ذكرت وزارة الخارجية اليونانية أن طائرتين عسكريتين يونانيتين على الأقل جاهزتان لأي مهام إجلاء، كما أرسلت الحكومة العراقية طائرة إلى مصر لإجلاء العراقيين في مصر.
وأصدرت الخارجية الألمانية في وقت متأخر الليلة الماضية تحذيرا من السفر إلى مصر، وخصت بالذكر نقاطا ساخنة مثل القاهرة والإسكندرية والسويس، غير أنها وصفت الوضع في المناطق السياحية المطلة على البحر الأحمر بأنه هادئ في الوقت الحالي.
ونصحت دول أخرى مواطنيها بترك مصر أو تجنب السفر إلى مدن رئيسية. فأوصت بريطانيا رعاياها بترك محافظات القاهرة والإسكندرية والسويس عندما يتطلب أمنهم فعل ذلك، وتحركت وزارة الخارجية الأميركية لخفض عدد أفراد طاقمها الدبلوماسي في مصر فأجازت المغادرة الطوعية للدبلوماسيين والعاملين غير الضروريين.
ورصدت وزارة الخارجية الفلبينية 25 مليون بيزو (567 ألف دولار) لإجلاء نحو 6600 فلبيني في حالة الضرورة، بينما نصحت تايلند نحو 2600 تايلندي في مصر بأن يكونوا على أهبة الاستعداد.
وذكرت سفارة بروناي في القاهرة بأنه تم نقل رعاياها البالغ عددهم 86 فردا معظمهم من الطلاب وعائلاتهم إلى سفارتها في القاهرة.
من جانبها ذكرت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء السبت الماضي أن معظم الروس الذين يقضون عطلات في مصر والمقدر عددهم بنحو 40 ألفا لا يعتزمون قطع عطلاتهم رغم الاضطرابات.
رعايا الشركات
من جهتها بدأت بعض الشركات الأوروبية والآسيوية في إجلاء عامليها. فأوقفت شركتان يابانيتان عملياتهما، إذ أغلقت شركة نيسان موتور مصنعا صغيرا بالجيزة كما أوقفت شركة تابعة لشركة أوتسوكا القابضة للأدوية على مشارف القاهرة عملها.
كما سحبت بعض الشركات الكورية الجنوبية رعاياها من مصر وأبقت عددا ضئيلا لتسيير بعض الأعمال.
وقال مصدر مقرب من شركة رويال داتش شل الهولندية البريطانية إن الشركة تعتزم إجلاء نحو 60 عائلة من عائلات طاقهما من مصر حفاظا على سلامة أفرادها. كما أجلت شركة إيني الإيطالية للنفط عائلات موظفيها.